قراءه لصفحة سوداء من مسلسل اغتيالات الوطن |
تلعب الثورات والانقلابات دورا رئيسا في تطور الشعوب, ورقيها ,وتلبية مصالح الجماهير العريضة, في خلق مجتمع انساني ينتفي فيه الاستغلال والجهل والفقر والظلم . فماذا حققته ما اصطلح عليه بالثورة البيضاء للشعب العراقي؟؟؟ وما الذي جناه هذا الشعب من نتائج تكمن فيها مصلحته؟؟ غير عراق غارق, في بحور من الدماء,تخيم على جنباته قتامه حالكة السواد , وشعب ممزق متناحر, تعم في ارجائه الشحناء والبغضاء والفتن ,وتعكر اجوائه لعلعة الرصاص والقتل والدمار, وحروب تلد أخرى, والملاين من الشهداء والأيتام والأرامل ,ووطن مهشم خائر, تتناهبه الأعراق والطوائف. وحتى أولائك الذين تآمروا لإطفاء شعلة تموز لاحقهم القصاص ,وأحرقتهم الثارات والضغائن فصفوا بعضهم بعضا . فما اصدق نبوءة زعيم تموز قبل ان تمتد إليه يد الغدر لتسكت صوته . ((انني ذاهب لكنني لا ادري ماذا سيحصل من بعدي ) . فانقلاب 8 شباط الأسود ,لازال نديا في ذاكرة الكثير ممن عاصروه, سيما وانه لم يكن حدثا عاديا ينفرط بمرور الزمن, أو يتلاشى بين تراكم الاحداث وجسامتها,بل كان جرحا غائرا في جسد وطن ناهض توا من عصارة الاختناق الذي أطبق على صدره, وأنفاسه لسنين طوال ,تواقا إلى فضاء الحرية والانعتاق, ممهدا الطريق إلى البناء والتقدم والرخاء , بعيدا عن ضنك الأسياد وقيودهم ,متعلق بثورة شعبيه وبزعيم وطني محبوب التف حوله العراقيون باندفاع ذاتي مخلص, دون دعاية وترويج أو تدخل شخصي من قبله ,فكان له هذا المد الواسع, والرصيد الجماهيري ,من المناصرين والمريدين, أينما حل وارتحل, ولطليت السنوات القصيرة من عمره البض في السلطة . ولكي نستجلي حقائق تلك الصفحه ,من تاريخ عراقنا السياسي ,وما زخرت به من دسائس, ومؤامرات ,كانت تنسج خيوطها وأهدافها ,من اجل تقويض وإجهاض ثورة تموز, والاطاحه بحكومتها وزعيمها. لابد لنا من الولوج إلى حيثياتها ,وتتبع خطاها ودوافعها, ومن هي الجهات ذات المصلحة المشتركة ,التي تواطأت على إسقاطها ابتداء من ولادتها لحين اغتيالها. فكانت اولى مصادرنا, التي ستقرئنا بها احداث ووقائع تلك ألحقبه الزمنية من عمر الثورة ,وبأدق تفاصيلها حيث راعينا الحيادية والتجرد في طرحها, كانت رجوعنا إلى خزين الذاكرة المتراكمة, في أذهان وعقول الناس التي عاصرتها وتعايشت معها, وبكل تفاصيلها وما حوته من احتفالية, وبهرجة ,ومن صخب, واضطراب ,لحين الإيقاع بها وضمورها في 8 من شباط 963. اما مصادرنا الأخرى, التي استقيناها من قراءة تلك الصفحة من تاريخ عراقنا وما رافقها من إحداث سريعة وجسيمة ,هو ما كتبه الكثيرون من الكتاب والمحللون الذين زامنوا تلك الفترة ,وعاصروها, أو من الباحثين والمحللين من ذوي الدراسة والاختصاص . فضلا عن الكتابات والذكريات التي أتحفت بها المكتبة العربية والعراقية بالخصوص, من قبل مرتكبي الحدث وصانعوه , وان كانت بعض من هذه الكتابات والآراء تجانب الحيادية والصقيه في أدائها, لكونها تخضع للانتمآت والو لآت المتعددة التي تملى على الكتاب والمعنيين. إلا انه يبقى محور القواسم المشتركة التي يتفق عليها الجميع, ويبقى نبض وحصافة المتلقي أو القارئ اللبيب ,هي الفيصل في التمحيص والتدقيق عن صدقية الحدث ومقبوليته واتزانه. وقد عمد النظام البائد ,في أواسط السبعينيات من القرن الماضي ,بالإيعاز إلى وزارة الثقافة, وذلك بِِحَثْ وتشجيع الكتاب والمؤرخين بكتابة ما اُصطلح عليه في حينه( إعادة كتابة التأريخ) . وكان يتوخى من ذلك الإجراء , تلميع صورته, وتجميلها , ومن ثم تسويقها للناس,مختزله و مشذبة من جرائمه وادرانه, وخطاياه, التي ارتكبها بحق شعبه, وبحق ثورته الوطنية في 14من تموز 958 .وفعلا مُلئت المكتبات بمؤلفات وعاص السلاطين من المتزلفين, والمتملقين بائعي ألكلمه والضمير, والتي اختصت بكتابة التاريخ العراقي الحديث, ومحورها كان يدور ,حول ثورة تموز ورجالها ,وانقلاب 8 شباط, ومرتكبيه ,وكانت معظمها مغايرة للصواب ومجافية للحقيقة .حيث تميزت بمجارات النظام وممالئته, والتمسح بسلطته, وهيلمانه, وإظهاره بالحمل الوديع ,وبالوجه الوطني الأبيض .وضحاياه من المناؤوين له بالخونة والعملاء والمجرمين. لكن ما كتب من خارج أسوار الوطن, اقرب منه للموضوعية والصدقيه من داخله, لكون معظم الكتاب الذين تناولوا الحدث الذي نحن بصدده , كانوا يتمتعون بالحرية والانفتاح النسبي ,بعيدا عن أية ضغوط ورقابه, وتدخلات تعسفية تحجب عنهم قول الحقيقة,هذا إذا كانوا أصحاء الضمير فعلا وقولا وضميرهم حَكَما على ما كتبوه .ونخص بالذكر أولائك الذين ساهموا فعليا وكانت لهم المشاركة والرياده في ذلك الانقلاب الأسود, حيث عمدوا إلى كتابة مذكراتهم وهم خارج الوطن ,متناولين وبأدق التفاصيل انقلابهم المشئوم الذي شاركوا فيه بإسقاط الحكم الوطني في العراق . نستشف من كل ما كتب ,ومن المؤشرات والدلائل ,على ان انقلاب 8 شباط لم يكن وليد مجموعة متآمرة من داخل الوطن خططت ونفذت له بمفردها. دون ان يكون ثمةَ إيعاز وتخطيط مسبوك ومتقن من دوائر وجهات أجنبيه من خارج حدود الوطن, بدأتها منذ ألانطلاقه الأولى للثورة ,حين ضُربتْ مصالحها ووجودها الاستعماري والاقتصادي في الصميم ,حيث بادرت هذه الدول, ومن الأيام الأولى لثورة تموز, تحيك المؤامرات والتدخلات من اجل إجهاض هذه الثورة, وهي بعدُ وليد,. فكان أول رد فعل عسكري لها , تمثل بالإنزال الأمريكي البريطاني في بيروت, ومن ثم التواجد البريطاني في الأردن, وأعقبه الحشد العسكري على الحدود التركية العراقية , كل هذه النوايا والخطط العسكرية كان يراد منها غزو العراق بغية إسقاط حكومته االوطنيه الوليدة ,ولولى الإنذار السوفيتي الشديد اللهجة الذي وجهه لتلك الدول والحكومات آنذاك, لتحقق ما كانت تصبوا إليه من تقويض الثورة وإجهاضها . ولمّا عجزت هذه الحكومات والدول من اسقاط الحكم الوطني, بالتدخل العسكري المباشر, بادرت باستخدام أساليب أكثر دناءة وخسة, وذلك من خلال زرع الفتن و وإذكاء النعرات, وبث الفرقة والاضطرابات, بين أبناء الشعب الواحد , مسخرة الطابور الخامس, الذي يعمل لصالحها والمتمثل بالاقطاعين والرجعيين ,ومن اذناب العهد المباد ,وممن تضررت مصالحهم واستثماراتهم ,جراء القوانين الاقتصاديه والتحرريه والسياسيه التي اتخذتها حكومة الثوره, فكانوا هؤلاء الأداة الطيعة بيد الدول الاستعمارية المتآمرة ,تحركهم شركات النفط الاحتكارية التي ضُربتْ استثماراتها في الصميم, بعد تقنين( قانون رقم ثمانين) ,الذي أتاح للحكومة العراقية استثمار أراضيها غير المستثمرة من قبل تلك الشركات, ومصادرتها لصالح الوطن, ووضعت تحت تصرف الحكومة العراقية المباشر ,وكانت ضربه قاصمه في ظهر تلك الشركات الاحتكارية, التي كانت تؤمن سيطرتها على مجموع الأراضي العراقية, حيث اصر الزعيم على توقيع هذا القانون رغم ما به من مخاطر على حياته وما كان يتعرض له من ضغوطات وتهديد في حالة المصادقه عليه . فضلا عن إصدار قانون شركة النفط الوطنية, والذي كان هو الآخر ضربه موجعه لتلك الشركات, حيث نافسها العراق بإدارة شؤنه النفطيه . وقد كان لتأكيد الملك حسين لإحدى الصحف العربية ,من إن المخابرات الامريكيه كانت تخطط للاطاحه بحكومة عبد الكريم قاسم, بالتعاون مع حزب البعث العراقي, وكان لهم آخر اجتماع في دولة الكويت قبل الانقلاب بأشهر ,وكانت ترشد إلى الرموز الشيوعية ألمعروفه والمتعاونة مع عبد الكريم, وإعطائهم عناوينهم كي يتم تصفيتهم واغتيالهم. وفي كتابه (النوايا الطيبه), ذكر السيد خالد علي الصالح وهو عضو قياد قطريه في حزب البعث((ونحن في سبيل استكمال ما تتطلبه خطة اغتيال الزعيم من مال, وسلاح وعتاد وأوكار, وكنا نتطرق في أحاديثنا إلى المال, وهل تكفي مواردنا عن طريق الاشتراكات والتبرعات ؟؟جاءنا طالب شبيب (وزير خارجية حكومة الانقلاب فيما بعد) ليخبرنا باستعداد إحدى الجهات بتزويد حزب البعث بالمال والسلاح ,إذا كنا نسعى للتخلص من حكم عبد الكريم قاسم ,وطلب فؤاد الركابي من طالب ان يقول ما عنده فقال. إلى جوار المكتب الذي يعمل به كمهندس والذي يقع في عمارة مرجان في الباب الشرقي يوجد مجموعه من العاملين الامريكين, وقد اتصل به احد العاملين في هذا المكتب, وعرض عليه استعداد امريكا بتزويد حزب البعث بالمال والسلاح)). ويقول في مكان آخر وفي الصفحه212 ((ان علي صالح السعدي قد رضخ لإرادة عفلق عندما فرض عليه الجواسيس في القياده وقد صرح لي في ذلك اكثر من مره ))وقد شغل صالح السعدي منصب وزير الداخليه ونائبا للبكر بعد انقلاب 8 شباط وكان على دراية ومعرفه من ان الطائرات الامريكيه كانت تقوم بنقل الاسلحه الى حكومته في بغداد .بل كيف لا يعرف ان رجال المخابرات المركزيه كانوا يقلّبون ملفات الأمن ألعامه بحثا عن الشيوعيين وعناوينهم وكان على علم بسعي الأمريكان للحصول على دبابه ت 62 السوفيتية الصنع ونقلها الى امريكا . كما يؤكد المرحوم هاني الفكيكي ,في كتابه( اوكار الهزيمه), صلة حزب البعث بالمخابرات المركزيه الامريكيه من خلال الأستاذ الجامعي إيليا زغيب, اللبناني الاصل والمنتدب للتدريس بالجامعه, بتوصيه من ميشل عفلق والقياده القوميه, وقد استطاعوا العثور على اضبارته الشخصيه في مكتب الزعيم, بعد اعدامه وكانت مليئة بالتقارير من قبل الاستخبارات العسكرية ,والأمن ألعامه, والتي تشير إلى علاقة زغيب بالمخابرات الامريكيه وحزب البعث ,وان هذه الجهات كانت تطلب من قاسم الى اعتقاله, لكنه كتب على الاضباره بالاكتفاء بمراقبته وبقائه . ولهذه الروايه تأكيد من عضو القياده خالد علي الصالح في كتابه أعلاه حيث يؤكد على علاقة زغيب بعفلق وطالب شبيب ويستطرد هاني في كتابه في الصفحه 287من ان الوفد العراقي الذي قابل عبد الناصر بعد انتصارهم بانقلابهم المشئوم, حذرهم عبد الناصر من ان هناك (شخص يعمل بالسفاره الامريكيه في العراق واسمه ليكلاند خبير انقلابات عسكري وكانت تربطه علاقه وثيقه بالبعثين عسكرين ومدنين) . ولم ينفي المرحوم طالب شبيب, في مذكراته التي نشرها الدكتور علي كريم سعيد في كتابه المعنون (8 شباط من حوار المفاهيم الى حوار الدم) .لم ينفي طالب شبيب معرفته بايليا زغيب, الذي التقاه اول مره في بيروت قبل انقلاب 8 شباط ,حيث تعرف عليه من خلال حبيب الخيزران, واديب الجادر, وميشل عفلق, وكانو جميعا على ثقه بأنه له ارتباط وثيق بالمخابرات المركزيه الامريكيه, لكونه يعمل أساسا في احد المراكز الثقافية الامريكيه ,وله ثقافه عاليه وحسن اطلاع واسع ,وكان لميشل عفلق صداقه خاصه وعلاقه به ,اذ مكث زغيب في داره بدمشق فترة طويله متخفيا من ملاحقة عبد الحميد السراج له, ويذكر ايضا بانه التقاه في بغداد حيث جاء مهنئا له بانتصارهم بانقلابهم وفي وزارة الخارجيه إلا انه نكر ان يكون حلقة وصل بينهم وبين المخابرات المركزيه). اما بخصوص ليكلاند الملحق العسكري في السفاره الامريكيه في بغداد, يذكر المرحوم طالب( ان هذا الشخص كانت له علاقه مع صالح مهدي عماش وان هذا الاخير ابرم معه اتفاقيه بترحيل الدبابه السوفيتيه الصنع ت 62 المتطوره في حينها وذلك بنقلها الى امريكا ,مقابل تزويدهم ببطاريات امريكيه للدبابات ).وفي الصفحه 277 يشير علي كريم ان (ان ليكلاند هذا اقام اتصالات بجمال عبد الناصر ولعب دور عضو ارتباط بين الضباط المصرين والدوله الامريكيه ,وضل يواصل مهمته ويتشاور مع القياده الجديده في مصر قبل وبعد انفراد عبد الناصر برئاسة الجمهوريه) وللدكتور علي كريم سعيد تعليق في هامشه عن صالح مهدي عماش حيث يقول (ولا ادري هل هي الصدفه التي جعلت رئيس الوزراء ووزير الدفاع نوري السعيد في العهد الملكي ,ان يختار الرائد صالح مهدي عماش في العام 1956 للسفر الى روما لاستلام السلاح الامريكي والبريطاني الذي كان سيستخدم لمهاجمة سوريا واسقاط حكمها الوطني, في مؤامرة كانت اطرافها امريكا وبريطانيا والحكومه العراقيه, وقد نفذ عماش تلك المهمه واوصل السلاح المطلوب الى القوات العراقيه التي أُوكلت إليها مهمة مهاجمة سوريا). ولكن تلك المؤامرة لم تنفذ ,بفعل الدور الوطني والقومي الذي أبداه الزعيم عبد الكريم قاسم, الذي كان آمر اللواء الأول في الرطبه ,وهو الذي انيطت به مهمة الاعتداء على سوريا واسقاط حكومتها الوطنيه, في ذلك الوقت ,حيث اتصل عبد الكريم قاسم بمدير المخابرات السوريه عبد الحميد السراج, ومن خلاله بالحكومه السوريه, مطلعا اياهم على الدور الذي سيقوم به, وعلى تفاصيل المؤامره التي تحاك ضدهم ,من قبل هذه الدول, وبالتعاون مع حكومة بغداد, وتعهد لهم انه سيقف الى جانب الحكومه السوريه في حالة الاعتداء عليها ولم يُنفذْ الاوامر الموكله اليه . وتأكيدا لهذا التآمر, كشفت الوثائق البريطانيه, كيف كانت بريطانيه تسعى للاطاحه بحكومة عبد الكريم قاسم وذلك من خلال تعاونهم مع معارضيه, وبالأخص حزب البعث, ففي برقية من السفارة البريطانية في واشنطن معنونه إلى وزارة الخارجية البريطانية, وفي يوم 8 شباط أي يوم الانقلاب ألبعثي تقول(ان مدير الشرق الادنى السيد سترونغ قال, ان انقلاب 8 شباط لو انتج نظاما ذا طبيعه بعثيه ,فان سياسته ستكون مقبوله على الارجح من قبل امريكا ,وهناك فوائد من الاعتراف المبكر بحكومة الانقلاب ,ولكنهم يفضلون الانتظار لحين الاعتراف من قبل الدول العربيه, اولا, قبل ان يمنحوا الاعتراف بانفسهم ,لكي لا يعطوا الانطباع انهم وراء الثوره وان قادتها كانوا تابعين للولايات المتحده). فضلا عن التآمر الاقليمي والعربي ,والذي ما فتئت حركته مستمرة ,ومن اولى بشائر ثورة تموز ,والذي كان يتزعمها عبد الناصر, حيث بادر في اول لقاء جمعه بعبد السلام عارف, في دمشق ابان عيد الوحده مع سوريا ولم يمضي خمسة ايام على ثورة تموز , حيث وجه عبد الناصر سؤالا الى عبد السلام .ما مصير عبد الكريم قاسم ؟؟ وكان جواب عبد السلام سريعا وحاضرا (هل تريد تصفيته ونقضي عليه فورا ). كما كان عبد الناصر يحرض البعثين والقومين ,على رفع شعار الوحده الاندماجيه الفوريه, بين سوريا ومصر والعراق, حيث كان هذا الشعار, مثارا لخلق الفتن والقلاقل بين الاحزاب المشكله للجبه الوطنيه العراقيه ,فالحزب الشيوعي كان يرفع شعار الاتحاد الفدرالي مع سوريا ومصر ,وكان الزعيم من المؤيدين والمتضامنين مع هذا الشعار وتطبيقه, وكان يرى فيه مصلحة لشعبه ,وان الوقت غير ملائم للوحده الاندماجيه التي يطالب بها عبد الناصر والبعثيين, لاختلاف البيئات بين الدول والشعوب العربية ,وهذا الرأي أكدت صوابه السنين اللاحقة ,وقد اعترف به البعثيون انفسهم في مذكراتهم وكتبهم. وفي نفس سياق هذا التآمر العربي, يؤكد هاني الفكيكي في كتابه أوكار الهزيمة وفي صفحه 91 (صدرت برقيه من السفارة المصرية في العراق إلى القاهرة ,من إن عبد السلام عارف سيقوم بمحاوله انقلابيه على عبد الكريم قاسم وسيضم العراق الى مصر). كما لا يسعنا النسيان ,من ان حركة العصيان التي قام بها الشواف في الموصل في عام 959 ,كانت من ورائها مصر وسوريا ,حيث وعدت هذه الدول تزويد البعثين والقومين باسلحه وأجهزة إرسال, والتعاون باستخدام الطائرات ومساعدات ماليه, ويؤكد هاني الفكيكي من انه شخصيا( استلم مبلغ من مصر قدره 30 إلف دينار سلمه له عبد المجيد فريد كمساعدات للحزب في محاولاته الانقلابيه كما تم تزويد الحزب بكميات من الاسلحه والاعتده والاجهزه اللاسلكيه وتم شحنها بمساعدة عبد الحميد السراج عن طريق سوريا ). ويُثّني على ذلك السيد خالد علي الصالح في كتابه المنوه اعلاه ,وفي صفحه 107, عندما يخاطب عبد الحميد السراج مدير المخابرات السوريه انذاك (لقد تاخرتم بتزويدنا بالمال والسلاح الذي طلبناه ). واغلب محاولات الاغتيال التي تعرض لها قاسم, كانت بفعل التحريض المصري والسوري.ولا زالت محاولة الاغتيال التي تعرض لها الزعيم قاسم في شارع الرشيد عام 59 طرية في اذهان من عاصروها ,حيث كان للسلاح المصري الذي استخدم بها اكبر الاثر, وهذا ما اكده طالب شبيب في مذكراته (كان السلاح المصري التي زودت مصر به حزب البعث لهذا الغرض, و ان انقلاب 14 رمضان لم يتم إلا بالمساعد التي قدمتها مصر الى حزب البعث العراقي بغية اسقاط حكومة عبد الكريم قاسم حيث زودتنا بالمال والسلاح واجهزه اذاعيه عن طريق سوريا وكما حصل سابقا في حركة الشواف). اكتفي بهذا القدر من الامثله, والتي كانت جلها تؤكد على اليد الاجنبيه ,سواء الاقليميه, او الاجنبيه العابثه التي كانت وراء انقلاب 8 شباط 963 والذي اغرق العراق ببحر من الدماء والخراب. |