العراق وازمة اللاوعي

بعد مرور اكثر من عشرة سنوات على سقوط النظام الفاشي في العراق والعراق يمر بظروف عصيبة لايمكن تكهن العواقب المترتبة عليها حيث اصبح في حالة لايحسد عليها وعلى جميع الاصعدة ، السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الامن القومي للبلاد والانفلات وعدم الشعور بالمسؤولية وغياب حكومة قوية تستطيع من خلالها ان تصد الهجمات الشرسة والتي خططت لها الدول الكبرى ودول الجوار بأيدي شلة من المجرمين والقتلة والانتهازيين وذوي المصالح الشخصية الخبيثة لتمرير المخطط الكبير بتقسيم العراق الى دويلات صغيرة بحجة حل المشكلات التي يعاني منها العراق من خلال استراتيجيات تتم فيها التحكم بالشعوب والتي تمت تطبيقها على ارض الواقع وعلى فترات متفاوتة ومنها استراتيجية ابتكار المشاكل لاثارة ردات الفعل من قبل الشعب بحيث تجعله يطالب بما تمليه عليه الدول التي خططت لهذه الاستراتيجية ويتم لهذه الدول ما تبغاه وتريده والوصول الى الاهداف الخبيثة التي هي وضعتها بالاساس وهذه الاستراتيجية تحتاج فترة زمنية ليتم تطبيقها وبالتدريج وقد تطول سنين وهذه السنين الطوال التي تطبق فيها هذه الاستراتيجية تتداخل مع استراتيجية المؤجل وهذه هي بحد ذاتها تحقق الكثير لهذه الدول بحيث يصبح الشعب راضياً بالقرارات المكروهة وتصبح هي الدواء والحل الامثل للخروج من الازمات ويتعود على هذه الاستراتيجية او الفكرة ويقبلها مستسلماً ، ويقوم الاعلام الممنهج بمخاطبة الشعب على انه متخلف اومعوق ذهنياً من خلال التلفيق واظهار الاحداث الغير موجودة ، مفتعلة ، وغير قابلة للتصديق ، او استعمال شخصيات غير مثقفة وليس لها علاقة بالواقع وتحاول من خلال هذا الاسلوب ان تجعل ردات الفعل احيانا بعيدة عن الواقع وتغييب الحس النقدي والمنطق ويصدقها.

ان هذه الاستراتيجيات التي تستخدم للتحكم تجعل الشعب يلجأ الى العاطفة بدلاً من الفكر والغاية منها تعطيل التحليل المنطقي والحس النقدي باستخدام المفردات التي تؤثر على العاطفة للدخول في اللاشعور وادخال المخاوف والسلوك والنزعات والافكار بحيث يتصرف بشكل غير عقلاني ودون الرجوع الى العقل للتحكم بمقدراته او وضعه المأساوي للخروج من المازق الذي قد يوصله الى الهاوية وتجعله يستحسن الرداءة والاسوء ويقبل بالحلول المخطط لها دون وعي او تفكير ويشعر بالذنب ويتصور انه هو المسؤول الوحيد عن تعاسته ووضعه المأساوي والمحزن والغريب .

این هو الشعب العراقی من کل هذه المخططات التي تدبر له ليل نهار وباقياً في حالة من الذهول وغياب الحلول الكفيلة لاخراج العراق من الازمات والاخطاء المتكررة وما هي الاستراتيجيات التي يريد من خلالها ان يخرج العراق الى بر الامان فهل عليه ان ينتظر من يمد له يد العون ام عليه ان يكون اكثر وعياً وادراكاً لما يدور حوله من مخططات ومؤامرات قد توصل العراق الى الهاوية وتجعله دويلات صغيرة وضعيفة ويصبح في خبر كان .


ان الوضع في العراق الان لايتحمل الصبر اكثر من ذلك وعلى الجميع الوقوف بوجه هذه المخططات الخبيثة والتفكير بعقلانية بعيداً عن العاطفة والتساهل والتصدي لهذه الهجمة القذرة التي ينفذها المجرمون والانتهازيون والكارهون والحاقدون والقتلة وذوي العقول المتحجرة واخراج العراق من هذا المستنقع وانقاذ ماتبقى والنظر للمستقبل بعين ثاقبة للبناء والتطور وخلق جيل يعي مايدور حوله وايجاد الاليات الكفيلة لبناء الوطن الذي دمرته الحروب والقتل والدمار وغباء الحكام والاستفادة من التجارب السابقة وتحكيم العقل ،،،،،،