الكورد الفيلية وجمهورية الوعود

ان المتتبع للاوضاع السياسية في العراق يرى ان السياسيين العراقيين أصبحوا يصبون جل اهتمامهم على الوعود والخطابات والتصريحات الرنانة التي لا تفيد المواطن العراقي المغلوب على امره لا من بعيد ولا من قريب ، وتراهم يطلقون العنان للكلمات الخطابية والانشائية تأخذ مجراها معلنة عن كل ما هو قد يحل المعضلات والصعاب التي تواجه العملية السياسية والتوصل الى حل جميع المسائل العالقة بين جميع الاطراف ، متناسين انهم قد وقعوا في مستنقع التعصب والقومية والمذهبية .

ان هؤلاء السياسيين ولقلة خبرتهم السياسية جاءوا يحملون معهم حقائبهم الفارغة من اي برنامج مستقبلي لتطوير وتقدم العراق ووضع الحلول الكفيلة للخروج بهذا البلد من المأزق الذي وضع به من قبل مجموعة من القوميين الشوفينيين والمجرمين المتعطشين لدماء الشعب العراقي بحيث ابادوا ثروات العراق ودمروا البنى التحتية واوصلوا العراق الى حافة الهاوية .

وبعد مرور عشرة سنوات على سقوط الطاغية المجرم صدام حسين لم يستفد او يتعلم هؤلاء السياسيين من وجودهم في العملية السياسية والسلطة بل على العكس اصبحوا اكثر تعصباً وتمذهباً واصبحت غايتهم هي الالتصاق بالكرسي ونسيان ما مروا به حينما كانوا يقارعون النظام الفاشي السابق ، بل اصبحوا يتخندقون بأسم القومية والمذهب واصبحوا يرفعون شعار ان لم تكن معي فانت ضدي التي عانى منها الشعب العراقي ابان فترة النظام العفلقي السابق هذا بالاضافة الى الذين لايريدون ان يصدقوا او يقبلوا ان العراق يجب ان يخطوا خطوات نحو الامام وقبول الديمقراطية لينعم الشعب العراقي بالحرية والامان ويحلمون بسيطرة الحزب الواحد والقائد الاوحد .

وبعد كل هذا الوضع المأساوي الذي مر ويمر به الشعب العراقي المظلوم نرى الكثير من القرارات التي تنتظر التصويت عليها من قبل البرلمان العراقي الذي لايريد ان يقرر اي منها ما لم تصب في خدمة طرف سياسي ما والا نشاهد التفجيرات المتتالية والتي يذهب ضحيتها المواطن العراقي البسيط .

ان الشعب العراقي بكافة اطيافه ومكوناته يعاني من هذا التخبط والتعنت والغباء السياسي ومنهم المكون الفيلي الذي كان اول ضحايا النظام العفلقي الفاشي وهو الان يعاني ايضا من هذه الحالة الغريبة واصبح مهمشاً بتعمد ملحوظ ونرى ان جميع السياسيين يحاولون تمييع قضية الكورد الفيلية ونسيانها الى ان تمر الذكرى السنوية ليوم الشهيد الفيلي وعمليات التهجير القسرية فنرى المؤتمرات تخرج علينا بتوصيات وقرارات قد تريح البعض من الكورد الفيلية ، والجميع يعلم باللجنة التي تم تشكيلها في مكتب رئاسة الجمهورية والتي لم ترى النور لحد الان ولم نسمع عنها شيئاً يذكر ، وهكذا بقية القرارات والتوصيات اما بالنسبة لنصب الشهيد الفيلي الموجود في احدى المخازن لم تتكلف الحكومة العراقية ان تجلبها وتنصبها في احدى ساحات بغداد .

اما بالنسبة للجنسية العراقية المصادرة والشهادة الجنسية فنرى المواطن العراقي الفيلي يعامل وكأنه غريباً عن هذا البلد وينظر اليه وكانه متهم بشتى التهم التي يجب ان يعاقب عليها والدوائر العراقية المعنية وموظفيها يتصرفون وكان المقبور المجرم صدام حسين يحكم العراق لحد الان ويستغربون عندما يطالب الكوردي الفيلي بجنسيته التي صودرت منه وتضع امامه العراقيل بشتى الوسائل ، وكذلك مسألة الاملاك المصادرة والتي يستحوذ عليها البعض دون وجه حق فحدث ولا حرج بالرغم من وجود القرارات التي تسمح لمالك العقار ان يحصل على عقاره باسرع وقت ممكن ، وبالمقابل نرى المسؤولين ومن خلال تصريحاتهم المتلفزة وغيرها يصورون الحالة وكانها بسيطة وليست هنالك اية عراقيل تواجه المواطن العراقي الفيلي وهذه الحالة المستهجنة يجب على جميع المسؤولين ان يفهموها لا ان يجلسوا في مكاتبهم المكيفة ويحصلوا على الامتيازات العالية جداً كونهم يمثلون هذه الوزارة او تلك .


ان الكورد الفيلية لايحتاجون الوعود الرنانة بل الى العمل الدؤوب من قبل هؤلاء وحسم هذه القضية العالقة ومعاقبة كل من يضع العراقيل امام انجاز المعاملات والتي تخص المكون الفيلي وبأسرع وقت ولا يخرج علينا هذا المسؤول او ذاك ويقول ان الموظفين لايقومون بواجبهم ، فهذه التصريحات معيبة وغير منطقية وغير مقبولة من اية جهة كانت فهم اصحاب القرار لا هؤلاء الموظفين الحاقدين على الشعب العراقي عامة والمكون الفيلي خاصة ويجب ان يقدم اي موظف او مسؤول في تلك الدوائر للمحاكمة لتقصيره في اداء واجبه المناط اليه لا ان يبقى الحال كما هو عليه ، لانه وبكل بساطة وللاسف الشديد هنالك شرذمة من الموظفين البعثيين واللذين لايريدون ان يعملوا بأخلاص وانهاء المعاملات في الدوائر التي يعملون فيها .

ان الحكومة العراقية تقع على عاتقها جميع المهام والمسؤوليات وعليها ان توفر الخدمات للمواطن العراقي عامة والفيلي خاصة لما مر به من ظروف صعبة لا يمكن ان يتحملها او يتقبلها اي مكون عراقي اخر ، كفاكم وعودا وكفاكم اهمالاً وعليكم ان تحسنوا صورتكم امام الشعب العراقي عامة والمكون الفيلي خاصة ولا نريد وعود وتوصيات تختفي بعد ان تنشر في الاعلام ولا نريد ان نذكر قبل الانتخابات بفترة وجيزة لغايات معروفة ، لقد نفذ صبر الكورد الفيلية وعليكم ان تفهموا ذلك .