تنظيم داعش صناعة أمريكية بإمتياز

 

تنظيم داعش ليس مجرد تنظيم إرهابي عفوي، فالتنظيمات الإرهابية وفق طبيعة صناعتها؛ قسمان: تنظيمٌ إرهابي حديث الصنع، لم ينجز بعد مهامه الموكلة اليه؛ ومثاله تنظيم داعش. وتنظيمٌ مستهلك، عادة ما يخرج ذلك التنظيم عن طوع صناعه، حيث يتم إغتيال قادته، وتصفية عناصره الفاعلة، حتى يصار مجرد جماعة إرهابية، لا تمتلك فاعلية مؤثرة على ميدان الصراعات الدولية والإقليمية، ومثال الأخير تنظيم القاعدة.

ينبغي علينا كشف طبيعة عمل تنظيم داعش، وخارطة الطريق التي يعمل بموجبها، وتقدير المتغيرات الحاصلة في مسار عمله.

داعش صناعة أمريكية، تدار بالتعاون مع أجهزة إستخبارات إقليمية، لذا تجدها تعمل بمنتهى الدقة والحرفنة، نسبة الى أي جماعة إرهابية أخرى، أما خارطة طريقها؛ ففي سوريا تهدف الى إسقاط حكومة بشار الأسد، لذا هي تعمل في العراق للسيطرة على المدن الغربية وعزلها عن المركز، لجعلها باحة خلفية لها في قتالها للحكومة السورية. وكذلك إضعاف الحكومة العراقية؛ من أجل الإخلال بالأمن القومي الإيراني، وقطع إمدادات المجاهدين العراقيين الى سوريا.

ذلك ما يجعلنا أزاء تفسيرٍ موضوعيٍ ومنطقي، بعيداً عن نظرية المؤامرة؛ لما حدث من هجمات شرسة من قبل داعش في مدن الانبار وصلاح الدين، وآخرها سقوط مدينة الموصل بيد ذلك التنظيم، والذي من غير المستبعد أن تكون أطراف داخلية مشاركة في التخطيط لتلك الأعمال، كما أن اشتراك القيادات البعثية في تلك المؤامرة، يعطينا تصوراً محتملاً عن شكل القيادة التي أريد لها أن تحكم تلك المدن.

التفوق الميداني للجيش السوري وفرض سيادته على أغلب المناطق السورية؛ جعل من مدن العراق الغربية؛ مناطقاً استراتيجية لخلق بؤرة حاضنة ورافدة لتلك التنظيمات، والحاقها بالثورة السورية.

تنظيم داعش لا يمكن له مسك الأرض في المدن الغربية العراقية لفترة طويلة، لذا ينبغي أن تكون ثمة مخططات قصيرة المدى تؤدي الى فرض سيطرة المعارضة، وتلك الجماعات الإرهابية؛ على مناطق إستراتيجية في سوريا. 

لكن ماذا لو فشلت تلك المخططات؟! 

مع إحتمالية فشلها؛ لابد أن تكون المخططات؛ متوسطة المدى على أقل تقدير، وذلك يستدعي إقامة إقليم سني أو كونفيدرالية، أو إنفصال تلك المدن عن المركز، من أجل ضمانة إستمرارية الدعم للمعارضة السورية.