قد يتبادر إلى الأذهان, إن قناة (الجزيرة) مشمولة بهذا التوصيف؛ لكن, ورغم إنتمائها الفكري المتصهيّن, وإنحدارها الصحرواي جداً؛ لا يمكن ضمها إلى أي مشروع يحتوي على كلمة ديمقراطية, أو حرية..التعملق لا يجعل من الأقزام كباراً, مهما حالوا..
حقداً متأصلاً في نفوس الصغار, أمتلكوا بعض أداوت العصر؛ فأرادوا تحطيم تاريخ الحضارات المجاورة, علهم يبرهنوا على إنها (كذبة) ليتساوى الجميع في المعنى..!
الآخرون, هناك, في أجزاء الكرة البعيدة عن العالم (الصهيو- بدوي)؛ يعنون ما يقولون, إعلامهم يقود جزءً مهماً من سياستهم, والأخيرة هي التي تقرر مصير الشعوب, وماذا عليها أن تفعل..!
طالما أبدى الغرب مخاوفه من التطرف الإسلامي, أو الديني بوجه عام؛ غير إن خيوط اللعبة, على ما يبدو, تغيّرت, وصار المجرم ديمقراطياً, وفق العرف الجديد لقناة ال(BBC) عربي..!
في تقرير نشرته تلك القناة, حول أوضاع الموصل, وأسباب نزوح الأهالي منها, أرادت إيهام المتلقي بأكاذيب مفضوحة, وملغومة, لو قُدر لها الإنتشار, ستحل الكوارث بالمناطق العراقية التي يقطنها (العرب السنة).. يقول تقرير القناة:"الأهالي نزحوا بسبب قصف الطائرات العراقية للمدينة وإنّ تنظيم داعش يحرص على خدمة الناس وسلامتهم"..!
لا نتحدث عن المهنية, بقدر ما يهمنا حقوق الإنسان البريء, وليس لغير الأغبياء, تقبّل هكذا كذبة سخيفة..كيف لوقائع أسبوع واحد أن تحرّف بهذا الشكل؟! لمصلحة من يراد تحويل المجرم إلى ضحية؟!
قبل كل شيء, الأهالي هربوا قبل إنسحاب الجيش, ففي الساعات الأولى لسطيرة الإرهاب على الموصل (مركز نينوى) نزحت المئات من العوائل, خشية التنكيل بهم من قبل التنظيم الإرهابي..لا لبس في هذه الحقيقة المتواترة, الكاشفة لأمر في غاية الأهمية, والذي قوّض مساعي الداعمين للشحن الطائفي؛ ذلك إن الناس كانوا يعيشون بسلام بوجود الجيش, وما أن سمعوا بغيابه, فقدوا الأمل بالطمأنينة.
إن هذا التعاطي مع الإرهاب, بتسميته والثناء عليه صراحة؛ يكشف عن خيوط مؤامرة محاكة ضد شعب بأسره, ووطن تكالبت عليه قوى الشر المدعومة بقذارات الملل الظالة..لم يكشفهم أحد؛ فقط المرجعية الدينية, هي التي جعلتهم يتصارخون مدافعين عن الإجرام بكل صراحة..!
|