كأن المخطط على الدولة العراقية يكاد يكتمل بعد هذه الحرب، ومن يقرأ البعد في العمق المبطن للنوايا السياسية لدول الجوار او التي سبقت العرب في التفكير التخطيط المستقبلي على دراية بالاحداث كونها تسير وفق مخطط من قِبَلِهم عبر رموز وشخوص عربية... كما على المتلقي العراقي والعربي ان يكن على يقين بإن مايحدث يَنصَب بأكمله للصالح الاستعماري الصهيوني ... لعل قائل يقول: مللنا من هذه المفردة السمجة الاستعمار، الهيمنة، الامبريالية... حين نجمعها تكون العولمة بشكل امريكي باطنه صهيوني واضح. ان توقيت الحرب على العراق جاء بعد اكتمال المخطط بما يسمى الربيع العربي الذي اسقط ما أسقط وأقام ما أقام حسب اجندات محسوبة، وسوريا المحطة القبل الاخيرة والجميع يعلم ان لبنان هي آخر محطة في المخطط الامريكي الصهيوني العربي المتصهين... قد تكون ابعادها الحسابية الرقمية غير دقيقة وذلك بسبب ما عكسته التوقعات التي يعيشها البلد الذي اسقط من قبل المكونات الفكرية الاسلامية والعلمانية والليبرالية وغيرها .. فبعض من تلك الافكار المتحزبة خفية حين واتتها الفرصة قلبت الموازين على بني جلدتها وتنمردت واخذت تطالب بقيام دولة لها بمسمى اسلامي متطرف وهذا واقع حال ناهيك عن المرتزقة وقطاع الطرق المساجين والقتلة التي باتوا عملة سهلة الصرف الى جانب التمويل الصهيوني بوجه العربي وهذا جلي ايضا.. إن ما بعد السقوط كانت البيئة السياسية للعراق غير ناضجة او مكتملة النمو من حيث القيادة إضافة الى تعددية الامزجة والولاءات المرجوة ممن يريد تسلم السلطة، هذا دعى الى اسفنة المجاميع التي تكتلت بمسميات حزبية متعددة الى جانب من كان لها اسما وصيتا في زمن الدكتاتور والذي تغير نَفَسَها مع متغيرات المطاليب السياسية وستراتيجة الحدث ومقبلات السياسة الامريكية، كما لاننسى الخبرة الحزبية لا تمت بصلة الى السياسية وقد دخل من باب الانتخابات الغير معلومة الصفة والنوايا وجوه تلحفت ولبست الدين او العلاقات والولاءات منافع ذاتية وخاصة الى من يدعم فركبوا سفينة مخرومة مثقوبة بعد الصفة السياسية فكانت اشرعتها المحاصصة التي كلٌ يريدها ان تسير وفق هواه ورياح مصلحتة، فكانت الكارثة الاولى والثانية والثالثة حتى هتك ستر العراق الفساد وبات يباع ويشرى لمجرد ان تكون الى جانبي فالجارة الكويت اخذت ما لم يكن في الحسبان والاردن كذلك والسعودية وايران وتركيا.. وزيدت حبة مع ابتسامات عريضة كأن من يتفضل علينا بالسلام ننحني له اجلال او نمد له الفراش لكي يطأ ما حرم على الشعب... فتجد ان المستفيد هم الساسة البرلمانيون واصحاب المناصب الغير مستحقة والمستشري السرطان الدوني حتى آخر نفس في اعماقهم... وحين تجاوز الامر حده ...انقلب ضده، لعل الصحوة متأخرة من الجميع فالأمر بات بمن تثق وعلى من تعتمد؟؟؟ سؤال يقبع في نفس من فلت زمام الامر من يده كون الامر تم تنسيقه بين البعض من في الداخل والبعض ممن هم في الخارج...وإلا دولة حدودها الاقليمية طويلة تنتهك في لحظات وتسقط فيها محافظة او نصف محافظة دون علم القيادات العليا او الحكومة...ترى ما هي الثقة العمياء التي انيطت بمن يعلم الجميع انهم على عدم وفاق ومخاتلة؟ ان الذي يحدث في العراق اليوم هو نتيجة التمرد النفسي والاحتفاظ بكل شيء دون عطاء مصحوبة بالخيانة وعدم الثقة بالشريك الآخر...وبرهنت السنين المنصرمة او حكومة الشراكة الوطنية هي حكومة منافع لا غير، كما ان حكومة الاغلبية التي بدت لهم بالافق لم ترق لهم لانها بنفس المقومات التي لا تسير وفق هواهم كما المستفيد فيها رجالات جلسوا وقسموا وتناولا الشاي بعدها واتكؤا ليشهدوا شعب يقتل ويفجر ويسرق وينهب بشرعية دستورية ..وغيرهم محصن دستوريا فقط كونه ينتمي الى هذا المكون الحزبي او ذاك..فبات العراق دويلات داخلية مغزية قبل ان يجتاحها مسميات الخراب من الغربان النائمة في الداخل والخارج... اما الدور الامريكي او المجتمع الدولي الاجنبي فهو معلوم ومحفوظ المتفرج دوما...والنتقذ أخيرا .. اما مجتمع الحظيرة العربية وأجذ هذا اجمل تسمية في حق الدول العربية لأنها بساستها وقادتها وحكامها نعاج لا أكثر وهنا لا استثني العراق ايضا... بات موقفها سمجا مملا فهم يطبقون مقولة جحا ( ما دامت النار بعيدا عن داري فأنا بسلام) وهذا هو الشعار العربي الشهير الذي جعل الدول الاجنبية الكبيرة تتصيد فزاعات بأسماء حكام جعلهم الترف مخدرات في كِللٍ ينتظرون المحظيات. إن الصورة التي ظهرت فيها مكونات الحكومة العراقية ظاهرة للعيان انهم تجمعوا عنوة وبضرب على القفا...وهذه الصورة الإعلامية هي ما تريده امريكا حين قالت: لا نتدخل حتى يجتمع جميع المكونات السياسية العراقية وهم يحملون رؤيا واحدة حتى ندرس ماذا يمكننا ان نقد ضد هذا الارهاب الداعشي، صورة بألف معنى ومغزى وبعدها قررت امريكا بأنها سوف ترسل من القوات الامريكية لحماية مصالحها ومساعدة الجيش العراقي كما تفكر باستحدام طائراتها التي بدون طيار لضرب اهداف حساسة لمقرات الدواعش، وسؤال يطرح نفسه رغم ان هذا يجب ان يكون حسب الاتفاقية الستراتيجية العراقية الامريكية والتي تكون امريكا ملزمة او مستعدة للتدخل في حال وجود تهديد خارجي على العراق وشعبه .. لكن امريكا وما ادراك ما امريكا تلك التي تلعب بقادة وشعوب العالم العربي كعرائس المولد وهم يصفقون ويضحكون لان المخرج راض عن اداءهم التمثيلي... وهاهو ( اوباما يربط مساعدة َ واشنطن للعراق بتنحيةِ قادتِه السياسيين الاجندات الطائفية جانباً، ودَعاهم الى أن يَتوحدوا في مواجهة هذه الازمة، مشيراً الى أن الامرَ الوحيد الذي ٳستبعده الرئيس هو ٳرسالُ قواتٍ قتاليةٍ أميركية الى العراق ) هذا ما قالته بعض وسائل الاعلام مؤخرا... ترى ما هو معنى الاجندات الطائفية؟ اهو يقصد السيد المالكي وحزب الدعوة الحاكم حيث جعله مسبب الكارثة التي يزعمونها بسبب التهميش او العامل الطائفي للمكونات الاخرى التي نالت حظها الكبير من المقاعد الحكومية الوزارية او البرلمانية... دون ان تقوم بعمل واحد ايجابي من كلا الجانبين.. وحتى نوثق الامر ليكن المواطن العراقي على ثقة تامة أن أمريكا لديها علم بما سيحدث وهي كذلك لها يد في التخطيط الغير منظور فلا يمكن لأي دولة تحتلها امريكا دون ان تعلم ما يحدث بل ما سيحدث فيها وإلا ما هو دور الاستخبات الامريكية في العراق من خلال سفارتها؟؟؟؟؟ العجب كل العجب ان القوات العراقية برغم السعي الحثيث لكسر هيبتها نهضت بصوت واحد، وغيرت المحاور والحسابات الغير متوقعة بانتفاضة الشعب العراقي الداعم لجيشة الباسل، لكن برغم الدماء وقلة خبرة المواطن العراقي في قتال الشوارع فهناك من يعرفها جيدا وستنتهي مسلسة دواعش النكاح بعد ان استوفت الغرض من هجمتها المبرمجة وستقوم امريكا بالتدخل والمشاورة والحوار وتستخدم عمليات القصف الجوي لكن كل ذلك بثمن .... نعم الثمن الباهض والمكلف حتى وإن كان ليس منظور للجميع لكنه محتم حيث سيبدأ مسلسل ( تقسيم العراق الى ثلاث دويلات شيعية كردية سنية ) بعدها يبدأ المسلسل الآخر المصالح والعناوين الجديدة التي سيظهر العراق فيها كدولة واحدة بفدراليات مسيطر عليها من الام الحاضنة وساسة المناصب والكراسي... ولنقف ونفكر... هل من الصالح للجميع التقسيم؟؟ إن قلنا نعم... فذلك يعني سنخلق دويلات كل لها سياستها وتعاملها الى جانب الخروقات التي يمكن ان تحدث في ما بينها كدول جوار وليس وطن واحد بأرض واحدة وسماء واحدة وقوميات مختلفة مع الضغط على محبس الانفجار في اي لحظة حين اختلاف الرؤى والستراتيحة للمصالح الشخصية النفعية. كما لا ننسى ان الجراح والاحقاد التي لفت العراقييين بمسميات الطائفية الى جانب مؤججي هذه النعرة ينالون من الحظوة والطبطبة الكثير وسيكون بقاءهم طويل كون شعارهم لا يتغير والانفتاح على الجانب الكبير السني كالسعودية وقطر التي لا يفتأ ان تنال من الجانب العراقي الشيعي كونها حرب ازلية بين معاوية واتباع علي والحسين عليهما السلام. اما الاكراد فذلك بحث آخر حيث انها ستخرج بالكثير من الغنائم وقليل الخسائر فهي لا تحتاج الى علاقات وضغوطات كونها قد ساهمت وراهنت على ما ستأخذه مسبقا وهذا ما سيثبته الايام القليلة القادمة كونها ستنشيء الدولة الكردية مع جارتها تركيا سيئة الصيت صاحبة الفتنة الأولى. اما الساسة العراقيين الشيعة فهم سيفرحون بما ستؤول عليه الحالة او الامر لأنهم متذوقي كراسي وسراق ونهاب ثروات فالشعب نائم ومخدر لا يثور ... وعليه ان يعي اي المواطن والشعب انه إذا لم يأخذ حقه منذ اول الامر سيكون عبدا يباع ويشترى باسم الحسين عليه السلام لأن همه الاولى ان يزور ويسير الاربعينية والشعبانية .. اما مستقبل الاجيال ومستقبله فهو مسلم الامر لله كونه مقدر ناسيا ان تخاذله هم السبب الرئيس فيما حدث وما سيحدث .. الايام القادمة او الاسابيع القادمة ستثبت ألف بالمئة وارجو ان يخيب ظني ان العراق ذاهب الى التقسيم مع الامل ان يكون على ثلاث فقط لا أكثر. والسؤال الأهم كل ما يحدث سواء في العراق أو العالم العربي يصب في مصلحة من ولمن؟؟؟؟؟
|