1700 زهرة على مذبح النصر

 

يوم أمس غُرست في روضة الخلود؛ 1700 زهرة مضرجة بدمائها. يا للقسوة! أكتب هذه الكلمات، ومقلتاي مغرورقتان بالدموع، تشق روافداً على الخدود، بغية إرواء تلك الزهور.

رغم عمق الجراح، وصرخات الألم؛ لابد أن نعضَّ على جراحاتنا، فالجرح لا يؤلم إلا صاحبه، فالجراحات تعني مزيداً من العز والفخر والنصر. تلك مكتسباتنا؛ فلا ينبغي أن ندعها تتماهى أو تسوّفُ أو تعوّم.

صاحب المصيبة والعزاء؛ هو المعني بالحزن والألم، وبقية المعزين ليسوا سوى عابري سبيل، لا وقت لديهم للتفاعل وأستثارة المشاعر!

دعونا نوقر أحزاننا وأتراحنا، فرسل الشماتة ما فتأت تترى، لا أن نبيعها بسفاسف الحديث، ولا أن نثأر لأنفسنا قبل أن نثأر لأولئك الشهداء، فثمة فارق كبير؛ بين أن نشفي غليل أنفسنا، وبين أن نثأر لشهدائنا.

يا ترى هل ثمة ما يرجى من تأنيب هذا الطرف أو ذاك، من مكونات الوطن أو سياسييه؟! نحن أصحاب المصاب لا هم. فإن ألقينا باللائمة على الكورد؛ فسوف يقايضون مآسينا، متعكزين على راتب مواطن كوردي، قطعه رئيس الوزراء، أو لمجرد أنه هدد بقطعه! وإن ألقينا باللائمة على السنة، لعلهم يقايضون مآسينا، متعكزين على قتل القوات الأمنية أو إعتقالها لبعض الإرهابيين، الذين هم أنفسهم يقرون بإرهابهم، بيد أنها ذريعة ليس إلا! ولعل ثمة من يتعكز على عدم رضاه عن سياسة الحكومة!

في كل ذلك ما هي جريرتنا؟! وما هو ذنب تلك الأزهار التي قطفت في عز ريعانها؟! قطعتها أيادي الشر، عبدة إبليس، أبالسة الإنس!

من إغتال تلك الفتية؛ ليس كوردياً ولا سنياً، بل هو ليس عراقياً بالمرة. إنما أولئك كلاب قوى الإستكبار العالمي، عبيد (آل تعوس) وآل أردوكان وآل صدام! أولئك شذاذ الآفاق في دولة أعوان الشيطان (داعش).

مع هؤلاء ثأرنا، وسوف ننجّزه بأيدينا، ومن بعدها نشرع بلملمة جراحاتنا، وإعادة ترميم ما أفسدته أيادي الظلام من ضمائر وأنفس.

في الغد القريب، سوف نقضي على داعش، ونقيم حكومة وطنية، ونسد جميع الذرائع، ونبني وطناً يقدس الأزهار لا يقطفها.