التقسيم.. عندما يتم النظر اليه باعتباره خريطة مصالح اقليمية

يتناسى السيد خاشقجي وهو يفصل الخرائط حسب فهمه "المحدود" للتاريخ كما يعترف شخصياً .. ان 100 عام على تكوين حدود الدولة العراقية ، وقبلها 5 قرون من الترابط بين البصرة الكوفة وبغداد والموصل ليست مجتزأة من عمر التاريخ ... وينسى ان سايس بيكو بنسختها الاصلية كما يقول كانت تلحق دير الزور ومناطق سورية اسعة بالدولة العراقية حتى ثارت عشائر تلك المناطق وفضلت الانصمام الى سوريا... هذا كله ليس مهماً .. المهم ان الفرضيات لايتم تشكيلها في ضوء المصالح الاقليمية فقط .. السماح لداعش بالاستقرار في الرقة لعامين هو ماقاد الى سيطرتها على الموصل، وليس العكس ، والسماح لداعش بالبقاء في الاراضي العراقية لن يقود الى موتها كما يفترض ، بل ان ذلك سيحول المنطقة باسرها الى ساحة حرب تمتد من شرق ايران الى غرب المغرب .. 
الخرائط لاتفصل استناداً الى مصالح ضيقة .. فاللعب في الخرائط وفي التاريخ شديد الخطورة ..
ربما نتفهم جميعاً ان الخصوصية الكردية في المنطقة فرضت نفسها ، وباتت مؤهلة لتكوين دولة .. ومثل هذه الخصوصية ستحتاج الى المزيد من الوقت لبلورة هذا التوجه وانتزاع الدولة بتسويات سلمية ومن دون تضحيات قاسية ، والحقيقة لو ان العراق انتهج سياسة عادلة في تعامله مع الخصوصية الكردية كان نجح في اقناع الكرد بالابقاء على طبيعة العلاقة الحالية مع العراق. كما هو الحال مع الكثير من الامم التي تتمتع بخصوصية لكنها تجد مصالحها بالبقاء في نطاق التشكيل السياسي ، مثل اسكتلندا وايرلندا الخ.
المشكلة هل نفترض كما يكتب خاشقجي بمقصه الانتقائي حقاً ان علاقة الموصل مع حلب هي اقرب من علاقتها مع البصرة؟
واقع الحال ليس هذا تماماً ... تضررت علاقات اطراف العراق كثيراً خلال العقدين الاخيرين ، وتضاعفت الهوة خلال السنوات العشر الماضية ، لكنها لم تصل الى حد القطيعة ، لكن هناك من يدفع باتجاه القطيعة ومن يسعى اليها متعمداً .. مستثمراً "داعش" ...
ليس من اجل عيون سوريا يضيع العراق ياخاشقجي .. مازال في العراق حكماء لايسمحون بذلك ... فعمر العراق اطول من عمر طاعنيه ...