مدير الشرطة في الموصل يروي قصة سقوطها: القوات أحرقت مقارها وانسحبت بقرارات مريبة

بغداد: طالب ضابط شرطة رفيع المستوى في الموصل، رئيسَ الوزراء نوري المالكي بالتريث قبل إحالته ومجموعة من زملائه على المحاكمة، وإجراء تحقيق لفرز المقصرين عن غيرهم. وقال إن سقوط المدينة جاء بعد «أوامر بالانسحاب مريبة أعقبها إحراق القوات الممسكة بالأرض مقراتها».

وروى مدير الشرطة في الموصل عبد الباسط الجبوري، حادث سقوط الموصل في يد المسلحين الأسبوع الماضي، بعدما أحاله المالكي مع 59 ضابطاً على المحاكم تمهيداً لطردهم، وقال: «قبل خمسة أيام من إفراغ الموصل من قوات الأمن، كانت مجموعات من مسلحي داعش تقدر بحوالى ألف عنصر من جنسيات مختلفة قد تمركزت في حيي 17 تموز والتنك في الجانب الأيمن، ما استدعى استنفار جميع إمكانات الشرطة في هذا الجانب وضرب طوق محكم حول المنطقتين، وكان الفعل الأبرز للفوج الرابع، الذي استمر في استنزاف المسلحين، ومنعناهم من التقدم نحو الأحياء الأخرى عدة أيام». وأضاف: «بعد اقتحام فندق نينوى بتفجير انتحاري، تمكنت شخصياً مع حوالى 15 شرطياً من أفراد طاقم حمايتي وبإسناد من إحدى سرايا سوات وآخرين من الفوج الرابع، من قتل عدد منهم وطردهم من الفندق وتطهيره كاملاً، وعدنا إلى معركتنا مرة أخرى».

وزاد: «في التاسع من الشهر الجاري، وبعد يوم على معركة فندق نينوى، كنت مع باقي قواتنا في أحياء تموز والتنك وكان معي المقدم ريان آمر سرية في قوات سوات والعقيد ذياب من الفوج 4. ومع اشتداد الاشتباكات أصيب ريان وذياب، وتم إخلاؤهما، فطالبنا بدعم إضافي. وما وصلنا من الفرقة 3 شرطة اتحادية لم يستطع المقاومة أكثر من نصف ساعة، عندها انسحبت إلى المديرية».

وتابع: «لكن الأمر الغريب أنه بعد تفجير سيارة في المنطقة عند الواحدة ظهراً، أحرق الفوج التابع للواء صولة الفرسان شرطة اتحادية المنتشر في حي الزنجيلي، مقرَّه وانسحب إلى جهة مجهولة، ثم بعد نصف ساعة أقدم عناصر الفوج الثاني- لواء الموصل، على حرق معسكرهم وتركه، وسرى السيناريو نفسه على أحد أفواج الشرطة الاتحادية في منطقة تل الرمان، وكأن هناك أوامر منسقة تتوالى لا يفصلها إلا فارق زمني قد يكون بين مكالمة هاتفية وأخرى. كل هذه المعسكرات لم تتعرض لهجوم، وهذا أمر غريب جداً».

وزاد الجبوري: «بعد ذلك كان هناك تعرض حقيقي للفوج الاول- شرطة نينوى، الذي لم يقاوم أكثر من نصف ساعة ثم استسلم لعدم وجود إسناد كان يفترض أن يكون مهمة الشرطة الاتحادية الممسكة بالأرض في الجانب الأيمن».

وعن موقف مديريته التي تدير مراكز الشرطة المحلية في الجانب الأيمن والإجراءات التي اتخذها، قال: «نحن لم ننسحب حتى الساعة الثانية ليلاً، وقضينا كل هذا الوقت لا نعلم شيئاً عما جرى ويجري، عندها قررت الانسحاب بعدما علمت أن مبنى المحافظة تم إخلاؤه، أو بالأحرى وصلني خبر هروب المحافظ وإخلاء قيادة الشرطة وانقطاع الاتصال بهم».

وزاد: «بعد انسحابي وزملائي إلى الجانب الأيسر، وجدنا حمّى الفرار تصيب ضباط الفرقة الثانية وجنودها، الذين راحوا بالطريقة ذاتها، يتركون مواقعهم ومعسكراتهم من دون التعرض لهم من أي مسلح، وكأنه سيناريو واحد».

ودافع عن تركه الموصل بعد دخول المسلحين، فـ «بعد يوم واحد من سيطرتهم على المحافظة، أصدروا بياناً طالبوا فيه ضباط الشرطة والجيش وعناصرهما بتسليم أسلحتهم ووثائقهم الرسمية وإعلان التوبة، إلا أن جميع الضباط والعناصر فضلوا النزوح من المدينة وتركها على تسليم أنفسهم إلى هؤلاء» .

وختم الجبوري بالقول: «بعدما عزفنا عن الانصياع دهموا بيوتنا ودمروا محتوياتها وخربوها».

عن الحياه