انه لامر محير وسخيف ان تجد من المبررات الفنطازية التي يتبجح بها انصار داعش المنضوين تحت لواء الموضوعية والوطنية العابرة للطوائف, وان فُقدت تماما في التنظيرات الاخيرة سوى في الاعلام العربي او العراقي المتذمر والناطق بالبعثية في اقذر صورها ,ففي كل ازمة امنية تخنق البلاد وتسبب بقتل العراقيين الابرياء من كل الشرائح وتدفع به باصرار شديد نحو الحرب, هم يسمونها اهلية, لايسع المناوئين الا الالتحاف بغطاء التهميش والخلافات السياسية, والاقصاء والتفرد بالسلطة وغيرها من الادعاءات المزيفة, في محاولة ممجوجة لابعاد الاضواء عن الحقائق.
والا كيف لنا ان نفهم ؟ ان اي خلاف بين الساسة يتحول بقدرة قاتل متلفّع بالوطنية المزيفة او مختبأ وراء حزب سياسي الى مفخخات وتخريب ولصوصية وقتل على الهوية وحرب عصابات وتسليم مدن وتآمر لحرق البلاد ... كيف ؟ ألم يخشى الجعفري ؟ وهو يستقبل النجيفي وهو الراعي الرسمي لكل الخارجين عن القانون وبدعم واضح من كردستان الحاضنة الخصبة للارهابيين, ألم يخشى ؟ ان يكون تحت بدلة هذا السياسي حزام ناسف لتفجير الموجودين , لمَ لا ؟ طالما وحسب الآراء الشاذة في الاعلام المرتزق بان أي خرق امني هو بالضروة عائد للخلافات السياسية, كيف لنا ان نطمأن مستقبلاً ؟ ان لا يتفجر البرلمان بمن فيه , احتجاجاً من بعض الساسة الدواعش.
بمعنى ان خلافاتنا يجب ان تترجم الى مفخخات موت واحزمة ناسفة للمواطن وللعملية السياسية, وكل سياسي يخرج من البرلمان منزعجاً من قرار أُتخذ بالاجماع,عليه القاء قنبلة في الشارع او في صالة الاستقبال تعبيراً عن رفضه للقرار, ثم ان ماحدث في الموصل هو تواطئ واضح ومن جهات معينة ومعروفة استثمرت الحدث ببراعة لاسيما السيد مسعود الذي وجد ان افضل طريقة للدفاع عن الموصل هو احتلال كركوك ,تماما كما فعل صدام بان احتل الكويت حتى يتسنى له تحرير فلسطين بعد ذلك.
الادهى من ذلك بان السيد اوباما نفسه يطالب باتفاق الساسة حتى يدعم الحكومة ضد الارهاب, يافهيم امريكا كيف توصلت الى هذه النتيجة؟ كيف استطعت بعبقرية منقطعة النظير؟ ان تربط بين الخلافات السياسية المصنعة بعثياً ومشروع داعش الارهابي بتدمير العراق وتغيير خارطته السياسية برمتها, ام ان مستشاريك نكصوا على اعقابهم ؟ واعتنقوا المذهب الوهابي مرة اخرى بعد تبصرهم, هل اطلعت على شروط الدوري الاخيرة ياسيادة الرئيس (1) الغاء الدستور(2) الغاء العملية السياسية (3) الغاء قانون المسائلة والعدالة (4) عودة كل البعثيين لمناصبهم ,أليست هذه ؟ ذات الشروط مع شروط اخرى استلمها السيد علاوي ايام حكمه من ارهابيي الفلوجة والتي علق عليها في حينه "لم يبق الا صدام لم يطالبوا بعودته !!", فلماذا ضربتم اولئك " الابرياء " في حينها وخلافهم كان سياسياً ايضا!!.
حقيقة هناك هوس تبريري اصاب فايروسه الجميع لاسيما من يفتقدون الاجابة الواضحة للاحداث وحل لغز عدم دعم الساسة في متحدون وكردستان حرب العراق المقدسة ضد الارهاب التكفيري القادم من غرب البلاد, وسكوتهم المخزي حيال الجرائم التي تُرتكب في الموصل والمناطق الواقعة تحت الاحتلال البعثوهابي, وما يزيدنا دهشة وألم بان نفس هذه المسوخ كانت تمارس ذات الافعال في سوريا ووقوف الكثير ضدها ؟ فلماذا تغيرت مواقفهم " الانسانية "وكيف؟ اسئلة مقلقة كثيرة اجاباتها توضح لنا حقيقة الامر, فالناطق بالخيانة والساكت عنها في خندق عار واحد.
ـ الاخلاق لاتتجزأ كما هي الوطنية
|