خيبة كبرى...

اليوم، كلنا على حد سواء نشعر بخيبة مريرة. نكستنا بعراقنا مع هذه الصورة التي انتهينا اليها تبدو الاكثر وجعا من كل الفواجع الماضية.

هناك من يصرخ الى الان موجها شتائمه نحو قوى المؤامرة. وهناك من يردد، بإلقاء جميل، جملة اتهامات براقة تدغدغ الغباء. ولكن مع كل هذا الضجيج الذي يلفنا فان عطبا كبيرا اصاب القلب والروح.

في مأساتنا اليوم يصعب توجيه اللوم لجهة او لشخص. فالكل ساهم دون ان يدري بهذا الخراب. الكل دفع البلد الى هذه الصورة من الحقيقة المرة.

كلنا نعرف إلاّ اننا لا نتكلم. هكذا كنا في كل الازمنة الغابرة. وعلى هذا الاساس ولد فينا الظلم الاجتماعي، وعاش فينا الفقر والجهل والحرمان واستوطن العنف.

الان وقد صرنا بكل هذه الانقسامات، وبكل هذه التصنيفات، وبكل هذه التأويلات، فان الحقيقة هي الشيء الوحيد الغائب. ان الغريب في كل هذا اننا منذ قرن مضى ونحن نعرف ان سياستنا خاطئة، ونهجنا منحرف، وصوتنا يخذله الكذب، وفسادنا اعلى من المنائر. ولكن لم نفعل سوى مهادنة الزيف والمضي قدما مع موجة الاقوى وعلى درب المصلحة الشخصية. سنوات طوال والمشكلة هي المشكلة ونحن في غنى عن الصواب. من الذي دمر الشخصية العراقية وطمس الوطنية وجعلنا نتفرق في مليشيات ونتقطع الى مذهبيات؟ هل وصلت بنا التقوى الى درجة الحكم الفصل أم وصلت بنا الدموية الى حد أكل لحومنا؟

ماذا عن الدنيا التي نحن فيها؟ هل اصابنا العمى فصرنا لا نرى غيرنا ولا نتابع كيف العالم يزدهر ويتطور وينمو ويفرح بنفسه؟ هل دفنتنا غشاوة العقل في وحل التخلف؟ أكل هذا من اجل ان نمسك بوهم صنعه لنا اناس يتميزون بالذكاء؟

السنة تقتل الشيعة والشيعة تقتل السنة. أهذه هي النهاية حقا؟! هل هذه هي الحقيقة التي علينا ان نمضي خلفها وأنا من الناس لا اعرف في اي سنة هجرية نحن الان؟!

نعم كلنا ساهمنا بهذا الخراب.

ان ما يجري الان هي معركة دائرة بين 100 حرامي اعدوا محرقة لأكثر من عشرين مليونا من البشر. أهذه هي المعادلة الصح؟ أليس من الغباء العيش في بلد يابسه يأكل اخضره؟

الى متى نبقى اسرى هذا الحمق الذي يؤلف لنا القصص الاعلامية؟ أليس هذا هو الدليل الاكبر على جهل المجتمع؟

مؤسف جدا ان نبدو كشعب احمق. ومؤسف جدا ان نستمر على عاطفتنا الكاذبة ونحن نرى الان ان العراق بلد يشرعن ذبح نفسه لان قناة تلفزيونية أرادت له ذلك.