حرب تكسير العظام بموريتانيا

" المعارضون الذين فشلوا في الثورة كانوا يسعون لجعل موريتانيا في وضعية غير قانونية من خلال المراوغة وخرق الدستور بعد عجزهم عن الثورة وفشلها، واصطدامهم بالشباب الذي رفض ذلك التوجه، وانبرى هؤلاء لطلب تأجيل جديد والمناورة لتحقيق مآرب شخصية، كما أن  الجيش الموريتاني لم يمارس السلطة بشكل مباشر، و إنما كانت تحركه دائمًا مجموعات سياسية انتهازية معروفة بفشلها وتجعل من الجيش شماعة يعلقون عليها فسادهم والبطش الذي كانوا يقومون به في ذلك الوقت " 

 

هكذا خاطب الرئيس الموريتانى و المرشح لولاية رئاسية جديدة " محمد ولد عبد العزيز " أنصاره و محبيه خلال أحدى اللقاءات الجماهيرية بمدينة سيل أبابي الواقعة بجنوب شرق موريتانيا، و كذلك أطلق " محمد ولد عبد العزيز " الرصاص مجددا على القوى المعارضة و هى ليست الطلقات الاولى، فنتذكر جيدا تعليقه على القوى و الاحزاب المعارضة في المهرجان الافتتاحي لحملته عندما قال : أن المعارضة ثلة من الفاسدين عاثت في البلاد لأكثر من نصف قرن وتريد اليوم أن تعود بها إلى الوراء، وهو ما لن نقبله بأي حال .

 

و هكذا بدئت الحرب المباشرة بين النظام الحالى بقيادة رئيسه " محمد ولد عبد العزيز " و بين القوى و الاحزاب المعارضة التى قررت المقاطعة و عدم المشاركة فى الانتخابات الرئاسية التى ستتم يوم 21 يونيو، وتعد هذه الانتخابات هى عاشر انتخابات رئاسية في موريتانيا، منذ استقلال موريتانيا عن فرنسا، و السادسة منذ إقرار التعددية السياسية، والثالثة من تغيير الدستور و الاطاحة بنظام ولد الطايع . و بجانب أنتقاد الرئيس الموريتانى الذى يستعد لدخول غمار سباق الرئاسة و الفوز بولاية ثانية، وعد " محمد ولد عبد العزيز " بترسيخ وتكريس الديمقراطية، رغمًا عن أن البلاد أصبحت فضاءً للديمقراطية والحرية كما ذكر، بحيث تم تشكيل لجنة مستقلة للانتخابات بشكل توافقي والترخيص لـ 97 حزبًا سياسيًا، وتبوأت البلاد لأول مرة الصدارة في حرية الصحافة في العالم العربي . و يركز أغلب منافسين الرئيس " محمد ولد عبد العزيز " فى أنتخابات الرئاسة فى برامجهم الانتخابية على تحسين الظروف الاقتصادية والمعيشية، بجانب الاهتمام بالقضايا العرقية بموريتانيا، و التطور و التنمية و التركيز على العنصر النسوى الذى يمثل نصف المجتمع الموريتانى .

 

و يتراس رئيس حزب نداء تونس " الباجى قائد السبسي " بعثة الاتحاد الافريقى لمراقبة الانتخابات الرئاسية المنتظرة فى موريتانيا، و تأتى تلك الخطوة من الاتحاد الافريقى تقديرا لشخص بحجم و قامة " السبسي " صاحب التاريخ السياسى و النضالى المشرف، وتثمينا لدوره الحاسم في تنظيم وإنجاح الانتخابات التونسية التى أقيمت فى 23 أكتوبر 2011م والتي شهد الجميع بنزاهتها وشفافيتها .

 

فماذا يحضر الرئيس الموريتانى " محمد ولد عبد العزيز " للقوى المعارضة بعد أنتهاء الانتخابات الذى من المتوقع أن يفوزها باكتساح، و ماذا تخبئ المعارضة التى تراقب و تنظر بتمعن لعواصف الربيع التى هبت فى المنطقة، فحرب تكسير العظام فى موريتانيا قد بدئت منذ شهور و فى أنتظار جولة الحسم فى الايام القادمة .