المعارضة ورضا الإحتلال الأمريكي والبريطاني في العراق أقصر الطرق للوصول للسلطة والمناصب |
بغداد – يتميز العراق المحتل من قبل أمريكا وبريطانيا وإيران، بنموذج سياسي غير موجود على الإطلاق في سائر دول العالم، وهو أن طريق معارضة كل شيء وصداقة المحتل ورضاهم أقصر الطرق للحصول على منصب سياسي مرموق. فهواة السياسة في العراق المحتل أمريكيا وبريطانيا وفي زمن الفوضى، يدخلون العمل السياسي من باب المعارضة، وأنتقاد الجميع وعدم الرضى عن الجميع، ويجمع حوله مجموعة من القتلة والإرهابيين وعدد من وسائل الإعلام والإعلاميين الذين يلمون صورته أمام الناس ويخرجونه بثوب المعارض الوطني، ثم يصبح صديقا للمحتل الأمريكي والبريطاني وأيضا الإيراني، الذين يسهلون عليه الوصول لمنصب سياسي مرموق بوقت قصير. ثم ما يلبث المعارض أن يتحول إلى مسؤول في داخل ما يسمى العملية السياسية يمارس نفس فعل من كان ينتقدهم وربما يوغل في السرقة والفساد والإفساد وربما القتل والتدمير. الأمر ذاته حصل مع نوري المالكي وصالح المطلك وطارق الهاشمي وغير من السياسيين الحاليين، ويتكرر اليوم مع الشيخ علي حاتم السلمان شيخ عموم الدليم، فقد كشفت مصادر مقربة من السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية بغداد أن الولايات المتحدة تجهز السلمان ليكون رئيس البرلمان العراقي المقبل، وسط مساعي دولة القانون وزعيمها نوري المالكي لإبعاد رئيس البرلمان الحالي أسامة النجيفي عن منصبه بعد وقوفه إلى جانب الداعين لسحب الثقة البرلمانية عن المالكي. والواضح أن الخطاب الذي تبناه السلمان مؤخرا، الناقد لجميع القادة السياسيين ووصفه لبعضهم بالمجرم، والآخر بالعميل لأمريكا، وتشديده على ان مصلحة العراق هي الأسمى، وضعته على خطوط سكة السلطة والمناصب السياسية بعد التفات المحتل الأمريكي والبريطاني له، والتأكد أنه سيقوم بخدمتهم بصورة جيدة لو أوصلوه لمناصب سياسية مهمة ومنها رئيس البرلمان العراقي. ويجري إعداد السلمان بعد أن خصصت له واشنطن حسابات مصرفية مفتوحة ليمول تحركاته، وبعد الحصول على ضوء أخضر من السعودية على دعم السلمان. ويرى المحرر السياسي لموقع "السفير نيوز" الإخباري أن السلمان تنقل كثيرا بين المعارض للمالكي والمتحالف معه، فعلى الرغم من تحذير القوي للمالكي بالقول: "نحذر أي جهة من مواجهتنا، ونحذر حتى الحكومة من هذه المواجهة فنحن لسنا ميليشيات، بل نحن عشائر عربية، وأية جهة ستفكر في الاصطدام بنا ستكون خاسرة"، عاد وتحالف مع المالكي في الإنتخابات البرلمانية العامة الماضية، قبل أن يعود لينقلب عليه ويتهمه بالكثير من الإتهامات، إلى جانب أتهامه الشديد اللهجة لسياسيين عراقيين فيما يسمى العملية السياسية وعلى رأسهم اياد علاوي. ويضيف المحرر السياسي أن السلمان الذي كان أحد قادة الصحوات التي أسستها أمريكا ورئيس تجمع بيارق العراق العشائرية، وجد أن تحالفه مع المالكي لا يحقق له أية مكاسب سياسية موضع رغبته وأهتمامه، في حين أن أنتقاده العملية السياسية وأتهام السياسيين هو الطريق الأفضل والسريع للحصول على المناصب والسلطة. وعلى الرغم من أن السلمان يدعي أنه أعاد لمحافظة الأنبار الى اهلها بعد ان سيطر تنظيم القاعدة عليها لفترة ليست بالقليلة، إلا أنه مارس نفس فعل القاعدة الإرهابي من اجل ترهيب الناس والحكومة بفعل قوته الإرهابية التي بالإضافة إلى انتقاده للعملية السياسية يستطيع الوصول لمبتغاه وهو السلطة. والمفارقة أن السلمان أتهم أهل الانبار ولمرات عديدة بالارهاب وارتباطهم بمجموعات مسلحة بسبب رفضهم وجود قوات الاحتلال في مدينتهم وسعيهم لرفع الظلم عنها، فاصبح لصديق مقرب من الإحتلال الأمريكي والبريطاني، وأصبح يبلغ عن اهالي المدينة لدى قوات الاحتلال ليرتفع مركزه ويعلو شأنه وهذا ما دفع السلمان لمعاداة كل من يقف بالضد منه وأبرزهم الحزب الاسلامي الذي هدد اعضاءه بالكف عن الدفاع عن اهالي الانبار والابتعاد عن الدخول بالانتخابات السابقة والا سيلجأ للعنف ووصل الامر الى حد التهديد بالقتل او الاغتيال لبعض اعضاء الحزب في مدينة الانبار. |