قبل حوالي شهر أطرى علي أكبر ولايتي مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي شجاعة المالكي وقال: إن إجراء الانتخابات العراقية رغم التفجيرات التي تشهدها البلاد شجاعة من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي، مشيداً بجهوده في بسط الأمن في العراق. وقد برهنت الأحداث الأخيرة خطأ تقييم مستشار المرشد، فقد احتلت عصابات داعش الإرهابية أربع محافظات عراقية في أقل من أسبوع، نتيجة انهزام القادة العسكريين المتخاذلين التابعين للمالكي، وأقل ما يقال عن المالكي في مجال بسط الأمن بالعراق بأنه فاشل تماماً.
من تقاليد مهنة الاستشاريين الاكتفاء بإسداء النصح لصاحب القرار وتجنب إحراجه بتصريحات وأراء شخصية قد يظنها المتلقون معبرة عن موقف الأصيل لا المستشار، والأدهى من ذلك أن يعاود الكرة بعد ثبوت خطأ تحليلاته وأراءه، وهو ما فعله بالضبط علي أكبر ولايتي، فقد خرج بالأمس بتصريح جديد يقول فيه بأن عمليات داعش في العراق حرب نفسية تستهدف نوري المالكي، وأي مبتدأ في السياسة سيتعجب من هذه التحليل المناقض للحقائق الموضوعية والمنطق السليم، وحتى لو أعلنت داعش وحلفاؤها بأنها تشن "حرباً نفسية" على المالكي أو تريد منعه من ولاية ثالثة لما صدقناها، لأن من الواضح بأنها ترمي إلى أكثر من ذلك بكثير، وقد كان نعتها للمالكي في غاية الاستخفاف والتحقير.
لا أفقه سر ولع ولايتي بالمالكي، ولكني أفهم منه تمسك إيران بولاية ثالثة للمالكي، وهو أمر مستغرب ومستهجن، لأن في ذلك خراب العراق، وما مصلحتها في ذلك؟ قبل أكثر من ثلاثين عاماً غادرت العراق إلى المنفى الاختياري استنكاراً ورفضاً لعدوان الطاغية صدام وحلفائه الغربيين والخليجيين عليها، وكنت وما زلت من أشد المتحمسين لأهداف الثورة الإسلامية في العدالة ومقاومة الاحتلال الصهيوني والهيمنة الأجنبية ونهضة المسلمين، وأتمنى أن لا يصدر من المستشار ولايتي وغيره من المسئولين في إيران بعد اليوم تصريحات مساندة للمالكي وخطه السياسي ومناقضة لأهداف وقيم جمهورية الإمام الخميني.
( للإسلام غايتان عظمتان هما الإحياء والإصلاح ووسيلة كبرى هي التعلم)
|