لنلعب على المكشوف!

 

يبدو ان الاغلبية المطلقة مستعدة للحرب الاهلية ولا مجال لايقافها الآن. اذا كان التخندق الطائفي والقومي وصل الى هذا الحد، فدعونا يا جماعة ان نخرج من هذا المأزق باقل الخسائر الممكنة وهذا لا يكون الا من خلال التركيز على ما تبقى من مشتركات. تقليل كمية الدماء المسفوكة هو اهم مشترك واكبرها الآن. هذا يتم من خلال مايلي:

١- على فريق الحكومة واتباعها ان يوقف التكرار الممل والسمج لاسطوانة داعش ويفهم جيداً ان الاغلبية المطلقة من الجمهور السني متعاطف مع حراك محافظاته ويسميها ثورة، وداعش جزء منها وليس كلها. عليها ان تعي من ان الناس في تلك المحافظات لا تريد الجيش وتسميه جيش المالكي الصفوي، لذا عليها الاّ تزج بالجيش الى محرقة جديدة وان تنسحب من تلك المناطق وتترك الخيار لابنائها فيما اذا رغبوا أن تحكمهم داعش او البعث او اي فصيل عسكري آخر او قرروا العودة لحضن الوطن الاكبر. ربما سيرد احد الاعزاء ويقول كيف لدولة محترمة تقبل بفقدان السيادة على جزء من ارضها، اقول له هذا اذا كانت دولة والعراق اليوم ليس دولة بل ثلاث تجمعات بشرية متحاربة فيما بينها، ويعيش وضعا استثنائيا.

٢- على فريق المعارضة واتباعها الكف عن اللف والدوران واعطاء موقف واضح وصريح عما يجري هناك في محافظاتهم. الاصرار على تلثيم المسلحين وعدم وجود جهة سياسية تصرح بقيادتها للحراك يجعل فريق السلطة واتباعها على حق من تسمية ما يجري هناك بارهاب داعشي. حتى هذه اللحظة وبعد اكثر من عشرة ايام على الحراك لم نعرف من الذي يقاتل هناك؟ هذا يجعل الآخر يلتصق برواية داعش لأنه لم يشاهد غيرهم. عليهم ايضاً ان يضبطوا سخافات الاقوال الداعية لاسقاط بغداد او غيرها لان هذا سيجعل الآخر مستقتلاً في دفاعه عنها. لنا ان نعرف هل هم مع العراق الواحد ام لا؟ اذا تغيّر المالكي ماذا سيكون موقفهم من بديله؟

كل هذه التساؤلات تجعل الاطراف المتنازعة تفهم على ماذا تقاتل وبالتالي التقليل من كميات الدم المسالة بلا معنى. كلنا نريده عراقا واحدا خصوصا نحن "الواقفين على التل" غير المشاركين مع هذا او ذاك، لكننا نحترم ارادة ابناء كل محافظة ولا نقفز على خيارهم إن ارادوا تقرير مصيرهم بعيدا عن مسمى العراق. اذا كان ابناء المحافظات الغربية يريدون داعش او البعث او غيرها فلماذا يقاتل الجيش "الصفوي" هناك؟؟؟ 
ارجو ان نبتعد عن القول من ان ابناء تلك المناطق اسرى لداعش ويطلبون عون الحكومة، فهذا يذكرني بمسرحية "حكومة الكويت الحرة المؤقتة" وطلبها المساعدة من صدام حسين للدخول فورا الى الكويت وتحريرها من نظام جابر. 
كلنا نعرف ان الاغلبية السنية بمثقفيها وعوامها فرحون بانتصارهم على المركز، فلماذا الاصرار على دعشنة هؤلاء بأجمعهم وتفسير الاحداث من منطلق "المؤامرة الخارجية" فقط؟؟ دعونا نلعب على المكشوف فهذا يقلل من كمية الدماء ويجنبنا حرباً طويلة الامد بلا جدوى.