الحرب عمرها لم تكن فوضى ، وأن ادت الى الفوضى ، فالعلم العسكري اثبت وما يزل ان ان الفوضى لن تكون يوما طريقا الى النصر ، بل هي اقصر الطرق الى الهزيمة ، وأن من يريد ربح المعركة عليه ان يهيئ مستلزماتها بدقة ، وهنا تبرز المعضلة وهي ان من يدخل الحرب دون تهيئة لا يمكن ان يصلح اخطائه خلال الحرب لأن كل الاستحضارات عادة ما تحتاج الى مناخ غير استثنائي (سلمي ) وتحتاج الى وقت ليس بالقليل ، فالجندي لا يتم صبغه وارساله للمعركة بل ان الامر يحتاج الى اعداد بدني ونفسي وتدريب على مهنة الميدان بعد التدريب الاساسي الذي بعده يبدأ التدريب الفردي القسم الاول ثم التدريب الاجمالي القسم الاول ثم الفردي فالاجمالي القسم الثاني ، وهذا يستغرق سنة لجندي المشاة العادي حامل البندقية.
تتوج كل مرحلة تدريبية بالرمي ..وهنا يردنا القول المأثور ( أذا كانت لديك عشرة اطلاقات فاستخدم تسعة منها للتدريب واحتفظ بواحدة للحرب ) ، وعلى حد استنتاجنا المتواضع فأن جيشنا لم يقم بكل تلك الاستحضارات او معظمها على الاقل عدا صنف المدفعية فقد تدرب رميا على اهله المدنيين في الفلوجة حيث ان احصائيات مستشفى الفلوجة تشير الى استقبال اكثر من الفي شهيد وجريح منهم .
هذا عن الجيش فكيف يمكن ان يكون وضع المتطوعين المدنيين الذين تم زجهم هنا وهناك وهم لم يرموا طلقة واحدة ...وهنا تكمن الفوضى ، وقد يجيبنا القاريء الكريم انهم متطوعون وبالتاكيد فهم يحملون قدرا عاليا من المعنويات والاجابة هي ان المعنويات توصل المقاتل الى ساحة المعركة بحماس وتتركه هناك لقادته وأجادة استخدامه لسلاحه وثقته بسلاحه وقائده خصوصا بعد الذي حصل ، وخصوصا بعد ان يواجه مقاتلا مهما كان نوعه الا انه تمكن من احتلال نصف العراق تقريبا دون جهد يذكر او يستحق الذكر ..
قد يسألني سائل عن اهمية كلامي ومن سيسمعه فأقول قد يسمع من لم يسمعني عند كتابتي لرسائلي العشر الى المتظاهرين السلميين في الانبار وغيرها وشرحي الواضح لدستورية المطالب وقانونيتها فقد يسأل نفسه : ألم يكن الافضل اللجوء الى السياسة بدلا من كل هذه المهازل التي مررنا بها
اقول : السياسة لا تعدم وسائلها ولم يزل في القوس منزع وهي افضل بكثير من قصف الفلوجة الوحشي العشوائي وافضل من تطويع من شبعو تطوعا على مدى حياتهم ....تطويعهم لحرب اقل ما يقال عنها ان رابحها خاسرها...نعم لم يزل في القوس منزع يا مراجعنا ويا سياسيونا وقبلهم يا شعبنا الصابر المحتسب.