ما يتحتم اليوم على كل عراقي غيور وشريف ينتمي لتراب هذا البلد الطاهر في أي موقعٍ كان من مواقع الحياة , أن يقف إلى جانب جيشه وقواته المسلحة وهي تخوض حربها الحالية مواجهةً بها أعتا قوى الشر والظلال (داعش) التي ليس لها دين و لا تعرف رحمةً ولا حياءاً ولا شرفاً ..
وأحدى هذه الوقفات المهمة والضرورية التي يجب أن ندعم بها جيشنا والمتطوعين لصفوفه ضد الزمر التكفيرية هي الأغنية الوطنية (الحماسية) التي عرفت بتأديتها لوظائف حربية دفاعية وهجومية عديدة منها :
1_ تشد من عزم ورباطة وجأش المقاتلين في ميادين الحرب وتقوي من معنوياتهم وتبعث في نفوسهم الراحة والطمأنينة وتشعرهم بأن الشعب ينضر خطواتهم متأملاً بها النصر الذي سيزف بأيديهم ويدحر الأعداء من أرضهم .
2_تستنهض الهمم وترفع الغيرة في نفس وروح الإنسان العراقي إلى أقصى درجاتها لتجعلها شرارة متوهجة , متقدة على أهبة الاستعداد لأي طارئ يحدث .
3_الأغنية الوطنية (الحماسية) تُشعر الجميع أن النصر آتٍ لا محال عنه على يد الغيارى والنشامى من أبناء القوات المسلحة .
4_ الأغنية الوطنية (الحماسية) لها الدور الكبير في زيادة عدد المتطوعين لصفوف وأصناف الجيش .
لكن تلك الوظائف تتوقف على شروطٍ فنية وأدبية تجعل من الأغنية الوطنية (حماسية)..وعلى الرغم من أني قد ولدتُ في أخر عامين من أعوام الحرب (العراقية _الإيرانية ) لكني اليوم عندما أراجع أرشيف الأغاني الوطنية العراقية (الحماسية) لتلك الفترة من على مواقع (اليوتيوب) وأقصد بها الأغاني الوطنية (الخالية من ذكر البعث وصدام ) أجدها حماسية بامتياز من الناحية الفنية والأدبية والتعبوية ,التي أجادت بها أيادي الشعراء والملحنين والممثلين والمخرجين و منها أغنية :( لا والله و العباس هاي الكاع ما تنكاس ) وأغنية (وينهم وينهم خوتي النشامة وينهم ) و (دكي يالراجمة) و (يا كاع ترابج كافوري) و ( منصورة يا بغداد ) وأغاني كثيرة كان لها الدور الكبير في تعبئة الجماهير الشعبية عسكريا واستمرار المعركة لثمان سنوات دون هزيمة أو نكسةٍ تُذكر .
وعلى الرغم من أن العراق اليوم يمر بمرحلة ومنعطف خطير من تأريخه وهي مرحلة حرب (الإرهاب العالمي) عليه المدعوم دولياً و إقليما لتحقيق أجندات وغايات وهذا النوع من الحروب هو أقوى وأخطر وأشرس أنواع الحروب لدناءة ورذالة ونذالة العدو الذي نواجهه .إلا أنني لم أسمع وأرى حتى الآن أغاني وطنية (حماسية) بمعناها الفني والأدبي الصريح تستهويني وتشدني وتثير من عزيمتي , رغم كثرة الأغاني الوطنية المقدمة على شاشات
القنوات الفضائية العراقية (الوطنية) التي تدعم الجيش وتؤازره وتقف إلى جانبه , فهي وللأسف تفتقد إلى الحماسية المطلوبة خلال هذه المرحلة العصيبة من حربنا الشريفة على (داعش) ومن يصطف خلفها من المرتزقة والمأجورين.
وهذا ما يوجب على المؤسسات الإعلامية الحكومية واقصد بها (شبكة الإعلام العراقي) بالدرجة الأولى والقنوات الفضائية (الوطنية) أن تُعيد للأغنية الوطنية ( الحماسية ) هيبتها وقوتها من خلال اعتمادها على النوع في الإنتاج لا الكم والعدد , ولا بد لتلك المؤسسات الإعلامية المعنية أن تُعيد النظر في أغاني حماسية كثيرة عشقها الشعب وتفاعل معها خلال فترة الثمانينات بدلاً من أن نقدمها قرباناً وهديةً لأعدائنا لتُبَثَ ليلا نهارا من على شاشات فضائياتهم المسعورة لتظهرهم وكأنهم أصحاب حق والحقُ منهم بُراء . ولا بُد لمؤسساتنا الإعلامية الحكومية أيضا أن تتعامل مع كتاب و شعراء الأغنية الحماسية نفسهم الذين عُرفوا واشتهروا بها في العراق أمثال ناظم السماوي وكاظم إسماعيل الكاطع وعريان السيد خلف وغيرهم الكثير من خلال مراجعة دواوينهم وأشعارهم فيما يخص الحماسية الوطنية و أيضا التعامل مع نفس الملحنين المعروفين في مجال الأغنية الحماسية أمثال فاروق هلال وطالب القرغولي وفتح الله احمد وغيرهم . حتى تؤدي الأغنية الوطنية وظيفتها المطلوبة لكسب المعركة , والنصر حليف المؤمنين إن شاء الله..