إنطلقت في بغداد أعمال مؤتمر عجيب غريب في إسمه " مؤتمر النزاهه الديني " و كأن للنزاهه دين و لم يسعفنا القيمون " المحترمون " على المؤتمر و يتموا فضلهم " الكبير " علينا و يخبرونا عن طائفة حجيه نزاهه شيعيه لو سنيه و من أي مذهب جعفريه لو زيديه لو إسماعيليه أم حنفيه لو شافعيه لو مالكيه - ليس لها أي علاقه قرابه لا من قريب و لا من بعيد بالسيد المالكي فبينهما عداء شديد أزلي أبدي مُستَحكم - لو حنبليه علماً إن تاريخنا الإسلامي يخبرنا إن القرامطه كانوا الأنزه من الجميع حين قُدِرَ لهم أن يقيموا مدينتهم الفاضله في البحرين.
هل سمعتم عن مؤتمر للنزاهه في أي من دول الكفر و الإلحاد التي ليس فيها لا نور الإيمان ولا بروجكتراته فهل سمعتم يوماً عن مؤتمر لحجيه نزاهه و مكافحة حجي فساد في السويد أو نيوزيلنده أو كندا أو بلد الرئيس النبيل موخيكا أوروغواي أو ناميبيا البلد الأفريقي الفقير التي حكى الطبيب الأديب المصري محمد المخزنجي في أحد أعداد مجلة العربي كيف إنه زار أحد وزرائها في بيته الذي لم يستطع أن يتم بناءه لأن قرض البنك لم يكن كافياً أو أريتيريا و لأريتيريا هذا البلد الفقير قصص و حكايا رائعه عن نزاهة و تعفف و بساطة عيش رئيسها أسياس أفورقي و جميع أعضاء حكومته.
ألا يخجل القيمون على هذا المؤتمر العجيب الغريب من أنفسهم وهم يعقدون مؤتمرهم في مدينه يجللها عار إنها تحت حكم واحده من أفسد السلطات في تاريخ البشريه إن لم يكن أفسدها على الإطلاق، ماذا يقول أي منهم لأولاده إذا سألوه عن هذا الواقع ماذا يقول لزوجته حين يختلي بها ليلاً و تسأله نفس السؤال هل يمتلك الجرأه و الشجاعه ليضع عينه بعيون أولاده أو زوجته و يجيبهم و يجيبها بصراحه.
ثم أليس غريباً إن الدول التي ينيرها نور الإيمان الإسلامي و بروجكتره هي من أكثر دول العالم فساداً على الإطلاق و تتربع على قمة هرم الفساد العالمي كالعراق و الصومال و السودان و أفغانستان حسب تقييم منظمة الشفافيه الدوليه و الغريب إن هذه الدول ليس فقط إسلاميه و لكن الأنكى و الأغرب و الأعجب إنها جميعاً دول تقودها أحزاب دينيه ذات مرجعيه إسلاميه. و رغم غنى بعض الدول الإسلاميه الفاحش كما في مملكة القهر و العُهر لآل سعود الأنجاس و كونها بلد الحرمين الشريفين فإنها تأتي في التسلسل 67 في الوقت الذي تأتي الأوروغواي الدوله الفقيره في التسلسل 21 في سُلَم النزاهه الذي تتربع على قمته الدول السكندنافيه الثلاث النرويج و الدنمارك و السويد .
لماذا ذهبنا بعيداً لنعد إلى وطننا العراق أليس غريباً و عجيباً إن هجوم الفساد الفاااااااااجر على جميع مجالات حياتنا جاء متزامناً مع إزدياد مظاهر التدين منذ الحمله المشؤمه التي قادها النظام المقبور فيما سُمي زوراً و بهتاناً ب " الحمله الإيمانيه " و تَضَخَمَ الفساد بصوره سرطانيه مع سيطرة الأحزاب الإسلامويه على السلطه بعد 2003.
|