الحكومة العراقية.. اخفاق وداعش..!!

لعل أوضاع العراق اصبحت الحدث الأبرز عالمياً؛ تتوالى الاحداث واخرها سقوط الموصل, بأيدي الزمر التكفيرية, ومن لف حولهم ممن خان الوطن..
لن اتعمق كثيراً في تفاصيل التنظيم التكفيري(داعش)؛ المدعوم من دول لا شقيقة, اصبح واضاح للجميع؛ من خلال ما ارتكبهُ جرائم تدمي القلب, بداية من سوريا وصولاً الى محافظة الموصل؛ التي باتت تحتضر عند دخولهم اليها, حيث عاثوا فيها فساداً.!
السبب الرئيسي في سقوط الموصل؛ هو ضعف القيادات الأمنية منذ 2003 .. على الرغم من الامتيازات والأموال الطائلة التي تصرف لهم, لكنهم لم يستطيعوا استتباب الأمن بشكل كامل في عموم البلاد, وذهب ضحية هذا الفشل الفادح في الملف الأمني, مئات المواطنين العزل, بوسائل الموت المختلفة, التي تستهدفهم كل يوم. ناهيك عن ضعف الادارة الحالية للبلاد.. التي اتصفت بحكومة الازمات والتقاطعات مع الشركاء, حيث اوصلت العراق الى تقسيم.! لم يعلن عنه رسمياً, وهنا ضاعت الموصل بين الاخفاق وداعش .!

كركوك أصبحت ضحية سهلة المنال.. أذ تهيأت الفرصة الملائمة للسيطرة عليها؛ من قبل قوات الجيش الكردي ( البيش مركة ).. وضمها الى الاقليم وأدارتها.! على الرغم من أن كركوك تعتبر احدى الشرايين المهمة في ميزانية العراق؛ لكن التفرد بالقرارات , واضح للجميع نتائجهُ السلبية, من خلال عدم حفظ أمن المحافظة واستقرارها من قبل الحكومة المركزية في بغداد.

خروج امريكا من العراق, وجعل زمام الامور بأيدي العراقيين انفسهم, معتقدة بأن الساسة في العراق, يستطيعون قيادة بلدهم الى بر الامان, ربما هذا الاعتقاد كان غير صائب؛ لما يمر فيه العراق حالياً من تدهور لم يحدث منذ عشرات السنين, فالحكومة اليوم عادت تستنجد امريكا التي انسحبت من العراق عام 2011 بعد ثماني سنوات من الاحتلال.

موقف الولايات المتحدة الأمريكية؛ جاء واضح جداً, حيث رفضت التدخل في شؤون البلاد, وهذا ماجعل الامر اكثر تعقيدا بالنسبة للحكومة الحالية, التي تعاني من مرض التمسك بالسلطة.
البيت الابيض؛ وضع مفاتيح الحل بأيدي الكتل الفائزة, واعلنت بصريح العبارةعلى الفائزين, تشكيل حكومة وطنية, يتفق عليها جميع مكونات الشعب, بمعنى التغير والحد من الاخفاق الحالي, والانصياع الى المدد الدستورية.
المراقب العراقي بات ينتظر متى يجتمع المختلفون لحل ازمة البلاد بتشكيل حكومة قوية يتفق عليها الجميع, لكي تنقذ العراق من الموت السريري.

(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)..