عذرا يا عراق...لا استقرار يلوح في الأفق ! |
العراق تايمز - إنها ليست دعوة للتشاؤم أبدا، ولكن ربما هناك حقيقة مرة تصرخ في وجوهنا ويتعمد البعض منا تجاهلها بتجاهل حقيقة اختلاف المكونات الاثنية والقومية في العراق . وغالبا ما يعمد البعض خصوصا من القائمين على العملية السياسية في العراق إلى العبور على المشاكل التي لم تجد سبيلا نحو الحلول بسلك طريق الكذب والتسويف والنفاق والتزوير وهي سلوكيات لم تعد تنطلي على طفل العشرةk وغالبا ما تثير التعاطف خصوصا عندما لا يجدون خجلا أمام عدسات الكامرة بان العراق أصبح ينعم بالاستقرار، فعن أي استقرار يتحدثون؟ إن المتتبع للأحداث التي تدور رحاها في الساحة العراقية لاشك و انه سيوقن بان لا استقرار يلوح في الأفق ، خصوصا وانه لم يكن ليستقر في يوم من الأيام منذ 100 سنة خلت، والسبب راجع لاختلاف المكونات و التعدد المذهبي والطائفي والاثني والقومي الذي يجب أن يكون في الأصل نعمة وليس نقمة. ربما سيعتبر البعض أن هذا الوصف وصفا جزافا ولكن ربما أن الحقيقة التي تفرض نفسها على مضض منا نحن أبناء البلد الذين لا نقبل الخداع ولا نقبل من يمارسه علينا، فإذا ما حاولنا الرجوع بذاكرتنا قليلا إلى الوراء لوجدنا أن العنصر الطائفي والقومي كان دائما صاحب دور سيئ في عدم استقرار البلاد منذ عهد قيام الدولة العراقية الحديثة وحتى اليوم ، وان من يحاول تفحص هذا التاريخ بعناية حتما سيدرك أن هذا العنصر هو العصا التي أعاقت تطور العراق والركيزة الأساسية التي ساعدت على تخلفه. وإذا ما تعمدنا إهمال دور الاثنيات الصغيرة في العراق كالتركمان والمسيح وبقيه الطوائف وركزنا على هذا الثلاثي فقط الأكراد والسنة الشيعة، وحاولنا أن نستحكم طبيعة العلاقة التي تجمعهم ونوع النظرة التي ينظر لكل منهما الآخر طيلة تواجد الدولة العراقية الحديثة سوف ندرك حقا أن ما يجمعهم هي حرب قذرة تسعى وراء إثبات الوجود رغم زيف الشعارات التي ترفعها والتي تعبر عن نفاق مستميت. يدرك الأكراد جيدا حجمهم الطبيعي وحدودهم الجغرافية في هذا العراق لكن الطمع و الجشع يتعدى هذه الحدود و يخرج عنها وصولا إلى تحقيق حلمهم في بناء الدولة الكردية الموعودة ولو على حساب استثمار الصراع التاريخي بين السنة والشيعة ليزيدهم مكاسب إضافية في تحقيق أهدافهم. و إذا ما أردنا أن نعود للمكونين الآخرين الشيعي والسني على الرغم من الرابط المتين الذي يجمع بين هذين المكونين والذي تم تغافله بجلاء بتدخل خارجي ، وان هذا الرابط هو رابط القومية لان السنة والشيعة كلاهما ينحدران من أصول عربيه وعشائر عربيه عرفت امتدادا على مر التاريخ، ولو أحسن استثمار هذا الرباط لزالت حتما الكثير من الخلافات بينهم على الرغم من أن القوميون فشلوا في ترسيخ مبادئ القومية الحقة عندما تآمر عبد الناصر على عبد الكريم قاسم وعندما غزا صدام حسين الكويت . صحيح أن الطائفتين السنية والشيعية توحدهما امتدادات نسب كبيرة إلا أن هناك حقيقة تم تجاهلها وهي أن من سيطر على الطائفة السنية وقادها خلال فترة قيام الدولة العراقية الحديثة في ظل السيطرة العثمانية هم سنه غير عرب ،تعود أصولهم إلى قوميات أخرى كالعثمانيين وغيرهم ويمكن الاستدلال على نسبهم من ألقابهم التي تدل على مناطق أو مهن وليست ألقاب تدل على عشائر صريحة وقد عبثوا هؤلاء بالطائفة السنية على مدى مئة عام وشحنوها طائفيا حتى أمسى الرجل السني ينظر إلى مذهبه قبل أصله. هكذا خدع سنة العراق من اصول غير عربية السنة العرب عبر استخدام جل الطرق في ترسيخ الشحن الطائفي والترغيب بالمغريات السلطويه مستغلين فيهم نزعة العربي بحبه للسلطه وقيادة الآخرين ولو بالتعسف، وقد أجاد السنه العرب هذا الدور الذي منح لهم والذي ركز عليه صدام حسين بصورة قذرة وانسلخوا كليا عن إخوتهم الشيعة وناصبوهم العداء وتسلطوا عليهم دون رحمه متوهمين أنهم بدون التسلط عليهم لايمكنهم التعايش معهم. أما إذا أراد أن نستفيض بالحديث عن الشيعة وجب العلم أولا بان الشيعة ثلاث أنواع، نوع يمثل الطبقة المسحوقة وتشكل 80 بالمائة من الشيعة وهم أولئك الذين حولهم زمن البعث إلى أيتام ومعاقين وأرامل وثكالى عانوا من البطش والاضطهاد ورميوا عنوة في فجوة سحيقة من التخلف والجه أما النوع الثاني من الشيعة فهم رجال الدين وهم أولئك النفعيين الذين أجادوا التلاعب بمشاعر الطبقة الأولى وحولوها إضافة إلى ماساتها إلى موجة من النائحات واللطامة بمناسبة وبغير مناسبة وبطريقه تسطيحية تثير المرارة والألم ، فرجال الدين الشيعة بدل ان يرفعوا هذه الطبقة من واقعها المرير وبدل أن يعلموهم عظمة مبادئ الحسين وثورته على الظلم والاستبداد وهضم الحقوق والتمرد على الطغيان والدفاع عن المبادئ الإسلامية والاجتماعية السامية جلسوا على المنابر يتفننون كيف يستنزفون دموعهم ويحولوهم إلى عجزة لا حول لهم ولا قوة سوى النواح والبكاء. رجال الدين الشيعة اساءوا للحسين وقضية الحسين واساءوا لمحبيه من اجل مصالحهم الشخصية وبدلا من ان ينهضوا بالطبقة الاولى ويضعوها على الطريق الصحيح خدروها باللطم والزيارات اليومية وعزلوها عن السلطة الشيعية الحاكمة وجعلوها طبقة لا مبالية بمستقبلها ولا يهمها التفكير به فلم نرى يوما هذه الملايين تخرج للتنديد بالمجرمين بعد التفجرات الداميه التي تحصل في مناطقهم ولم نرى منهم غضبا واضحا يوقف الطرف السني عند حده واعطوا زمام المبادرة للطرف السني في ان يستغل تخاذلهم بالتمرد على الحكومة الشيعية مستغلا تناحر الطبقة الثالثة وهي طبقة السياسين الشيعة والتي لرجال الدين تاثيرا سلبيا عليها ساهم في تناحرها وتشتتها وابتعادها عن الطبقة الاولى فالسياسيين الشيعة اكتفوا بسقوط حكم السنه على يد الامريكان وتركوا مستقبلهم كاغلبية يجب ان تقود البلد مجهولا وانشغلو بالدعة والرفاه والاهتمام بمصالحهم الشخصية وكانهم طارئين على العراق او مجرد محتلين سيحملون ما غنموه متى ما داهمهم الخطر ويرتحلون وليس هم اصحاب الامر في هذا البلد وهم رجاله الذين تقع على عاتقهم تثبيت اركان دولته. اغلبهم انشغل في الكسب غير المشروع او في ادارة مصالحة ونسي شعبه سواء الشيعي او السني طالما هو يمثل العراق بكل اطيافه ما دام في موقع السلطة ولم نرى احدا منهم في يوم من الايام ذهب الى جماهيره التي اوصلته الى موقعة في الدوله وتفقد احتياجاتهم وبادر الى حلها . |