مدينة الموصل هي مركز محافظة نينوى ، وتُعد إحدى أهم وأكبر المدن العراقية بعد بغداد والبصرة ، وهي من المدن العريقة بتاريخها وجمال طبيعتها الخلابة وهوائها النقي ، وكونها مهبط العديد من الأنبياء والرسل كالنبي يونس والنبي شيت (عليهما السلام) ، وتقع إلى الشمال من مدينة بغداد وتبعد عنها بجوالي 400 كلم ، وهي مدينة موغلة في القدم تحيط بها مجموعة أطلال لأشهر المدن الأثرية في شمال العراق وهي آشور ونينوى ونمرود وخرسباد . وتعد من أهم مدن « الجزيرة » المحصورة بين نهري دجلة والفرات .
حظيت الموصل باهتمام المؤرخين الذين دونوا عنها العديد من المصنفات والكتب التي تتناول تاريخها والدول التي تعاقبت على حكمها . ويعزى هذا الاهتمام إلى الدور البارز الذي لعبته الموصل ومناطق الجزيرة الأخرى التابعة لها على مسرح الأحداث السياسية منذ الفتح الإسلامي للموصل سنة 16هـ (637 م) ، وخلال العهود الإسلامية في العراق. ومما جعل للموصل أهميتها البالغة موقعها الاستراتيجي على طريق القوافل التجارية بين الشام والعراق وهي الطريق الموازية لنهر دجلة ، ولذلك اتخذت الموصل منطلقاً للجيوش الإسلامية الزاحفة لفتح الأناضول وأذربيجان والجزيرة .
وازدهرت الموصل في العهد الأموي وشيّدت فيها مساجد مهمة ما زالت ماثلة إلى يومنا هذا . وازداد الاهتمام بها في عهد مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية الذي أنشأ جسراً وبنى قلعة فيها ، واتسعت الموصل في عهده اتساعاً كبيراً حتى أنه حاول اتخاذها عاصمة لخلافته .
وفي العصر العباسي الأول كانت الموصل تحت الحكم العباسي المباشر حتى سنة 292 هـ ( 900م )، إلا أنها بعد هذا التاريخ وحتى انتهاء الخلافة العباسية بسقوط بغداد سنة 656هـ ( 1258 م) على يد المغول ، شهدت قيام كيانات سياسية من الحمدانيين والعقيليين وخضعت لنفوذ السلاجقة وولاتهم الأتابكة من بني زنكي ، ومن أشهر حكامها في تلك الفترة بدر الدين لؤلؤ 615– 658 هـ (1218– 1259 م) .
وأوردت المصادر التاريخية تسميات عدة اشتهرت بها الموصل يجمع أغلبها على القول إن التسمية مشتقة من المكان الذي يوصل بين موضعين أو أكثر فهي تصل بين العراق والشام والجزيرة وأذربيجان . وسماها العرب الآراميون بـ (الحصن العبوري) كما سمّيت بـ (الحدباء) وهناك مَن يقول أن هذا الاسم أطلق عليها لاعوجاج نهر دجلة عندها واحتداب الأرض الواقعة عليها . ويقول آخرون إن هذا الاسم أطلق عليها نسبة إلى مئذنة الحدباء الشهيرة القائمة في جامع النوري الذي يقع وسط المدينة . وكذلك وصفت الموصل بـ (البيضاء) و(الفيحاء) و(الخضراء) أحياناً لاخضرار بقاعها الجميلة بعد سقوط الأمطار ، ولقبت كذلك بـ (أم الربيعين) والربيعان أحدهما في الكانونين ـ أي الخريف ـ والآخر في آذار وهو الربيع الحقيقي .
أما أهم المعالم الاسلامية والتاريخية والسياحية في الموصل وضواحيها هي :
الجامع الأموي
يُعد هذا الجامع أقدم جامع أقيم في مدينة الموصل ، ويعتبر أحد أهم الجوامع التاريخية الإسلامية في المدينة . ويقع في منطقة رأس الكور بمحلة الكوازين إلى الشمال الشرقي ، وتعود عمارته إلى العهود الإسلامية الأولى . ويعرف اليوم باسم جامع المصفي نسبة إلى الحاج مصفي الذهب الذي جدده العام 1255 هـ (1839 م) ، ولم يبق من معالمه القديمة سوى المئذنة التي تعود إلى العهد الأتابكي وتبعد عنه بحوالي 150 مترا ً، وتعرف حالياً بمئذنة أو منارة الكوازين .
شيّد الجامع من قبل عتبة بن فرقد السلمي العام 17 هـ (638 م ) بعد الفتح الإسلامي للموصل بعام . وتم تجديده وترميمه مرات عدة وفي فترات زمنية مختلفة ، فقد جدده مروان بن محمد الأموي حين تولى ولاية الموصل في أوائل المئة الثانية بعد الهجرة وشيّد فيه مئذنة ، ولذلك نسب الجامع إلى الأمويين وعرف بالجامع الأموي ، في حين كان يعرف قبل ذلك باسم المسجد الجامع . ووسع من قبل الخليفة العباسي المهدي العام 167 هـ (783 م ) ، وشيّد الأسواق التي كانت حوله . ثم أعيد تجديده في العهد الأتابكي العام 454 هـ (1061 م ) ، وصار يعرف بالجامع العتيق . وآخر تجديد له كان من قبل مديرية الأوقاف العامة العام 1344هـ (1925 م ) .
جامع النوري (الجامع الكبير)
يقع جامع النوري في وسط مدينة الموصل ، ويشغل مساحة من الأرض شبه منحرفة تبلغ 7100متر مربع . وسمي بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسه الملك الأتابكي نور الدين محمود بن زنكي ، مؤسس الدولة الزنكية في الموصل العام 568 هـ (1173 م ) . وسمي أيضاً بالجامع الكبير، واشتهر بمئذنته الحدباء التي أصبحت رمزاً لمدينة الموصل وطغت شهرتها على شهرة الجامع نفسه .
شيّد الجامع بالطابوق (الآجر) والجص، وبناؤه متين وجدرانه ضخمة مكسية بالجص من الداخل والخارج . يتألف من مصلى مستطيل الشكل يحتل الجزء الجنوبي الغربي من البناء ، طوله 20 متراً وعرضه 715 متر ، وصحنه (الفناء المكشوف) واسع ومئذنته تحتل الركن الشمالي الشرقي . والمصلى يتكون من قسمين : مصلى شتوي مغلق يتصل بالمصلى الصيفي بباب يقع على الخط المحوري للمحراب الذي يتوسط جدار القبلة ، والمصلى الصيفي ينفتح على الصحن الواسع . وهذا التخطيط اقتضته الظروف المناخية في الموصل ، ويتميز مصلى جامع النوري بقبته ومحرابه والتشكيلات الزخرفية التي تزين جدرانه من الداخل .
قبة الجامع مرتفعة نسبياً ، تجلس على مربع يتقدم المحراب ، وهي مزدوجة نصف كروية ، وتجلس من الداخل على رقبة اسطوانية ، ومخروطة مضلعة من الخارج ، ويتوسط محراب الجامع جدرا القبلة ، وهو عبارة عن قطعة واحدة من رخام أزرق ، حفرت عليه الزخارف المتنوعة وشريط مزين بالآيات القرآنية الكريمة والنصوص التذكارية ، نقشت كلها بخط كوفي جميل على أرضية من الزخارف النباتية الرائعة . وكانت جدران المصلى مزينة بتشكيلات زخرفية محفورة على الجص تـتجـسد فيها الروعة والإتقان ، وتعرض أكثر هذه الزخارف للتلف نتيجة الإهمال وعدم الصيانة .
وأبرز ما في جامع النوري مئذنته المتميزة بميلانها قليلاً إلى جهة الشرق ، ولعل ذلك يعود إلى طولها الذي من أجله سميت بـ « الطويلة » وأصبح هذا الميلان إحدى سماتها التاريخية وبسببه عرفت بـ « الحدباء » ، ويزيد ارتفاع المئذنة على 56 متراً . وأعيد بناء رقبتها بعد سقوطها . وقاعدة المئذنة مربعة منشورية الشكل ، يبلغ ارتفاعها 21متراً وطول ضلعها 5,70 متر، ترتفع على أرض صخرية ، شيّد القسم الأسفل من قاعدتها بحجر وجص ، أما القسم الأعلى من القاعدة فقد بني بالطابوق والجص وغطي بتشكيلات زخرفية جميلة . ومئذنة الحدباء ذات جسم اسطواني قطره 5,25 متر ويخترقه سُلّمان حلزونيان يدوران في داخلها ، ولا يلتقيان إلا في الحوض . أما رقبتها فقطرها أقل من قطر جسم المئذنة تتوجها قبة نصف كروية .
استخدمت في تكوين الأشكال الزخرفية طريقة قص ونجر الطابوق (الآجر) بأشكال معينة من أجل الحصول على تشكيلات زخرفية جميلة ودقيقة زين بها جسم المئذنة . وتعد هذه التشكيلات من أهم خصائص العمارة الإسلامية .
الجامع المجاهدي
يقع على شاطئ نهر دجلة ، جنوب مدينة الموصل ويبعد عن باب الطوب مركز المدينة ب 500 متر . وبنى الجامع العام 575 هـ (1180 م ). وسمي بالمجاهدي نسبة إلى مؤسسه مجاهد الدين قيماز، وكان يعرف بهذا الاسم إلى القرن التاسع للهجرة وعرف أيضاً بجامع الربض لأنه يقع في الربض الأسفل من مدينة الموصل . وفي القرون المتأخرة صار يعرف بجامع الخضر لاعتقاد العامة من أهل الموصل بأن للخضر مقاماً به . وسمي أيضاً بالجامع الأحمر لأن مصلاه كان مصبوغاً باللون الأحمر. ويعتبر الجامع المجاهدي مع الجامع الأموي والجامع النوري أكبر ثلاثة جوامع في حينها في مدينة الموصل . تبلغ مساحة الجامع حوالي 2100 متر مربع ، وهو يشمل الأقسام التالية : المصلى يقع في الجهة الجنوبية من الجامع ومساحته حوالي 265 متراً مربعاً . وأمامه أروقة حديثة البناء ، عرضها 4 أمتار وتحيط بفناء الجامع من جهتيه الغربية والجنوبية غرف شيّدت لسكنى العاملين في الجامع . وفي الجهة الشمالية من الجامع أروقة حديثة البناء وفي بعضها بيت الوضوء . أما الجهة الشرقية من الفناء ، وهي التي تطل على نهر دجلة ، خالية من أي بناء .
وفي الوقت الحاضر للجامع بابان ، أحدهما في الجهة الجنوبية من الجامع وهو من الأبواب التي فتحت مؤخراً ، والباب الثاني يقع في الجهة الغربية من الجامع وهو من الأبواب التي فتحها السلطان العثماني عبد الحميد الثاني . أما الباب الرئيسي فكان في الجهة الشمالية من الجامع ، وهذا هو الباب الأصلي للجامع الذي كان على عهد مجاهد الدين قيماز .
أما المصلى فيتألف من ثلاثة أقسام : القسم الأول هو الذي تعلوه القبة القديمة التي بناها مجاهد الدين وفيه المحراب القديم وهو البناء الوحيد الذي بقي من بناء مجاهد الدين قيماز وتبلغ مساحته ( 9,5متر × 8,5متر) .
والقبة مبنية من الطابوق (الآجر) وتستند من الداخل إلى مقرنصات ، على شكل نصف كرة وكانت القبة من الخارج والداخل مكسية بزخارف وكتابات قرآنية كريمة ، ولكنها طمست جميعها تحت الجص . والقبة التي كسيت بالبلاط القيشاني الأزرق ، مزخرفة في الوقت الحاضر بزخارف هندسية . وهي حديثة العهد .
جامع النبي يونس
يعتبر جامع النبي يونس (عليه السلام) أحد أهم المعالم المعمارية الإسلامية في مدينة الموصل ، ويقع في منطقة نينوى في الجهة اليسرى من نهر دجلة مقابل مدينة الموصل القديمة على تل النوبة الأثري الآشوري بجانب دير (يونان بن أمتاي) المعروف لدى المسلمين بالنبي يونس أو (ذنون) (عليه السلام) كما ورد ذكره في القرآن الكريم .
وشيّد الجامع على طبقات معمارية قديمة يعود بعضها إلى العهد الآشوري ، وأقيم في موقعه بعد الفتح الإسلامي لمدينة الموصل بعض المباني الدينية التي تحولت على مرّ الزمن إلى مبنى الجامع الحالي .
يتألف مبنى الجامع من بنايتين تفصل بينهما طريق عرضه 6 أمتار ، البناية الأولى تتكون من بيت الوضوء ، أما البناية الثانية فتتكون من المصلى والصحن (الفناء المكشوف) وفيها مدرسة تعرف بـ (المدرسة اليونسية) . يتميز الجامع باتساعه ، ومن أقدم معالمه الأثرية التي تعود إلى العهود الإسلامية الأولى المحاريب الرخامية المزينة بزخارف جميلة ومختلفة وبكتابات تتضمن آيات قرآنية كريمة وأسماء الشخصيات التي قامت ببعض التجديدات والترميمات للجامع .
وجدد الجامع العام 1341 هـ (1922 م ) وشيّدت له مئذنة شامخة على الطراز المعماري الإسلامي ، كما تم إكساء الجامع وتغليفه من الخارج بطابوق الحلان وهو نوع من أنواع الحجر ، وكذلك أضيفت أبنية خدمية أخرى له .
جامع النبي جرجيس
يعد جامع النبي جرجيس (عليه السلام) من الجوامع المهمة في مدينة الموصل ، وفيه قبر النبي جرجيس المشيد من المرمر والمزين بزخارف جميلة بارزة . ويقع في محلة سوق الشعارين وسط مدينة الموصل في الشارع المسمى باسمه . وهو من الجوامع القديمة التي ذكرها الرحالة ابن جبير عند زيارته للموصل في القرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي) .
وفي القرن الثامن للهجرة أضيفت للجامع أقسام أخرى ، ثم تمت توسعته وتجديده من قبل الحاكم تيمورلنك بعد استيلائه على الموصل ، واتخذه جامعاً كبيراً . كما أن الحاج حسين باشا الجليلي أضاف إليه جناحاً آخر وجدد بعض أقسامه سنة 1154 هـ (1741 م ) . وعلى رغم اتساع الجامع وتعدد أجزائه إلا أن معظم عناصره المعمارية الماثلة اليوم يعود إلى فترات متأخرة ، ويحتوي رواقه الشرقي على أعمدة تعود إلى الفترة نفسها التي ذكرها الرحالة ابن جبير .
مرقد الإمام يحيى بن القاسم
يُعد مرقد الإمام يحيى أحد أجمل الأبنية الأثرية الباقية من القرن السابع الهجري ، ويقع فوق مرتفع يطل على نهر دجلة مباشرة من جهة الغرب إلى الشمال من مدينة الموصل وبالقرب من أطلال قصر قرة سراي . ويعتقد بأن البناء شيّد في موقع المدرسة البدرية التي أنشأها بدر الدين لؤلؤ سنة 615 هـ (1218 م ) ، وهو الذي بنى في هذه المدرسة مشهداً للإمام يحيى بن القاسم بن الإمام الحسن بن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليهم السلام) .
والدخول إلى المرقد عن طريق غرفة ينزل إليها بأربع درجات (سلالم) من المرمر ويعلو المدخل عقد (قوس) مدبب الشكل ومزين بزخارف هندسية ملونة . وبناء المرقد عبارة عن مستطيل الشكل طوله 12,20 متر وعرضه 11,20 وارتفاعه 8,70 متر وفي أحد جوانبه وضع صندوق خشبي على القبر ، وتعلو المرقد قبة مخروطية الشكل ذات اثني عشر وجهاً وقد طُليت بالجص ، أما ارتفاعها من سطح المبنى فيبلغ 7,5متر وقبة المرقد مزدوجة ، أي أن القبة الخارجية المنشورية ليست إلا غطاء للقبة الداخلية ذات المقرنصات ، وبين القبتين فراغ كما هي الحال في الكثير من القباب ، وبناء المرقد مشيد بالطابوق (الآجر) والجص .
مرقد الإمام عون الدين
يقع هذا المبنى في المنطقة التي يطلق عليها اسمه في مدينة الموصل ، كما يسمى أيضاً مشهد ابن الحسن . شيّد البناء سنة 646 هـ (1249م ) كما هو واضح من النص المكتوب على أحد جدران القاعة .
مخطط بناء المرقد مربع الشكل تقريباً أبعاده 8,40 متر× 8,50 متر ، ويدخل إليه من باب رخامي ، وينزل إليه بتسع درجات ، ويحيط بجدرانه حتى ارتفاع متر واحد الألواح الرخامية ، وفي الزاوية القبلية من المرقد يوجد محراب مصنوع من الرخام وهو ذو عقد (قوس) مدبب ومزين بزخارف نباتية جميلة .
ويعلو بناء المرقد قبة منشورية مضلعة ذات اثني عشر ضلعاً ويبلغ الارتفاع الكلي للقبة حوالي 30متراً ، وتعتبر أعلى قبة مخروطية في العراق .
وفي الغرفة يوجد القبر وهو مغطى بصندوق من خشب الصاج عليه كتابات من الآيات القرآنية الكريمة . أما باب المدخل فمصنوع من النحاس ومزين بزخارف هندسية بديعة .
ضريح الست زينب في سنجار
يقع مبنى الضريح على ربوة عالية في مدخل مدينة سنجار إلى الشمال من مدينة الموصل . وينسب إلى السيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب (عليهم السلام) . ولم نجد في كتب التاريخ أن للسيدة زينب قبراً في هذا المكان ، ومعظم المصادر التاريخية يشير إلى أن قبرها يقع في إحدى ضواحي مدينة دمشق في سورية والمعروفة بالسيدة زينب (ع) . وتذكر المصادر الأخرى أن القبر موجود في القاهرة وهو المسجد المعروف باسمها ، وربما يعود هذا الضريح إلى امرأة صالحة تسمى زينب وقد يعود نسبها إلى الإمام علي (ع) .
يتكون البناء من غرفة مربعة الشكل تقريباً تعلوها قبة مخروطية مضلعة وتقوم على قاعدة مثمنة الشكل ، يتوسط الجدارين الشرقي والغربي مدخلان شيدا من الحجر والجص ، يؤدي المدخل على يمين الداخل إلى غرفة صغيرة أبعادها 3,40متر × 3,30 متر خالية من النقوش والكتابات وتعلوها قبة نصف كروية . أما المدخل الذي يوجد على يسار الداخل فيعلوه عقد (قوس) زين بنقوش نباتية محفورة في الحجر وهو يؤدي إلى غرفة الضريح ، وهذه الغرفة مستطيلة الشكل طولها 5,40 متر وعرضها 3,70متر في وسطها القبر المشيد من الحجر والجص ويوجد فيها محراب صغير خال من النقوش .
سور الموصل وقلعتها (باشطابيا)
تشير المصادر التاريخية إلى أن البناء الأول لسور الموصل يرقى إلى العهد الأموي ، ولاسيما بعد إعادة تخطيط المدينة من قبل محمد بن مروان العام ( 80هـ / 669 م) . وخلال العهود التالية هدمت أجزاء من السور عدة مرات نتيجة بعض الأحداث السياسية ثم أعيد ترميمه وتوسيعه في أعقاب ذلك . ففي العهد الأتابكي أمر عماد الدين زنكي بإحكام بنائه وتعددت مداخله حتى بلغت أحد عشر مدخلاً ، كما كان يحيطه خندق عظيم . وفي العهد العثماني رمم أكثر من مرة ، خصوصاً ما قام به والي الموصل حسين باشا الجليلي في أعقاب فشل حصار نادر شاه للموصل وتوالت الترميمات حتى أوائل الحرب العالمية الأولى حيث هدم معظمه سنة ( 1915 م) ثم قامت بلدية الموصل ببيع ما تبقى من أنقاضه .
ولم يبق من السور ما هو ماثل للعيان سوى بعض الأسس الواقعة بجانب دور المملكة والأجزاء المجاورة لمبنى (البارود خانه) وبقايا أجزاء أخرى في المنطقة المسماة البدن في محلة باب البيض ، إضافة إلى بقايا صغيرة كائنة في مسجد شيخ محمد الغرابي قرب جامع خزام ، وكذلك في دار أمين الجبوري المشهور ببيت القاشا في محلة الثلمة .
دور المملكة (قره سراي)
تقع الدور على الساحل الأيمن لنهر دجلة إلى الجنوب من مزار الإمام يحيى بن القاسم . وقد بُني على أنقاض دور المملكة التي تعود إلى أدوار معمارية سابقة لعل أقدمها يعود إلى الفترة الحمدانية . ولكن بقايا القصر الحالي من تلك الدور التي تشمل على إيوانين واسعين تعود إلى سنة ( 630 هـ / 1232 م ) من عهد بدر الدين لؤلؤ بدلالة الأشرطة الكتابية الكائنة في أحد الأواوين التي تتضمن ألقابه وكذلك على المسناة الحجرية للمبنى المطلة على النهر والتي تتضمن بالإضافة لذلك تاريخ المبنى واسم الشخص الذي أشرف عليه .
الأسواق القديمة
تشتهر الموصل بأسواقها القديمة ، حيث تُعد المدينة أحد المراكز التجارية المهمة في العراق ، أما أهم هذه الأسواق هي : •سوق الشعارين : ويقع قرب باب الطوب في مركز المدينة ويختص ببيع الصوف والجلود . •سوق العطارين : ويقع في منطقة البلدية القديمة . •سوق الصفارين : ويتفرع من سوق الشعارين . •سوق العتمي (سوق البزازين) : ويقع ما بين باب الطوب والبلدية . •شارع النجفي (سوق المكتبات) : يتفرع من شارع نينوى وبالقرب من باب الطوب . •سوق الصياغ : ويتفرع من شارع نينوى وموازي لشارع النجفي . •سوق السرجخانة : ويخترقه شارع نينوى ويبدأ من شارع النجفي إلى منطقة الساعة ويختص ببيع الكماليات وهو شبيه بشارع النهر في بغداد ، وتكثر فيه عيادات الأطباء . •سوق باب الطوب : وهو سوق شعبي ويقع في مركز المدينة مقابل مبنى محافظة الموصل ، وفيه أسواق متعددة وكراجات ، ومن أهم هذه الأسواق : سوق هرج والذي تباع فيه المواد المستعملة . •شارع الدواسة : ويقع إلى يمين مبنى المحافظة ، ويشتهر هذا الشارع بالمطاعم والكازينوهات ودور السينما ومحلات الكماليات . •سوق النبي أو (سوق الأكراد) : ويقع في الجانب الأيسر من نهر دجلة على أعتاب جامع النبي يونس ، وهو سوق شعبي تباع فيه كل أنواع البضائع ، ومعظم أصحاب محلات هذا السوق هم من الأكراد . •سوق الزهور: وهو شارع رئيسي يتوسط مدينة الزهور ولا يختص هذا السوق بشيء وإنما يحتوي على جميع البضائع بما في ذلك معارض السيارات . •سوق الجامعة : ويقع في الشارع المقابل لجامعة الموصل في المنطقة المعروفة بالمجموعة الثقافية ، ويعتبر هذا السوق الشريان النابض للساحل الأيسر لنهر دجلة وتكثر فيه المطاعم والمقاهي وكذلك أنواع بضائع الكماليات وخاصة الملابس بأنواعها . •سوق الگب : وهو سوق شعبي صيفي ، ويقع ما بين الجسر الجديد والجسر القديم ، ويعتبر هذا السوق العلوة الرئيسية للخضروات والفواكه والتي تصدر إلى كل مدن العراق والدول المجاورة .
المنتجعات السياحية والمناطق الترفيهية : •منطقة الغابات : وتقع على نهر دجلة مقابل باشطابيا بالقرب من جامعة الموصل . وتضم غابة كثيفة يتوسطها مرافق سياحية منها فندق نينوى أوبروي (5) نجوم والقرية السياحية وقرية السدير السياحية أيضاً . وعلى امتداد نهر دجلة المتصلة بالغابات تقع عشرات المطاعم والكازينوهات الشعبية والسياحية والتي تطورت في الآونة الأخيرة بشكل كبير جداً ، ومعظمها ليلية وترتادها العوائل من كل أنحاء العراق والدول المجاورة . •الجزيرة السياحية : وهي جزيرة طبيعية وسط نهر دجلة ، أقيمت فيها عدة مطاعم وكازينوهات ومقاهي شعبية ، ويتم العبور إليها بواسطة « الدوبة » وهي أشبع بالعبارة اليدوية وبعض القوارب . •مدينة الألعاب : وتقع في الساحل الأيسر من نهر دجلة قريبة جداً من الجسر القديم وقريبة من الغابات وقد أقيمت على جانب كبير من إحدى أهم حدائق الموصل الداخلية وهي حديقة الشعب . وتعتبر مدينة الألعاب من أهم أماكن تجمع العوائل الموصلية والعراقية . •منطقة الشلالات : وتبعد حوالي 10 كلم شمال شرق الموصل ، وتقع على رافد صغير يسمى « الخوصر » ، وهي عبارة عن شلالات يرتادها الناس خاصة في الربيع والصيف ، وتكثر حولها غابات اصطناعية تنتشر فيها المرافق السياحية كالدور السياحية والكازينوهات الراقية . •منطقة سد الموصل أو البحيرة : وتقع على ضفاف بحيرة سد الموصل ، وتكثر فيها الدور السياحية والكازينوهات والقوارب وصيد الأسماك ، وهي منطقة جميلة وتغذي الموصل بالثروة السمكية . •منطقة عين كبريت : وتقع تحت قلعة باشطابيا وهي عبارة عن عيون كبريتية تنبع من على ضفاف نهر دجلة وتعتبر من المنتجعات السياحية التي يرتادها الناس من جميع أنحاء العراق للعلاج من الأمراض الجلدية . •منطقة عين كبريت في حمام العليل : وهو عبارة عن حمام ولكن مياهه كبريتية معدنية ويرتاده الناس من كل أنحاء العراق للعلاج من الأمراض الجلدية وأمراض العظام والمفاصل . •منطقة النقوب : وتقع في منطقة كنهش بالقرب من العاصمة الآشورية الثانية نمرود ، وهي عبارة عن كهوف حفرها الآشوريين في مراحل متقدمة من الدولة الآشورية وتكثر حولها الأسرار والأساطير .
وهناك مناطق سياحية طبيعية وجميلة يرتادها الطلاب في سفراتهم الجماعية لاسيما الجامعية منها وبالخصوص في فصل الربيع . ومن أهم هذه المناطق هي الفاضلية وتقع بالقرب من جبل مقلوب وتكثر فيها بساتين الزيتون والفستق وتعتبر أكبر مصدر للزيتون في العراق . وهناك مناطق جميلة أخرى مثل بعشيقة وبحزاني وكرامليس وبرطلا وتقع في منطقة سهل نينوى .
وهناك أيضاً منطقة سياحية يرتادها الناس لبرودتها ولكن لم تستثمر سياحياً وهي « حاوي الكنيسة » ، وتقع بالقرب من باشطابيا وعين كبريت وتمتد مسافة عدة كيلومترات ، وهي مجموعة بساتين تكثر فيها أشجار الفاكهة ، لاسيما الخوخ والتفاح والمشمش وغيرها .
|