لم يتخيل الغرب ان السلاح الفكري الذي زرعوه في القرن الثامن عشر في المنطقة العربية من اجل محاربة دولة الخلافة العثمانية انه سيتحول الى سلاح دمار شامل يهدد المنطقة باسرها في عصرنا الحاضر. لذلك أخذ الصوت يعلو في الغرب من اجل التخلص من هذا الفكر الارهابي التكفيري الذي لم يتوان عن الفتك بكل من حوله. لقد خرج هذا السلاح عن سيطرة موجهيه وتمرد عليهم بعدما استعملوه في حقب زمنية متفاوتة وكانت الاقرب الينا في افغانستان ومن هناك بدأ المارد باعلان خروجه عن طوع صانعيه. لقد استشعر الدارسون في مراكز البحوث الغربية بالخطر بعدما تحول الفكر الوهابي الى معين لا ينضب في رفد فتاوى التكفيريين الجهادية ليصبح ماردا وسلاحا فتاكا يعيث بالارض فسادا وينشر الدمار في كل بقاع العالم (من ارض بوكو حرام الى بلاد الدواعش ) قتلا وتشريدا ، سلبا واغتصابا ، نهبا وتمثيلا. لذلك بدأت اصوات هنا وهناك بالتصريح بان هذا الفكر يجب ان يحارب بفكر جديد فضلا عن الحرب العسكرية. نعم لقد صنع الغرب تلك الالة واستعملها لكنه اليوم يطلب المساعدة العالمية في سبيل التخلص منها بعدما بات خطرها مهددا الانسانية كلها . لذلك لا يعد من المستغرب ان نسمع اصواتا سياسية في الولايات المتحدة تطالب بالمساعدة والذي لم يكن اولها و اخرها ما نشرته قناة العربية على صفحتها الالكترونية والذي يقول : - داعش خطير وأميركا تطلب دعم دول الجوار لمواجهته. و قد يبدو الخبر محصورا بجهة معينة مثل ( داعش) لكن الحقيقة تقول : ان (داعش) و (بوكو حرام ) و (انصار بيت المقدس) و( جبهة النصرة) وغيرها من المنظمات الارهابية انما هي فايروسات متحولة عن الفايروس الاصل الذي تم زرعه في بلاد العرب متمثلا بالفكر الوهابي الجهادي . وكل تلك العنوانات انما هي فروع لشجرة الوهابية التي غرسها الغرب في جزيرة العرب . لذلك يجب ان تستاصل الشجرة برمتها وليس الفروع التي تتفرع منها. لقد اثبتت الدروس والتجارب ان الفكر الوهابي يمثل سلاحا للدمار الشامل ويتحتم على الدول كلها الوقوف بوجهه والمساهمة بتفكيكه قبل ان يترجم هذا الفكر الى افعال تصل شرورها الى مناطق شاسعة من العالم بعدما انتشر في اوربا و امريكا وهناك خلايا نائمة تؤمن بهذا الفكر في كل المعمورة ، ستتحول الى الات للقتل والدمار تحت راية الجهاد والعودة الى حكم الخلافة الاسلامية.
|