نستمر في قراءتنا حول رؤية العالم للمرأة من خلال أقوال الشعوب وأمثالها ، وفي هذه المقالة نقرأ في كتاب فلكلور المرأة : ثايسلتون توماس ، دار نشر اندو يوريبيان ، لوس انجلس ـ عام 2010م. مع بعض التعليقات الشخصية حول المختارات . غالبا تعبر الأقول والأمثال ـ الذكورية عموماً ـ عن جهل وعن خطأ فادح في الرؤية الذكورية لها غالباً، ومحاولة تحميلها ما يتحمله كل المجتمع الذكوري غير العادل من آفات وأمراض ومساويء. ويتم تصوير المرأة في العديد من أمثال الشعوب وكأنها الشر ومصدره ، وتصوير الرجل بصورة البريء الملائكية وانه الضحية المستمرة للمرأة وشرورها وغدرها !!
لقد قيل في خطورة المرأة ، بأن المرأة تعادل وتساوي أخطر الحالات الاضطرارية ، فالألمان يعبّرون عن فكرة خطورة المرأة في قولهم : حتى لو هجم الفيلة والنمور فأن المرأة سوف تقفز فوقهم وتركب عليهم . ويزيد الفلكلور الهندوسي بطريقة بليغة بطرح الاسئلة التي لا تخلو من مبالغة ورعب واضحين : ما الذي لا يمكن أن تفعله المرأة ؟ ما الذي لا يمكن أن يمتلكه ويحويه المحيط ؟ ما الذي لا يمكن للنيران أن تلتهمه ؟ ما الذي لا يمكن أن يدمره الموت ؟ تصوير مريب ومرعب وساخر أيضاً ، حيث يتم تصوير المرأة بالمحيط (وهو سرّ مرعب في نظر العالم ) الذي يحوي كل شيء ولا سيما المخاطر ، ويصوّرها كالنار التي بامكانها التهام كلّ شيء وأيّ شيء، الى أن يصورها بامتلاكها امكانيات الموت الذي يدمّر كل شيء . إن صوراً كهذه لا تدلّ على حقيقة المرأة وطبيعتها بل تدلّ على مدى جهل الرجال ورعبهم من كائن يجهلونه ويخافونه ، مع أنهم في حاجة اليه في أقوال أخرى حول المرأة ، انه تعبير واضح عن حالة مرضية نفسية ذكورية. ويتسم التقليد الشعبي الفولكلوري الهندي حول المرأة والجنس النسائي ويعتبره جنساً غداراً وخائناً بطبعه . والتقليد البنغالي يقول : لا يمكنك أن تعرف ماذا يوجد في عقل الببغاء والغراب والمرأة . لذلك يمكن أن نفهم في هذا السياق لماذا يدعو التقليد البنغالي الاساميزي الى عدم الثقة بالمرأة بتاتاً. ويقابله القول الهندي الذي يصور المرأة كمُحبة للشر والخبث : المرأة تقطرُ شرراً نارية في القشّ ثم تقف قبالته وتتمتع برؤيته. كما تصوّر بعض أقوالهم حبّ وجشع المرأة للمال : لا شيء يتفق في السوء ، مثلما يتفق قلب امرأة ومحفظة متسوّل . والقول الذي لا يقل اساءة الى المرأة باعتبارها سوءاً كاملاً ـ مطلقاً ـ وسبباً وحيداً للتعاسة والويلات هو : السرّاء والمرأة لا يمكن أن يجتمعا ، لكن المرأة والويلات فمتناغمان . وتذهب بعض الأمثال في المغالاة في وصف صعوبة معرفة المرأة ، وتوصي بعدم الاستعجال والتسرع في تخمين صفاتها مثلما يفعل المثل الالماني : "على المرء أن يملك رؤية ثاقبة ليتمكن من معرفة فتاة بالنظر" . وينصحون برؤية الفتاة في البيت وكيف تقوم بواجباتها في المنزل، حيث يضيف الدانمركيون مثلا على ذلك : عليك أن تحكم على الفتاة قرب حوض العجين وليس في المرقص . ويصف أحد الأمثال الفرنسية قلب المرأة يشبه المرآة تماماً فهي " تعكس كل شيء من دون احساس بالارتباط بها" ويذهب الألمان أبعد في ازدرائها بالقول : ان المرأة هي تحت رحمة الظروف تماماً كالرمال التي تحت رحمة الرياح . بينما الروس يقولون : ان شعر المرأة طويل أما عقلها فقصير . وفي مثل روسي آخر تتوضح الاهانة الأقصى التي يلصقها بها المجتمع الذكوري بالقول : ان الكلب هو أكثر حكمة من المرأة لأنه لا ينبح بوجه سيده ". وحين يصفون مواهب المرأة فانهم لا يخرجونها أبعد من دائرة الطبخ والمطبخ والاعمال المنزلية الخدمية ، مثلما يردد شعب التاميل المثل الشهيرلديهم : ان مهارة المرأة لا تتجاوز موقد النار . وكذلك يصف أحد الأمثال الانكليزية الشعبية الشهيرة امكانيات ومهارات المرأة المحدودة الى الحد الذي ينكر أو يستصعب امتلاك المرأة للحكمة بالقول التهكمي : حينما سيتمكن الحمار من صعود السلّم يمكن أن نرى حكمة لدى المرأة.
|