اللعبة الأمريكية: تنحي المالكي مقابل القضاء على داعش

اللعبة السياسية تسير وفق قوانين معينة، غالبا ما ينتصر فيها الأقوياء، وينهزم الضعفاء، ويخدع السذج، ويكونوا حطباً لنيران الفتنة التي يوقدها الأقوياء. وفي النهاية ستكون تلك الصراعات وبالاً على الشعوب.

رقعة الشطرنج هي الميدان الوحيد الذي يتقدم فيه الجندي على الضابط، عندما تكون الوجهة نحو الموت! دوامة عظيمة في لجج بحر السياسة العالمية وتوازنات القوى والمصالح، ينتهي فيها مصير الدول الضعيفة الى مصير الفريسة التي تكالبت عليها السباع والثعالب.

تنظيم داعش، وعزت الدوري؛ هما بيدقا الولايات المتحدة في العراق، داعشٌ تسعى لتحقيق آمالها وتطلعاتها في قيادة دولتها (اللاإسلامية) وعزت الدوري يحلم برئاسة الجمهورية التي كان نائباً فيها في يوم من الأيام.

بالرغم من دعوة الولايات المتحدة؛ المالكي الى التنحي، الا أن النتيجة سوف لن تكون إستعادة الموصل وبعض المناطق الغربية، التي هي اليوم بيد داعش والدوري، فلعبة الشطرنج لا تنتهي بحركة أو حركتين حتى يقال للملك (جيك مات) 

ثمة كثير من التداخلات في قضية المناطق الغربية في العراق، وثمة مصالح تفوق تصور الباحث والمحلل السياسي؛ فمن تحقيق المصالح الغربية وحلفاء الغرب الإقليميين، في صنع منطقة دعم خلفية للمعارضة السورية في الموصل والأنبار، الى إضعاف المد الكوردي وإنهاء تطلعاته نحو دولة كوردية مستقلة، قد تتسبب بكثير من المشاكل لتركيا حليفة الناتو؛ من خلال حرب طاحنة مرتقبة في المدى المنظور بين الإقليم السني والإقليم الكوردي ربما بسبب النزاع على محافظة كركوك التي هي اليوم تحت سلطة الكورد عسكريا وأمنياً.

ذلك ما سوف يستدعي القضاء على داعش في الموصل على يد الدوري، من أجل طمأنة الرأي العام وإقناعه بأن من يسيطر على الموصل، ليسوا وحوش داعش، وإنما هم ثوار الموصل! ومن ثم القضاء على الدوري واتباعه في حرب طاحنة مع الكورد، وبالنهاية تصبح الأقاليم الثلاثة ضعيفة، وستوأد أحلام الكورد في إقامة دولة مستقلة، وينهك الإرهاب في الإقليم السني، ويسلم الإقليم بيد أهله ليحكموه.

أما الإقليم الشيعي فسيصار الى رجل من دولة القانون، وسوف تستمر الصراعات السياسية الشيعية-الشيعية، ويبقى الإقليم ضعيفاً، وطيعاً بيد الغرب، ووسيلة ضغط على الجمهورية الإسلامية، وطمأنة الدول الإقليمية السنية الحليفة للغرب.

الولايات المتحدة سوف توصل الأطراف السياسية العراقية الى حافة الهاوية، كي يكونوا أداة طيعة بيدها، لإقناع كل منهم على حدة بلعب الدور المناط اليه، من أجل تحقيق إنتصاره على الطرفين الآخرين. ولن ينتصر أي منهم في النهاية!

الى متى يبقى العراق لعبة بيد قوى الإستكبار العالمي، ويبقى سياسيوه مجرد بيادق تنفذ أجندات الغرب المشبوهة، التي لاتعود على الشعب العراقي الا بمزيد من الويلات والنكبات؟!