داعش تفجر قبر صدام؟

مضى على إحتلال تنظيم داعش الأرهابي لأجزاء من محافظة صلاح الدين قرابة الأسبوعين وبضمنها قرية العوجة مسقط رأس المقبور صدام حسين, غير أن هذا التنظيم لم يؤدي واجبه الشرعي في هدم القبور وإزالتها من وجه الأرض بإعتبارها أماكن شرك بالله على حد زعم التنظيم. فهذا التنظيم الذي يتبع الفكر الوهابي التكفيري والذي لايعرف من الأسلام شيئا سوى هدم القبور وإطلاق اللحى ولبس الدشاديش القصيرة, سارع الى هدم قبور صحابة النبي والتابعين .

وكانت اوائل تلك المراقد المقدسة هو مرقد الصحابي الجليل حجر بن عدي رضي الله عنه والذي جرى نبشه وسرقة جثمانه الطاهر وهو الصحابي الذي قتلته فئة معاوية الباغية في حربها بصفين مع خليفة المسلمين الشرعي علي ابن ابي طالب عليه السلام.
فهل أجاز الإسلام نبش القبور أم دعا لزيارتها وقد حث الرسول على ذلك قائلا (إذا ضاقت بكم الصدور فعليكم بزيارة القبور).
وقد قامت هذه المجموعات الضالة بهدم قبر الصحابي عمار بن ياسر الذي قتلته الفئة الباغية أيضا في حرب صفين. وأخيرا وليس آخرا أقدم تنظيم داعش التكفيري على تفجير قبر التابعي أويس القرني الي قتل في صفين أيضا.

في حين ان هذه الجماعات لم تهدم قبر الطاغية المجرم صدام حسين الذي تحول مزارا لكل شذاذ الآفاق من قتلة ومجرمين, يدعون الله عنده راجين ان يحشرهم معه , اوليس في ذلك شرك ان يتحول قبر الى مزار؟ أم ان قوانين السماء التي يدعي التكفيريون إتباعها لا تنطبق على الملعون صدام؟ لقد كشفت مسارعة هؤلاء لتفجير قبور الصحابة من أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام, مدى حقد هؤلاء على محمد وآل محمد وصحابة محمد ممن إلتزموا بوصاياه في إتباع العترة الطاهرة وهو القائل إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترة أهل بيتي كما ورد في صحيح مسلم.

فالدافع لهدم القبور ليس تقربا الى الله وبكونها أماكن للشرك بل إن أحفاد بني أمية يكملون ما بدأه أسلافهم, فهؤلاء قتلوا الصحابة الأجلاء كعمار وحجر واليوم هم ينتقمون منهم بهدم ونبش قبورهم والتي تحولت الى مساجد يعبد فيها الله. فهؤلاء يريد طمس الحقيقة التي عجز أسلافهم عن إخفائها. فأجدادهم قتلوا هؤلاء حقدا على النبي وعلى الرسالة الأسلامية وعلى أهل بيت النبي وهم اليوم على سيرة أجدادهم أكلة وقتلة آل البيت ممن دخلوا في الأسلام ليكيدوا له.

ولذا فإن اللعين صدام الذي سار على سيرة بني أمية بقتله لذرية اهل البيت ومواليهم وفي طليعتهم الصدرين الشهيدين هو إمتداد لذلك الخط الأموي الذي يرثه اليوم الوهابيون وداعش. فصدام بنظر هؤلاء شهيد برغم كفره وفراره من الزحف وإخراجه صاغرا من حفرة الجرذان, ولذا فهم لا يهدمون قبره كما هدموا قبر الصحابة, فهؤلاء ورثة للخط الأموي وهم وصدام وبني أمية وجهان لعملة واحدة هي عملة الكفر والأرهاب والجاهلية.