صحف امريكية: احد خيارات حل أزمة العراق ربما يكمن في تقسيمه

صحف: واصلت الصحف الأمريكية الصادرة اليوم الأربعاء، الاهتمام بأحدث المستجدات على الساحة العراقية، حيث استهلت صحيفة (يو اس ايه توداي) تقريرها بالإشارة إلى أن أحد خيارات الخروج من الأزمة العراقية قد يكمن فى تقسيم العراق نفسه إلى ثلاثة أجزاء، بينما حاولت (هافينجتون بوست) استنتاج ما سوف يحمله المستقبل القريب للعراق.

وتساءلت (يو اس ايه توداي) عن إمكانية تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق من أجل إحلال السلام؟! وقالت إنه منذ بزوغ الأزمة قام الغرب بالفعل بتقسيم العراق إلى ثلاث مناطق متباعدة. 

وأشارت الصحيفة، فى تقريرها المنشور على موقعها الالكتروني إلى أن الولايات المتحدة تسعى حتى اللحظة إلى اقناع رئيس الوزراء نورى المالكى بتشكيل حكومة موحدة جديدة تجمع المكونات الثلاثة للعراق، بيد أن البعض يتساءل عن إمكانية نجاح هذه الفكرة بعدما وصلت الأزمة إلى طريق مسدود.

ونسبت الصحيفة إلى الطبيب عمر محمد القاطن فى محافظة ديالى بشرق العراق قوله:" إنه يصعب للغاية التنبؤ بما سوف يحدث بالمستقبل...ولكننا سوف نقبل بأى حل يوقف إراقة الدماء، حتى لو كان سيؤول إلى تقسيم العراق أو إعادة بناؤه كإتحاد كونفدرالي".

وقالت الصحيفة:" إن النجاح السريع الذى حققه مقاتلو تنظيم "داعش" نبع جزئيا من حدوث فراغ فى السلطة، فالمواطنين فى الموصل وغيرهم فى المدن السنية الأخرى لطالما عانوا من حكم المالكي واعتبروه فاسدا، لذلك رحب بعضهم بمقاتلى داعش واعتبروهم بديلا عن الجنود العراقيين الذين تصرفوا كمحتلين بدلا من حماة للوطن ولجأوا إلى الفرار بدون أى مقاومة".

وأوضحت الصحيفة أن العراق لطالما عاش فى انقسامات ونزاعات طائفية.

و أكدت (يو اس ايه توداي) أن فكرة تقسيم العراق ليست بالجديدة، حيث اقترح نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن عندما كان عضوا بمجلس الشيوخ عام 2006 تطبيق اللامركزية داخل الحكومة العراقية من خلال إعطاء كل مجموعة (الكرد والسنة والشيعة) ثلاث مناطق تتمتع بحكم شبه ذاتي مع وجود حكومة مركزية مجدية فى بغداد.

بدورها، سردت صحيفة (هافينجتون بوست) أكثر ثلاث أساطير شيوعا حول ما سيشهده العراق فى المستقبل، وقالت إن سلسلة الأحداث التى أدت إلى تكوين دولة الخلافة بزعامة "داعش" جعلت بعض الساسة والمحللين يتحدثون بشأن أكثر ثلاث اساطير شيوعا عن العراق.

ورأت الصحيفة –فى تقريرها على موقعها الألكتروني- أن إرجاع الأزمة الراهنة إلى أى من هذه الأساطير لا يظهر فقط الجهل بتاريخ هذه المنطقة بل هو ناتج عن اتباع مقترحات سياسية خاطئة، لا سيما من قبل واشنطن.

وتتحدث الأسطورة الأولى، وفقا للصحيفة،عن أن قيام الحرب العالمية الأولى برسم حدود العراق هو المسئول عن اندلاع الأزمة الراهنة، وهو معتقد خاطئ، حيث تظهر اتفاقية سايكس بيكو لتقسيم الحدود التى نتجت عن الحرب العالمية الأولى أن العراق تكون فى الأساس من خلال توحيد ثلاثة أقاليم خضعت لحكم العثمانيين فى السابق وهى الموصل وبغداد والبصرة، وهو ما تجاهل الاستمرارية التاريخية للمنطقة الجغرافية الواقعة بين نهرى دجلة والفرات. 

وأوضحت الصحيفة أن الأسطورة الثانية ترجع سبب الأزمة إلى "الكراهية الطائفية القديمة"، واعتبرتها مفهوما راسخا لدى واضعي السياسات قد يؤدى فى النهاية إلى التراخي فى البحث عن الحلول الدبلوماسية النشطة.

وقالت:" إن تاريخ العراق شابه أحداث عنف سياسى عديدة، ولكن ليس بسبب اختلافات طائفية"، مستشهدة فى ذلك بقيام الضباط القوميين السنة بإسقاط النظام الملكى عام 1958.

واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بذكر أن الأسطورة الثالثة ترجح أن استقالة المالكى سوف تحل مشاكل العراق، وأضافت:" إن دعوات إقالة المالكى، خاصة تلك التى تصدر فى الولايات المتحدة، لن تحل الأزمة الراهنة، نظرا لعدم وجود أى ضمانات بأن خلفه سوف يحل المشاكل السياسية القائمة بين العراقيين".