ربما هو من الشيعة القلائل الذين جعلوا قوانين الأنتخابات تشذ عن سياقها الطبيعي وقوانينها المعروفة ، عندما كان معظم ناخبيه او ممن منحوه وائتلافه ثقتهم واصواتهم ، هم من الطيف العربي السني في بغداد ، وفي المحافظات التي اوجدت وضعا سياسيا جديدا ضاغطا في المنطقة وفي العالم اجمع .. مع التأكيد على جمهوره الآخر وعلاقاته الصحية المستديمة مع حركات وكتل واحزاب في محافظات الجنوب وفي كردستان على حد سواء .. وبدون تسويق له .. فالكل يعلم ان الرجل لم يتراجع عن مبادئه واحلامه في القضاء على الطائفية السياسية ، ونبذ الأقصاء والتهميش وارساء سبل المضي بالعراق الى دولة مدنية حديثة تلونها المؤسسات وليس الأحزاب الطامعة بالسلطة والمال .
علاوي رغم الأخطاء التي احاطت بمسيرته السياسية المتمثلة في التدقيق باختياراته لبعض الشخصيات التي التفت حول مشروعه الوطني من المنتفعين والمتلونين ، إلا انه ما زال القاسم المشترك الوحيد الذي يستطيع لم الشمل وجمع الكل على مائدة مستديرة تغطيها باقات الورود ومراهم تضميد الجراح ، وليس شواجير البي كي سي وصواريخ الآر بي جي سفن او صواريخ الهيل فاير .
اعطاء علاوي الفرصة لمدة سنتين غير قابلتين للتمديد في حكومة وطنية من التكنوقراط والكفاءات المناسبة .. يستشير بها ( الجميع ) ويشارك بها ( الجميع ) من غير الأرهابيين ، وفق المقبولية التي يتمتع بها الرجل بغض النظر عن ضغوطات العمامة الأيرانية والغباء ( المقصود ) للسياسة الأمريكية ، تكون اسبقياتها تصحيح الأخطاء ولم لحمة النسيج الأجتماعي العراقي واعادة الكفاءة لمؤسسات الدولة وبناء جيشا وقوات امنية وفق سياقات صحيحة معتبرة ، ربما ستعيد العراقيين الى آمال الخروج من مصيبة انهيار وطنهم المتسارعة المباغتة .. خصوصا والرجل يتمتع بعلاقات عريضة قديمة متميزة مع الكثير من الحكومات العربية وحكومات الأتحاد الأوروبي والأفريقي .. على ان يعقب هذه السنتين انتخابات شفافة نزيهة يشرف عليها الأتحاد الأوروبي ( حصرا ) وليس الأمم المتحدة ، لأن الجميع يعلم ولمس ذلك عن قرب ان ممثلي الأمين العام للأمم المتحدة في العراق هم اصبحوا جزءا من المشكلة وليس الحل بعد أن مستهم بركات دولارات حاكم العراق المقتدر .
ستغضب وتزبد وترعد ابواق التحالف الوطني وابواق سنة السلطة والمال وستعلوا صيحات الألتزام بالدستور المقدس المشوه المفصّل بطريقة هجينة وفق اهواء برايمر وطارق الهاشمي وهمام حمودي في حينها .. وستدعم تلك الأصوات رشقات بذيئة من رشاشات ميليشيات العراق ، وما أكثرها .. لكننا نرد على تلك الأصوات والرشقات ونقول ان العراق اهم وابقى منكم ومن كل الكتل .. والخروج بالعراق سالما موحدا ، يتطلب منكم اضعف الأيمان بنكران الذات وتغليب مصلحة هذا الشعب الجريح ودمائه التي تهدر بدون حساب صباح مساء .. فالعراق أعز وأنقى وأبقى من الحزب والمنصب والمال والولد .