هل يتعلم السياسيين؟

تمر الأمم والأوطان المختلفة، وعلى مسار التاريخ، بظروف ومحن، واختبارات، فأسباب الرخاء واليسر هي نفسها قد تنقلب إلى نتائج الضيق والعسر، وكما قيل: دوام الحال من المحال، وبين أن نحول النعم إلى نقم أو نزيدها، يبقى حسن التصرف والتدبر والتخطيط، ووجود الأيادي الأمينة و المخلصة، واستغلال العوامل الأخرى المساعدة.

نعم، أن ما حصل في نينوى، ومناطق وسط العراق لهو نكسة، فماذا نحن فاعلون؟ هل أن البكاء والنحيب وإلقاء التهم واللوم على بعضنا البعض سوف ينهي المشكلة؟ ويعيد أرضنا المغتصبة، أم إن الدفع بقواتنا المسلحة بدون تخطيط مسبق و استهلاك طاقات المقاتلين هو الحل؟

هناك أولويات يجب إدراكها، ومخططات يجب وضعها، بما يتوافق مع الإمكانيات على ارض الميدان وسواء كانت هذه الإمكانيات موجودة ألان أو ستوجد في المستقبل القريب، فان العنصر الأهم في كسب المعركة هو الإنسان، الإنسان العراقي المقاتل على خط النار، أو الموجود في القطعات الخلفية، نعم فكل عراقي شاء أم أبى دخل المعركة، والحمل وان اختلف وزنه حسب المسؤولية، فان لكل منا حصة في حمله.

ربما يدرك الكثير منا أن لهذه المعركة عدة أوجه، العسكري والإعلامي والاقتصادي والسياسي، وما يعقدها كثيرا هو تداخل الأوجه والجوانب فيما بينها من جهة، ووجود عناصر تعمل لصالح الطرفين، أي أنها في النهار مع طرف وفي الليل مع طرف أخر، وتضارب المعلومات من جانب ثالث، ودخول دولة عالمية وإقليمية في صراع خفي فيما بينها لتحقيق سياساتها في المنطقة ولإثبات وجودها.

لقد تغير الموقف كثيرا عن الأمس، ويبدو إن الانتباهة قد حصلت، وها هو جيشنا البطل والقوات الأمنية الأخرى، تواصل تقدمها على ارض المعركة لتحرير مدننا، وإزاء هذا التقدم ، يجب أن يكون هناك قرارات ومواقف سياسية حازمة تدعم الجيش وترفع معنويات الشعب.

لقد تفوق الشعب العراقي الجريح على ساسته واثبت في أكثر من موقف انه الابن البار لوطنه، فمن ملحمة الانتخابات، إلى ملحمة التطوع وحمل السلاح والتبرع بالأموال والمؤن لدعم القوات المسلحة البطلة، وهو لا يريد مقابل ذلك سوى أن يعيش الوطن بسلام، فمتى يتعلم الساسة من مواطنيهم..؟!..سلامي.