كي لا يزايد علي أخد أقول أولا أن حكومة المالكي أخطأت كثيرا في علاقتها مع الاميركان حين أصرت على خروجهم ورفضت إعطائهم الحصانة. لعلها اغترت بنفسها فسرّعت بذلك وأصرت على خروج كامل القوات الأمريكية. ربما كان ذلك بدفع من إيران ، لا ندري ولا تتوفر لدينا معطيات توضح ذلك. لكن انظروا بالمقابل إلى موقف الأمريكان المزري بعد احتلال الموصل ، لاحظوا مغامرتهم السخيفة بابتزارا العراقيين واشتراطهم أن يشكلوا حكومة وطنية مقابل مساعدتهم. أقول مغامرتهم السخيفة لأنهم أعطوا الحكومة ذريعة للاتجاه شرقا، إلى روسيا وإيران لملأ الفراغ الامريكي الواضح وهذا ما جرى حيث اتخذها بوتين فرصة ليبعث الطائرات لبغداد وهو مستعد لفعل أي شيء كي يعود للعراق الذي خرج منه الروس بعد عام 2003 . إيران موجودة أساسا في العراق لكن تخلي الأمريكان عنا سبرر لها التدخل علنا وهو ما سيجري. الأمريكان لم يلعبوها صح هذه المرة. تركوا العراق وسيفقدون كل مصالحهم فيه يوما بعد يوم. سيفقدون تأثيرهم نهائيا في هذا البلد الحيوي. العراق ليس سوريا ولا اليمن ولا السودان. لا بفضل ثرواته فقط بل لمجاورته إيران وتوفره على تراث هائل من العداء للخليج. الروس وايران سيسلحون العراق ويجعلونه ترسانة سلاح تهدد أمن الخليج تهديدا حقيقيا . بل حتى مع افتراضنا بانفصال كردستان وبقاء الموصل والأنبار تحت سيطرة داعش، فهناك 10 محافظات تشكل هوية واضحة ومنسجمة ومن السهل تحولها بسرعة إلى دولة أكثر خطورة بألف مرة مما كانت عليه دولة صدام بالنسبة للخليج .. ما الذي فعلتموه أيها الأمريكان ؟؟ أخطاؤكم لا تنتهي .. ومراهناتكم ليست في محلها أبدا ..
|