المصالحة اساس العلاقات السوية بين بني البشر...فهي انكار للذات وتحرر من قيود النفس..المصالحة كأس مليء بالتسامح والمودة والحب والغفران ولا بد ان يشرب منه كل من له قلب ينبض , وروح تحيي , ونفس تعيش.
المصالحة هي النزوع والميل القلبي والانعطاف الكلي نحو الشيء لانها عطاء متدفق, سعيا وراء تحقيق التوازن المجتمعي والوحدة الوطنية واللحمة الاجتماعية الداخلية.
المصالحة اساس كل خير واساس كل فعل طيب.
المصالحة الحقيقية لا تتقلب مع الايام ولا تبنى على الاحقاد ,بل هي تزرع في نفس المواطن وهي اخلص صفات المروءة التي تمتاز بالشجاعة والسخاء والعفة وشهامة الاخلاق..فقدوتنا رسولنا الكريم (ص) في المصالحة والمسامحة وهو القدوة الحسنة في (عفا الله عما سلف )...واذهبوا انتم الطلقاء..والتعايش حتى مع اليهود والنصارى والمشركين.
المصالحة الوطنية كانت اكذوبة وها هي نتائجها السيئة في جعل العراق هش البنيان مقسما لا يقوى على التقدم والنهوض الى ما وصلت اليه بلدان العالم...ووزارة المصالحة عبارة عن وزارة ميتة لا وجود لها .
فكانت مصالحة شرم الشيخ ومصالحة الطائف ووثيقة السلم...كلها حبر على ورق.
فالقتل ,الاقصاء, التهميش ,التشرذم, التفسخ ,الطائفية,التهجير, الفقر,البطالة, والاعتقالات العشوائية, وقطع رواتب الصحوات واغتيال اغلب قادتهم والهيمنة على مقراتهم وهم الذين وفروا الامن والامان طيلة السنوات الماضية في المناطق الغربية من العراق وحماية الطرق الدولية بين بغداد والاردن وسوريا والسعودية.
هذه احقاد مرعبة ومخيفة استغلها الانتهازيون والمنافقين وتجار الدم التي جعلت وولدت حاضنات لجرذان "داعش " وفئران القاعدة والمتأسلمين حاملي الفكر الوهابي التكفيري الظلامي.
ان اول خطوات المصالحة هي المصالحة (المجتمعية ) وتكون النواة لاجراء مصالحة شاملة في خطوات تدريجية منها – تعديل والغاء بعض مواد الدستور العراقي الذي كتب على عجل – الغاء قانون المخبر السري وما سببه من كوارث بحق بعض الابرياء – العفو العام الذي انتظره الجميع منذ سنين ولم يتنفذ وجاء وقته ونحن في شهر رمضان الفضيل ومقبلين على عيد الفطر المبارك – ارجاع الصحوات ومنحهم امتيازات اكثر وانشاء وزارة خاصة بهم مثل وزارة البيشمركة لكي يبتعدوا عن الوضع المليشياوي الذي هو خارج سيطرة الدولة – الغاء اجتثاث البعث والمسائلة والعدالة وقد مضت عليه اكثر من 12 سنة ونحن نعلم ان اكثر البعثيين الكبار من الجيش والشرطة والمدنيين هم في مفاصل الدولة وان قرار الاجتثاث مطبق على الفقراء فقط من معلمين واطباء واساتذة وموظفين صغار لا حول لهم ولا قوة في قرار(ناس وناس ) – هيكلة الجيش العراقي على اساس وطني بعيدا عن الطائفية , وعودة ما تبقى من ضباط ومنتسبي الجيش السابق وارجاع التجنيد الاجباري وخدمة الاحتياط بقانون جديد يتلائم مع معطيات العصر الحديث – صياغة قانون محاربة الطائفية بالسجن والغرامة لكل من يتحدث او يفتي بفتاوى طائفية وغلق وسائل الاعلام التي تروج للطائفية ومنع السياسيين والبرلمانيين من التحدث عبر الاعلام عن المسائل الفقهية والدينية التي هي من غير اختصاصهم.
الوطن هو الاسرة التي ننعم بدفئها , فلا معنى للاسرة دون وطن ولا معنى لوطن يبنى على الاحقاد, ولا معنى لمصالحة كاذبة....
وطني لو شغلت بالخلد عنه..............نازعتني اليه في الخلد نفسي
والمصالحة هي اعادة النسيج المجتمعي الوطني الذي كنا عليه,واستقطاب الشباب الاصحاء الاقوياء الواعدون الذين هم من يبنون الوطن...ومجموع كفاءات افراد الدولة هو الذي يكون عظمتها بالمصالحة الشاملة وعدم التهميش والاقصاء....والله يحب المحسنيين.....!