يتعرض نبي الرحمة الأكرم ، محمّد صَلَّى الله عليه و آله و سلّم ، حالياً ، إلى هجمة إعلامية شرسة ، " أبطالها " فوضويون إلحاديون يحاولون استثمار ظروف عدوان عصابات داعش الإرهابية في تشويه سيرة النبي الأكرم ، تعبيراً عن معاداتهم المتأصلة في نفوسهم المريضة ، لكلّ ماهو نيّر و روحاني و سماوي . و يدّعي هؤلاء ، في كتابات مريضة تنشرها مواقع عراقية عديدة ، إن ما يفعله مجرمو داعش من اعتداءات على الأعراض و الحرمات في الموصل و غيرها إنما هو استنان بسنّة النبي محمّد ( معاذ الله ) بعد هجرته من مكة إلى المدينة ! و يزعم الفوضويون الإلحاديون المذكورون أنّ قيام عصابات داعش بإنشاء ما يسمى بمجتمع المهاجرين و الأنصار في الموصل تمهيداً لإجبار أولياء الأمور على إعطاء بناتهم للمجرمين الأجانب لممارسة الجنس معهن إنما كان قد فعله النبي محمد ( و العياذ بالله ) من قبل عندما " أجبر " حسب مزاعمهم سكان المدينة على تطليق نسائهم و تقديمهن بالإضافة إلى بناتهم و أخواتهم إلى المهاجرين للغاية نفسها ! و يتناسى هؤلاء أن النبي الأكرم كان في صدد بناء مجتمع مبدئي نموذجي من الصفر ، يؤلف المهاجرون المضحون و الأنصار المحتضنون نواته الأولى ، و أنّ ما بادر إليه الرسول الأعظم كان في إطار الرضا و الإيمان و القبول المطلق و الاختيار الكامل ، و لم تكن فيه ذرة إجبار ، و كانت مادته الأولى تعدد الزوجات المعروف في الجاهلية ، أي أن الأنصاري الذي كانت له زوجات متعددات يطلّق إحداهن أو أكثر باختياره و اختيارها و رضا الطرفين ، ثم تتمّ عدّتها الشرعية ، و تتزوج مهاجراً على سنّة الله و رسوله ، و لم يكن الهدف استمتاعياً أو شبقياً بحتاً ، كما يحلو لهؤلاء الإلحاديين و من قبلهم المستشرقين ، بل كان رسول الله الأعظم و خاتم النبيين ينشىء أمة ، يتطلب إنشاؤها تكاثر عدد و توافر قوة بشرية ، على مدى عقود من الزمن ، فضلاً عن أن المهاجرين الذين تركوا وراءهم أهلاً و مالاً و ثروات كانوا يحتاجون أيضاً إلى اُسر تشدّ أزرهم و تخفف غربتهم و تذيبهم في المجتمع الرسالي الجديد . كما عجز متطرفو داعش و القاعدة و الوهابية عن تشويه صورة الإسلام الحنيف في العالم و في النفوس ، حتى اعتنق هذا الدين القيم الملايين منذ أحداث 11/9/2001 الإجرامية في نيويورك ، كذلك سيعجز متطرفو الفوضوية و الإلحاد المتساقطون حتى من أحزابهم السابقة عن تشويه سيرة النبي و تلويث تاريخ هذا الدين ، بإذن الله .
|