إفراط بالتفائل... إنها حرب الإنابة

 

يُدهشني بعض الجهابزة عندما يقولوا أن فلان أو فلان ، سيُرجع العراق كما كان ، موحّد بإرضه وشعبه ومكوناته . . . . أضحك من الألم لغباوة هذه الفكرة وصاحبها .
فقد كنت أتمنى أن يقبل عقلي هذه المقولة ، بل أدعوا الله صادقاً مخلصاً أن تتحقق هذه المقولة ، لكني أرى أن هناك إستحقاقات ووقائع جديدة ، وأحلام قد تحققت للبعض ، (محلية كانت أو إقليمية) ، فرضت نفسها على أرض الواقع وعلى الجميع ، ولايمكن لعاقل حصل عليها أن يتنازل عنها لعيون الشعب العراقي والعراق .
لقد تداخلت الخلافات وتحوّلت لإختلافات لايمكن فك شفرة رموزها ، وتقاطعت المصالح وأصبحت فوق قدرة أحد لرسمها من جديد .
فقد فرض الواقع ان هناك شعب شيعي وشعب سُنّي وآخر كردي يعيشون في مساحة مشتركة من الأرض ، لا يمكنهم أن يتوافقوا فيما بينهم على أبسط الأشياء ، وترسخ هذا المفهوم عند الجيل الجديد تحت مسميات المظلومية وإستعادة الحق من الجهة ، والإقصاء والتهميش وإسترداد ماضاع من جهة ، والحلم الكبير الذي طال إنتظاره وعلى وشك التحقق عند الجهة الثالثة .
فهل سمعت انه يمكن لم الماء بعد طشّه على الارض ؟؟؟
فللتاريخ أرشيف يمكن الإستفادة من دروسه ، فاليوم في العراق لا يمكن للسيد المالكي او أي أحد سيأتي بعده او بعده ، أن يُعيد توحيد العراق من جديد ، لأننا سائرون بخطى سريعة نحو التقسيم ، ولانه مُخطط مُحكم تم تنفيذه بدقة وإتقان ، ومع الاسف شارك الجميع به بقصد او بدون قصد ، وتحت مسميات عديدة .
مُخطط خارطة الشرق الأوسط الجديد التي تحوي على دويلات ضعيفة لا قيمة لها حتى على الورق ، تتقاتل وتتطاحن فيما بيها لتكون مقبرة لكل من يُهدد إسرائيل والشيطان الأكبر ، وبأيادي ونقود الوكلاء .
إنها حرب الإنابة . . .
لقد سبق السيف العذل !!!!
حسبي الله ونعم الوكيل .
والله من وراء القصد .