بأنتظار سوار الذهب العراقي

بعد ان اشهر السياسيون افلاسهم وهذه المرة بشكل صريح علني و بدون مواربة و نزعوا عن انفسهم حتى تلك الورقة التي يستتر بها و كشفوا عن اهدافهم بشكل واضح لا لبس فيه و لا غموض و بان زيف كل تلك الدعاوى و الشعارات التي تتغنى بالوطنية و حب الوطن

كان كل ذلك من اجل غنيمة المناصب فالجميع لا يريد ان يتزحزح من مكانه و لا عن وظيفته الرفيعة التي استحوذ عليها بأسم الشرعية الأنتخابية و هم يعلمون جيدآ ان عدم الكفاءة و قلة الخبرة بالمنصب يفقده تلك الشرعية المستمدة من الأنتخابات و هؤلاء كلهم و بلا استثناء و نعني بهم شاغلي وظائف الدولة الرئيسية اثبتوا و خلال السنين الماضية انهم غير اهل لتلك الثقة التي منحت لهم و هم غير جديرين بالمناصب التي استولوا عليها بدليل فشلهم الذريع في ادارة امور الدولة و المواطنين و هم مع كل هذا الفشل الجلي متمسكون بمواقعهم رغم ان الدولة تعاني من أزمات حقيقية خطيرة و في كل المجالات و كان آخرها القشة التي قصمت ظهر الدولة و قسمت المتبقي منها حين اجتاحت عصابة من المجرمين البلاد و احتلت أجزاء واسعة منها و اقامت دولة الخلافة فيها و كأننا امام مشهد سينمائي لأحد افلام ( الكابوي ) .

بعد كل تلك السنين التي اعقبت سقوط نظام ( صدام حسين ) لم يعد هناك من حجة او ذريعة لهؤلاء ( الحكام ) كي يجدوا تبريرآ آخر لأخفاقاتهم الجسيمة و اخطائهم الكبيرة التي افقدتهم الشرعية الشعبية التي طالما صدعوا رؤوسنا بالحديث عنها و كأنها وثيقة ألهية منحتهم حصانة مطلقة لفعل أي شئ دون حسيب او رقيب .

هؤلاء المتسلطون على شؤون البلاد لم يفقهوا من امور الحكم شيئآ و هم بدل ان يتداركوا الأزمات و يدفعوا بها بعيدآ قدر الأمكان و ان يديروا تلك الأزمات و المشاكل ان حدثت بكثير من الحكمة و العقلانية كما هو ديدن الحكام تراهم انفسهم يخلقون الأزمات و يبتكرون المشكلات و يتركونها تتفاقم و تستفحل لتصبح مشاكل متأصلة و مستعصية على الحل , فقد أهدروا ثروات الدولة و عرضوا أمنها للخطر الجسيم و ها هي بعد اكثر من عشر سنين عجاف من حكمهم توصف بالدولة الفاشلة العاجزة عن حماية حدودها و حماية ارواح ابنائها و ممتلكاتهم و تقديم الخدمات الضرورية لهم .

هاهم يستجدون الدعم الأمريكي و يستنجدون بهم في المساعدة لصد عدوان عصابة من الأشرار أحتلت ثلث البلاد بعد ان امتلأت وسائل اعلامهم بشعارات اخراج المحتل الأمريكي و سيادة الوطن و يوم السيادة دون ان يكون لهم من الأمكانات الحقيقية لحماية هذا الوطن من اعتداء صغير نفذته زمرة من الأشرار فقد عرضوا أمن البلاد للخطر و لم يتمكنوا من دفع العدوان و أستبدلوا المحتل الأمريكي بآخر متخلف و بدائي .

بعد هذه السنين الطوال لهم في دفة الحكم و مع كل هذا الفشل المرير في أدارة السياسة الداخلية و الخارجية للبلد لذلك ليس لهم الحق و لا الشرعية في ان يستمروا في سدة الحكم , لقد تعامل هؤلاء مع الوطن و الدولة على انها غنيمة من حقهم تقاسمها و توزيع مناصبها فيما بينهم و أتخذوا من صناديق الأقتراع دروع تحميهم من الأنتقاد و المحاسبة و أذا كانت الأنتخابات قد جاءت بمجرمي حرب كما حدث في المانيا الهتلرية فأنها أتت بجهلة لا يفقهون شيئآ في العراق .