صورتان لتشوه عقلي واحد |
تكاد لا تجد شيعيا واحدا يجهل اباحة الماء لمعسكر معاوية بن ابي سفيان في عورة المسلمين الصغرى (معركة صفين) . ففي الروايات الموثوقة ان جيش البغي سيطر على الفرات لمنع جيش الامام علي "ع" من الشرب لقتله عطشا من دون اشتباك ، ليكفي الله المؤمنين القتال !!! بعد معركة خاطفة استعاد جيش الامام السيطرة على الماء فأباح لاعدائه اخذ كفايتهم منه ولم يقابلهم بالمثل لان عليا هو علي و معاوية هو معاوية وشتان بين التبر و التبن . ولاعجب في ذاك ، فأبو الحسن هدية رسول الله للبشر ولا تتوقع منه الانسانية اقل من هذه الفتوة الاسطورية . ومعاوية هو رذيلة هند الاموية التي جرّت وتجر علينا الويلات الى يومنا هذا . بعد ذاك التاريخ بنحو ربع قرن وقف الحسين بن علي "عليهما السلام" باكيا على قوم سيرِدون الحامية بجريرة قتله الظالم . وقبلهما معلمهما الاول النبي محمد "ص" ضرب لنا في علو النفس ورفعتها المثل الاعلى حتى نقل عنه قوله الشريف "اياكم والمثلة ولو بالكلب العقور " . كل هذا يعرفه القاصي والداني وربما يعرف تواريخه وشخوصه بدقة اكثر من ماكنة البحث گوگل ، لكن عندما يحين الوقت لِتمثُل هذا النفوس الرفيعة ، نسقط في اول اختبار ، حتى كأن " لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة " كانت تخاطب الجن والملائكة ولا علاقة لها بالانس . في كل يوم تطالعنا وصلات فديو عبر الفيس بوك و يوتيوب منفرة تكشف لنا بشاعة ما وصلنا اليه من سقوط وانهيار ورذيلة وانحطاط لا تعرف الحدود . فالكل يتفنن ويتسابق في اظهار الظلمة الموحشة التي وصلت اليها القلوب . افهم عندما تنشر شراذم تكفيرية متوحشة وصلات فديو خارجة من عمق كهوف التاريخ ، لكنني لم ولن افهم كيف لشخص او مجموعة تتسمى بعلي والحسين والعباس ، ثم تتباهى بنشر كل ما يغضب الله والضمير وعليا والحسين والعباس (عليهم السلام) . الفتنة الكبرى ليست فيمن ينشر ويتبادل هذه المقاطع . الكارثة فيمن يرتكب مثل هذه الجرائم وهو منتسب لكيان عريق مثل الجيش العراقي ، الذي يفترض فيه الترفع على مثل هذه الصغائر . آخر رذيلة وصلتني متضمنة تهديدا باخراجي من الملة مالم انشرها ، عبارة عن مقطع فديو يصور جنودا عراقيين يقطّعون برصاص بنادقهم اربا اربا جثة لداعشي مزعوم بعد ان علقوه - فيما يبدو - على سبطانة دبابة . الانكى من كل ذلك ان صفحة البطولة والفداء هذه تنتهي باهزوجة - هوسة - " سيد وابن السيد ... كل احنه جنودك " ، في اشارة واضحة لفتوى المرجع السيد علي السيستاني الاخيرة التي دعا فيها الى الجهاد الكفائي ... يا انتم ، في اي موقف وضعتم من يدافع عن بطولاتكم و تضحياتكم ؟ ها انتم نسخة طبقة الاصل لمن ارتكب ويرتكب اشنع الجرائم بحق الانسان والانسانية ولا ترف له جفن ، فما فرقكم عنهم اذن ؟ ونحن نعيش شهر شهادته الخالدة اوصى الامام علي "ع" ولديه البارين وهو مطعون في غرته بان يعامَل اشقى الاشقياء ضيفاً . ومن ظن ان هذه الوصية محصورة في الامامين الحسنين فقد اضل وضل السبيل ، انها نهج عام ودرس عملي قدمه الشهم ابن ابي طالب للخاصة والعامة وهو معلق بين الحياة والموت . هل تعلمون الان اي هدية نقدمها على اطباق من ذهب للدعش والداعشيين ؟ صياما مقبولا.. |