العدوان الثلاثي على العراق!!

يجوز المراهنة على صحوة ضمير سياسية في العراق، ما يجعل من المطالبة بالتغيير الحقيقي مسؤولية تاريخية، حيث نسي الجميع عمليات القتل الجماعي و نزيف الدم المتواصل و التخريب الاجتماعي و ذهبوا الى جلسة النواب بخفي حنين للحصول فقط على حصانة دستورية ستبقى منقوصة مثل سيادة العراق المستباحة ايرانيا و أمريكيا و بنغاليا و روسيا و تركيا و اقليميا، حيث الجميع يدافع عن مصالحه القومية باستثناء الحكومة العراقية، التي شاركت عن طيب خاطر في خلخلة الشعور الوطني لصالح الولاءات المذهبية!

العراق على مفترق طرق تقود جميعها الى المجهول طالما ظلت المواقف متراخية و تقبل الاجتهاد ، فحتى المرجعيات الدينية التي اقحمت نفسها بالسياسة لم تضع النقاط على الحروف، فالمطالبة شيء و اصدار الفتوى قضية أخرى، فالمواطن يلتزم بالتشريع و يغض الطرف عن المطالبات أو التحذيرات، و نحن هنا لا نضع اللوم على المرجعيات المختلفة لأن " طفل الاحتلال " ولد مشوها و لا يقوى على الحركة بدون صكوك غفران مقابل عدوان ثلاثي على العراق تشترك فيه امريكا وايران وسوريا في سابقة غريبة تتقدم فيها المصالح الأستثنائية على الثوابت لمنع انضاج مشروع عربي يخرج من عباءة الانتماء القومي الرافض للهيمنة الاجنبية على غرار توجهات خمسينيات القرن الماضي !!

ليس خرقا دستوريا المطالبة بالحقوق وليس هناك من نصوص تحرم على المواطن قول كلمة الحق، ومن غير المنطقي تحويل كل الثائرين الى قطاع طرق أو خارجين عن القانون، فذلك يعني أن جميع العراقيين مسلوبي ارادة مشروع الاحتلال، و تلك تهمة خطيرة للغاية فقد رفع العراقيون السلاح و قدموا الشهداء للمحافظة على سيادة وطنهم لكنها " عاصفة الشر" كانت عاتية و الموقف العربي لم يكن ناضجا مثلما هو الحال اليوم، فاستقرار العراق يعني رخاء و آمان وعكسه حالات طواريء مفتوحة، خاصة عندما تتحول ايران الى صاحبة القرار و الحاكم بأمره.

و لأن السياسيين في العراق يسمعون الصدى فقط فقد تفاجئوا باتساع دائرة الأحداث ففشلوا في قراءة النتائج ليدخلوا كما هو معروف في نفق التبريرات و التخوين والمناكفات، وقد لا يخرجون عنه، لأن الأوضاع على الأرض تجاوزت قدرتهم على المعالجة، ليضع قائد القوات الأمريكية الجنرال ديسمبي النقاط على الحروف بعدم تفاؤله بقدرة القوات العراقية على استعادة الأراضي التي خسرتها منذ العاشر من حزيران الماضي، و احتمال استخدام مطار بغداد لاجلاء رعايا بلاده وقواته، فيما يقول خبراء ان خروج منابع المياه عن سيطرة الحكومة يعني أن المعركة شبه محسومة لصالع اللاعب على الأرض، و الذي يقول خبراء انه عراقي الهوى و الانتماء، يرفض فكرة التطرف و الغلو ولا يقبل الهزيمة على ايدي قوات ايرانية و ميليشيات طائفية!!

وفي هذا السياق نود التأكيد على قضيتين رئيسيتين، تتعلق الأولى باستحالة سيطرة أي فريق على الأرض بدون حواضن شعبية، و لان الحكومة أقصت نفسها عن الشعب بقرارات لا نود الخوض في تفاصيلها رفضا للتكرار الممل، فاننا نقول ان مطالب الشعب ستأخذ طريقها الى التنفيذ من باب فول نجم بعض السياسيين، الذين دخلوا ربع الساعة أ أنصاف الحق لا اكثر، بينما تخص الثانيةتكرار تجربة الملاحقات قلبل الرحيل " غير المتوقع" الى عواصم المعارضة و أخواتها الأخير ق

القضائية ، التي تلاحق البعض في حلهم و ترحالهم عندما يتبصرون بحكم مترامي لاكثر من 30 عاما و تجربة كسيحة لمدة 10 سنوات.

ان طوفان ما بعد 10 حزيران سيجرف معه مشاريع عبثية و فسادا غير مسبوق، وأيضا توجهات خراب انهكت هيبة الدولة عسكريا و دبلوماسيا و اقتصاديا، حيث تحول التدخل الخارجي الى صداقة حميمة وبات المواطن عدوا متنقلا و مثقلا بالظلم و عنجهية اللاوعي الحاكم، لذلك نقول ان صفحة عراقية سيتم تدشينها خلال ايام بوجوه تقرأ بعينين و لا ترى العالم بعدسة ايرانية أمريكية، وداعا لرجال مرحلة ترهلوا دون أن يقدموا شيئا و القائمة تتسع لأكثر من المالكي و النجيفي و الطالباني ، لذلك ستكون الأيام القليلة المقبلة حبلى بمفاجئات التغيير المفروض بارادة شعبية لا مدرعات احتلال أمريكية!!