في غضون اقل من شهر اعلنت "داعش" دولة الخلافة "حتة وحدة" بلا احم ولا دستور. وفي غضون اقل من شهر ظهر "الخليفة" ابو بكر البغدادي ليكرر بعد اكثر من 1400 سنة ما كان قد قاله الخليفة الاول ابو بكر الصديق لاسيما مقولته الشهيرة "اطيعوني ما اطعت الله فيكم فان عصيته فلا طاعة لي عليكم". في الحقيقة لا اعرف تسلسل البغدادي في قائمة الخلفاء طوال العهود الاسلامية من راشدية واموية وعباسية وفاطمية وعثمانية و.. داعشية. لكن هذه على اية حال ليست هي المشكلة في حال تحقق الفريق قاسم عطا من التسجيل المنسوب للبغدادي.الاميركان احتاروا في تسجيل البغدادي وربما اهتدوا الى نصف الحقيقة. لكن الفريق قاسم عطا ذو الوجه المتفائل دائما طمأن الشعب العراقي بخصوص التسجيل. فالقصة سواء بالنسبة للاصدقاءالاميركان او لنا او للاخوة المتخصصين في شؤون الجماعات الاسلامية مثلما تصنفهم الفضائيات الصديقة والمغرضة على حد سواء هي هل الذي ظهر هو البغدادي بشحمه ولحمه ام شخصا اخر مثلما افتى مجلس محافظة نينوى مشكورا؟ مجلس نينوى الذي يعقد اجتماعاته في مناطق "متنازع عليها" مع داعش هذه المرة لا مع اقليم كردستان يقول ان من ظهربالتسجيل التلفزيوني من احد مساجد الموصل هو ابو بكر الخاتوني وليس البغدادي.
اذن لديهم شخص اخر يرتدي عمامة سوداء وملابس عباسية الطراز وساعة روليكس قيمتها 6000 الاف دولار واسمه الخاتوني. ليس هذا فقط ,فالبغدادي الذي يقال انه يسير في موكب باكثر من مائة سيارة (اكثر من مواكب زعمائنا حفظهم الله ورعاهم) لم يتوان عن اصدار الاوامر بتعيين وال اصيل على ناحية السعدية بديالى وليس بالوكالة مثل مناصبنا التي تدار كلها بالواو بدء من وزارة الدفاع بقيادة سعدون الدليمي حتى كلية الاعلام بقيادة هاشم حسن. العملية السياسية لداعش تسير على قدم وساق. خلفاء وولاة ومسؤولو اعلام ومالية وداخلية ودفاع وكلهم اصلا لا وكلاء. لاتنسوا ان هذا حصل في اقل من شهر. بينما لاتزال عمليتنا السياسية تحبو وعمرها تعدى العقد من السنوات. كل جنرالات الجيش الاميركي حملوا نجومهم الاربع بسبب معارك خاضوها في جرف الصخر وعامرية الفلوجة والنباعي وجبال حمرين والغزالية وابو غريب. كل الدبلوماسيين الاميركان ممن لمعت اسماؤهم في عالم الدبلوماسية طوال هذا العقد تعلموا الحجامة برؤوس اليتامى العراقيينبدء من خليل زاد وانتهاء بجيمس جيفري مرورا برايان كروكر. كتب المذكرات التي الفها المسؤولون الاميركان بدء من جنود سجن ابو غريب حتى بوش الابن وكوندليزا رايس لاتزال تحتل قائمة الكتب الاكثر مبيعا. مع ذلك لاتزال عمليتنا السياسية عرجاء , شوهاء, قرعاء, بل قل "سودة ومصخمة". لا ينفع معها دستور ولا انتخابات ولا اجتماعات ولا لقاءات ولا مؤتمرات ولا مواثيق. المحصلة ان احتلال ثلث ارض الوطن لم يحفز اعضاء البرلمان الى عقد جلسة عادية بنصاب كامل وليست طارئة ـ فالقضية لاتتعلق برواتبهم وامتيازاتهم ـ لان ما يهمهم ليس تحرير ما تم احتلاله بل كيفية تقاسم المناصب ومن بعدها التفرغ للتاكد من صحة الشريط .. هل هو للبغدادي ام الخاتوني ام .. لعباس جيجان؟