أول رقص المجلس حنجله

في الوقت الذي يمر به الوطن بأخطار هائلة ومخيفة تتصارع فيه الكتل " السياسية" من أجل مصالح شخصية , بحيث يبدو لشعبنا إنها لا يجمعها جامع وهو حب الوطن بل مصالح أنانية ضيقة , فبعد الإنتخابات وفوز بعض الوجوه الجديدة وعودة بعض الوجوه الكالحة ورغم إن سمعة المجلس المنتهية صلاحيته لم تكن بمستوى الأحداث ولم يكونوا بمستوى الواجب المطلوب منهم بحيث بقيت الكثير من القوانين معطلة وأهمها " الميزانية" و" قانون النفط والغاز" وقانون الأحزاب وغيرها من القوانين المهمة لحياة شعبنا ومستقبله بل إنصبّ إهتمامهم لمصالحهم , ولكن الآن يتعرض العراق الى أخطار محدقة بتفتيته وتقسيمه بعد أن سيطرت عصابات إرهابية تكفيرية " داعش" على الموصل وغيرها من القرى والمدن في صلاح الدين وديالى وإعلان " الدولة الإسلامية " !! وبدلاً من الإسراع في إتخاذ قرارات مهمة في مجلس النواب الجديد وتشكيل الحكومة لمجابهة هذه الهجمة الإرهابية يتلكأ " النواب" الجدد ويؤجلون الإجتماعات ويسوفون في إنتخاب رئيس المجلس ورئيس الجمهورية والوزراء والصراع على الأسماء ورفض هذا وترشيح ذاك حسب النوايا والأهواء , وكإن الوقت في صالح الحياة السعيدة المنتشرة وكإنه ليس هناك وحوش بشرية تسفك الدماء وتزهق الأرواح وتهدك المساجد والكنائس , ومن هنا يتأكد لي و لغيري من الناس المتابعين من كتّاب وسياسيين مهمشين بأن المجلس الجديد بدأ بداية سيئة وغير مبشرة بخير أو تغير عن سابقه , و من حنجلة المجلس في بداية نشاطه وعدم توافقه وتأجيل إجتماعاته وتسويف البعض وغياب البعض الآخـر يصيب شعبنا بإحباط بعد أوصلوا الى المجلس بعض الوجوه القديمة التي لم تقدم خيراً سوى " الجعجعة " مما يجعله يتمنى لو تعود عقارب الساعة للوراء ليمتنع عن إنتخابهم !


في الوقت الذي يتعرض فيه العـراق الى هجمة إرهابية تهدد كل شبر في أرضه وكل مواطن سواء مسلم أو مسيحي أو صابئي أو شبكي أو أيزيدي أو عربي أو كردي أو تركماني أو و أو .. لا أعلم هل سيقف إرهاب " داعش" عند مذهب أو رأي ! وهل سوف يكون هناك رأي وسط أو مغاير سوف تتغاضى عنه هذه الوحشية الإرهابية " الإسلامية" , لذا على كل فئات شعبنا وكل مذاهب شعبنا وكل قوميات شعبنا أن يتحدوا ويواجهوا الإرهاب وقفة رجل واحد ويد ضاربة بشدة على رأسه الوضيع وإلا سوف يُداسون بأقدام " الغزاة" وأمامنا " الموصل" ماثلة للعيان وماذا تفعل " داعش" الإرهابية بأهلها ! وعلى البعض أن لا يتصيد في الماء " العـكـر" ليحصل على منافع سواء مادية أو سياسية , وإنما دعم كل جهد قتالي ودفاعي وسياسي يعيد العراق دولة يُهاب طرفها ويُخطب ودها , أما أن يبدأ مجلس النواب الجديد بمناكفات ومشاحنات ومعارك لا تغني و لا تسمن والخطر الإرهابي بات قاب قوسين أو أدنى على أبوابهم إنما يدل على عدم جدية هذه المجموعة البائسة في قيادة الحياة النيابية بسلاسة وإخلاص وشرف وإهتمام بمتطلبات شعبنا وتطلعاته نحو حياة سعيدة والعمل على إستـتـباب الأمـن , الأيام المقبلة حُبلى بالأحداث والمتغيـرات و علينا أن نكون بمستوى الأحداث والمفاجئات و أن نقف على أهبة الإستعداد لحماية هذا الوطن وشعبه مهما كانت توجهاتنا السياسية والقومية والدينية والمذهبية فالوطن للجميع وعلى كل السياسيين أن ينظروا نظرة واحدة لكل مواطن على إنه عـراقي يتمتع بكامل حقوقه بغض النظـر عن دينه ومذهبه وقوميته وبهذا نستطيع أن ندحـر الإرهاب ونوجه سهام بأسنا وتوحدنا الى نحـره القذر , وحتى لا يبدأ مجلس النواب مسيرته التي تمتد الى أربع سنوات بتعثر وتبعثـر وحنجلة مـما يُعـَـرّض العـراق الى ما يحـمـد عقـبـاه , آمـل أن يضعـوا وطنهم و ما يتعرض له من أخطار نصب أعينهـم و يضعـوا مصالح شعبهم في مقدمة إهتماماتهم وأهدافهم ومسيرتهم وجهودهـــم .