النائب الموتور وعقدة الطائفة

إن لم تستح فأصنع ما شئت .. هذا المثل ينطبق كثيراً على بعض ساستنا، الذين لم يهتموا أو يتأثروا بكل الذي يحدث في العراق، ومازالوا غير مهتمين بغير مكاسبهم وطائفيتهم وتحزبيتهم، فتراهم بين الحين والآخر يخرجون علينا بتصريحات ساذجة ومزعجة وموتورة، تنم عن عدم وجود الحس الوطني والإنتماء لهذا البلد.
أحد النواب خرج علينا قبل يومين بتصريح أقل ما يقال عنه انه ساذج وصادر عن شخص بليد لاينتمي إطلاقاً لهذا الوطن المبتلى بأمثاله، فهذا السياسي خرج ليطالب الحكومة باقامة دعوى قضائية دولية ضد (سوريا) بتهمة التجاوز على السيادة العراقية من خلال طلعات جوية لضرب الإرهاب داخل الحدود العراقية، فيما لم يفكر هذا السياسي الموتور بإجتياح الإرهاب الداعشي لقدسية الأرض العراقية، وإحتلال تلك الأراضي في الأنبار التي هي مدينته التي يسكن فيها هو وعشيرته، وكذلك في الموصل وصلاح الدين وديالى وكركوك، فهذا الموتور لم يفكر يوماً ان يطالب بتقديم دعوى قضائية ضد الدول التي ساهمت بإدخال التنظيم الإرهابي الدموي المسمى (داعش) الى العراق، والإعتداء على حرمات ومقدسات الوطن وسبي نساء تلك المدن، وإجبارهنّ على ممارسة مايسمى (جهاد النكاح).
لماذا لم نسمع هذا الموتور وهو يطالب على سبيل المثال بتقديم دعوى قضائية ضد دويلة (موزة) وأقصد (قطر)، التي تتبنى وتدعم كل العمليات الإرهابية التي تحدث في مدن العراق؟، وكيف لم يتأثر بدعم (السعودية) لهم وفتح حدودها على مصراعيها أمام القتلة والمجرمين والسفاحين الذين يدخلون العراق لقتل الأبرياء من أبناء شعبنا؟، وماله وقد إلتزم الصمت أمام الأفعال المشينة التي ترتكبها (تركيا)، بحق شعبنا عندما تتدخل علناً بكل الشأن السياسي العراقي من دون خجل، وتمارس فرض وصايتها على السياسة العراقية من دون ان يتأثر الموتورون أمثال هذا النائب الساذج، الذي دفعته طائفيته وأجنداته الخارجية التي يعمل وفقها الى عدم رؤية السيادة العراقية الا من منظار (سوريا) البلد المتأثر مثلنا بسياسات البلدان التي ذكرتها، والتي أحالت تلك البلاد الى خرائب بسبب تآمر العرب والترك ضدها، ودفع الآلاف من الإرهابيين الى داخل مدنها، ليحيلوا أيام شعبها الى جحيم لايطاق.
أيها الموتور، وأنت تقدم نفسك بكونك غيوراً على السيادة العراقية، أتمنى عليك ان تكون شجاعاً وتذهب للدفاع عن السيادة المنتهكة من قبل الداعشيين في مدينتك التي انتهكت فيها الأرض والأعراض، وجد لنفسك دوراً تدافع من خلاله عن أهلك ونساء مدينتك اللوات مازلن تحت رحمة الداعشيين والمجرمين، وكفّ عنا سذاجة طرحك، فقد مللنا التصريحات الطائفية الغبية، وسئمنا كل من هم على شاكلتك، من الذين يجعجعون كثيراً في مدن الخراب ولا ينتجون غير الضوضاء.