لأنه يقرأ ويكتب أصبح من حماية الزعيم !!! |
( حميد جابر عبود عيسى المطيري ) من مواليد بابل الحلة عام 1939 م ، نجح من الثالث المتوسط الى الرابع الإعدادي ، ولظروف خاصة لم يستطع أكمال دراسته ، أبلغ رسميا بوجوب مراجعة دائرة تجنيد الحلة يوم 1 / 1 / 1958 م لغرض السوق للخدمة العسكرية ، بموعده المحدد راجع دائرة التجنيد وبلّغ بموعد سوقه الجديد وهو 2 / 9 / 1958 م ، صبيحة 14 تموز اندلعت ثورة 58 الخالدة بقيادة الرمز العراقي الشريف الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم رحمه الله ، وبنفس موعد سوق الجندي المكلف ( حميد ) ألتحق الى مركز تدريب الحلة وبدأت صفحة جديدة بحياة الجندي المكلف ( حميد المطيري ) . مركز تدريب الحلة : داخل مركز تدريب الحلة ومن اليوم الأول سأل الضابط من فيكم يقرأ ويكتب ؟ ، أكثر من واحد رفع يده دلالة أنه يقرأ ويكتب ، ولأن ( حميد ) خريج الدراسة الابتدائية ولم يكمل المتوسطة كان أكثرهم وجاهة ومقبولية لذلك جعلوه مسئولا عنهم ، أخبره الضابط أن عليه أن يأخذ مجموعته المؤلفة من ستة أشخاص الى أحدى القاعات وأغلقت القاعة عليهم ، يقول بقينا في تلك القاعة لحدود الساعة الثالثة عصرا ، جاء أحد الضباط وهو يحمل معه كتاب نقلنا الى وزارة الدفاع العراقية ، قادونا الى محطة القطار برفقة عريف انضباط مأمور وأنطلق بنا القطار لبغداد ، وصلوا لبغداد ليلا وكانت سيارة عسكرية تنتظرهم مع آخرين في محطة القطار وباتوا ليلتهم الأولى كحماة للوطن في مقر وزارة الدفاع . ( وصفي طاهر ) يلتقي المراتب في وزارة الدفاع العراقية : صبيحة يوم الثلاثاء من الشهر التاسع عام 1958 م كنا وكما يقول حميد مجموعة تصل لحدود 50 جنديا من مختلف المحافظات العراقية ، وبخاصة محافظات الوسط والجنوب ، كلنا نرتدي الملابس المدنية ، أعطونا ملابس عسكرية وحذاء ( بسطال ) موضوعة بكيس كتاني كبير ، قالوا خذوها معكم وحاولوا إصلاح مقاساتها لتتلاءم مع مقاساتكم ، واستمعنا نحن الجنود لمحاضرة ألقاها ضابط برتبة نقيب تخص الجيش وكتمان الأسرار والضبط العسكري ، وبعد أن أنهى محاضرته قال لنا سيأتيكم ضابط وبرتبة كبيرة يريد أن يتحدث معكم ، دخل لنا ضابط طويل القامة جميل جدا يرتدي قميصا نصف كم ( نص ردان ) ، ويضع على رأسه ( السدارة ) ، وبيده عصى يسمونها عصى التبختر استطعت تمييزها ، أنها غصن شجرة النارنج ، ضحك بوجه الجميع وهو يقول أهلا بكم في وزارتكم وزارة الدفاع العراقية ، وبدأ يسأل منا ونحن مجاميع من أين أنتم ؟ ، قلت له من محافظة بابل ، قال رجال كرام وعشائر شريفة ، مدينة علم وعلماء وشعراء ، وقال لآخر من أين أنت ؟ ، أجابه أنا من مدينة الديوانية ، قال عشائر عربية أصيلة وشيوخ ورجال ثورة ، ولآخر أجابه حيا الله أهل السماوة وحيا الله رجال ثورة العشرين الخالدة ، وقال للآخرين بما تستحق محافظاتهم ، وبعد أكمال هذه التساؤلات قال مخاطبا الجميع ، يا أبنائي أنتم صفوة مواليد 1939 ومواليد 1940 ، وأنتم من يعرف القراءة والكتابة ولذلك تقع عليكم مسؤولية تعليم أخوتكم الفنون العلمية القتالية التي ستتعلمونها هنا ، وأوصيكم أبنائي بهذا الشعب فهو منكم وأنتم منه ، لا تذهبوا لهذه المنطقة القريبة من وزارة الدفاع – اسماها لهم - لأنها مشبوهة تسئ لسمعتكم وسمعة عوائلكم وسمعة جيشكم ووطنكم ، وهناك مهمة عليّ نقلها لكم وهي أن السيد الزعيم عبد الكريم قاسم يحتاج لقسم منكم يكونوا من ضمن حظيرة حمايته فمن يرغب فنحن نرحب به ومن لا يرغب فليس مرغما على أداء هذه المهمة ، الكثير منا وافق على هذه المهمة أما ( حميد ) فلم تحمله قدماه لهذه الفرحة الكبيرة ، سيصبح من حماية الزعيم عبد الكريم قاسم ، شئ عجيب لم يتحققوا من هو ، عائلته ، ميوله السياسية ، حبه وعدم حبه لزعيم الجمهورية الفتية ، ثم قال الضابط الكبير سنعطيكم أجازة من اليوم الثلاثاء وحتى الساعة الثانية بعد الظهر من يوم الجمعة القادم ، سيقدمون لكم وجبة غدائكم وتأخذون نماذج أجازاتكم وتذهبون لمحافظاتكم بحفظ الله ، قال أحدهم للضابط ( عمي شلون أروح لهلي أولا ما أندل وثانيا ما عندي فلوس ) ، ضحك الضابط بوجهه وقال ستوصلكم سيارات عسكرية ( لكراج العلاوي ) ومنها كل لمحافظته ، وسيارة أخرى ستأخذكم لكراج ( النهضة ) وسنعطي لكل جندي ( دينار ) واحد ، قال أحد الجنود أنا لا أقبل الصدقة ؟ ، أجابه الضابط أنها ليست صدقة وإنما هي دين عليكم تعيدون الدينار عند استلام راتبكم الشهري ، قلنا ومن الذي سيقرضنا هذا الدينار أنت ؟ ، قال أنكم تزيدون على الخمسين جنديا وهذا المبلغ كثير علي دفعه ولكننا سنعطيكم من الحانوت ، وأمر الضابط الكبير ضابطا أقل منه رتبة وقال له أعط لكل جندي دينار وأحرص على أن يتناولوا طعام الغداء وأرسل معهم من يوصلهم بسيارة عسكرية لكراج ( العلاوي ) وكراج ( النهضة ) ، سأل أحد الجنود ذلك الضابط الكبير قائلا من أنت سيدي ؟ ، أجابه ألم يعلمونكم من أنا ؟ ، قال الجندي كلا سيدي ، قال له أنا المقدم ( وصفي طاهر ) وخرج من القاعة وهو يودعنا قائلا أذهبوا لعوائلكم بحفظ الله . أصبح ل ( حميد ) دينار عراقي ، عشرون درهما ، أنه عملة ورقية ذا قيمة ليست بالقليلة مقارنة بسعر كيلو غرام من لحم الضأن بسعر ( 160 ) فلسا آنذاك . بدأت رحلة حميد التدريبية ونسب الى الفوج الأول لواء 19 ، أنه لواء الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم رحمه الله قبل الثورة ، وأصبح حميد بصنف المخابرة و عامل بدالة في وزارة الدفاع . وجها لوجه مع الزعيم عبد الكريم قاسم : يقول حميد أخبرني مسئول ( البدالة ) أن الهاتف اليدوي الآلي لأحد ضباط الركن عاطلا وعليك أصلاح الهاتف ( التلفون ) بعد نهاية الدوام الرسمي ، يقول حميد أخذت عدتي للتصليح ( بلايس ، كتر ، درنفيس ، درج ، سلك تلفون ) وصعدت الى الطابق العلوي في وزارة الدفاع ولم أكن بقيافتي العسكرية الكاملة ، وأنا أحاول أن أتتبع السلك للتلفون المعطوب سمعت صوتا من أحدى الغرف ينادي ( يا ولد ، يا ولد ) ، وأعرف أني لست المعني بذلك النداء ، تكرر الصوت لأكثر من مرة ولا علاقة لي شخصيا بذلك ، فتحت باب تلك الغرفة وأصبحت وجها لوجه مع الزعيم عبد الكريم قاسم ، ارتعدت من الخوف بعد أن خاطبني بعصبية واضحة من أنت ؟ ، وماذا تفعل هنا ؟ ، قلت له سيدي أنا عامل البدالة ولدي واجب تصليح هاتف أحد ضباط الحركات ، قال ولماذا لم ترتدي قيافتك العسكرية كاملة ؟ ، أجبته سيدي انتهى الدوام الرسمي ؟ ، أجاب مبتسما ليطمئنني ولكنك لم ينتهي دوامك أنت عامل ( البدالة ) الخفر ؟ ، قلت أعتذر سيدي ، قال كنت أنادي لماذا لا تجيبني ؟ ، قلت لا أعلم أنك تقصدني أنا ، قال نعم لا أقصدك وأريد ( المراسل ) أين هو ؟ ، أجبته لا أعرف أين هو سيدي ، قال أذهب وأخبره أني أريده ، ذهبت الى الحانوت ولم أجده ، الى مطعم الضباط ، مطعم المراتب ولم أجده ، لبست قيافتي كاملة وذهبت لسيادة الزعيم وطرقت الباب وسمعت الأذن بالدخول وقلت له لم أجد المراسل سيدي ، قال لقد أضر بنفسه أذهب لمطعم الضباط وأتني بصحن ، وفعلا أتيته بالصحن وقال لي قلت لك صحنين ، أجبته ( والعباس سيدي كتلي ماعون وما كلت ماعونين ) ضحك بوجهي وقال لا عليك ولدي ، ناولني الصحن وناولته ذلك الصحن ، فتح الزعيم ( السفر طاس ) وأعتقد أن هذه المفردة تركية تتكون من كلمتين ( السفر ) و ( الطاس ) أدمجت وأصبحت ( السفر طاس ) لأنها تستخدم أثناء السفر والتنقل ، و( سفر طاس ) الزعيم فيه ثلاثة أدراج ، الدرج الأسفل فيه ( المرق ) ، والدرج الوسط فيه الرز ، والدرج الثالث العلوي فيه قطع من الخيار والطماطم ونصف رأس بصل واليسير من الخضروات ، ورغيف من الخبز فوق ( السفر طاس ) أخذ ملعقته وبدأ يضع شيئا من الرز بذلك الصحن ، وسكب فوقه قليلا من المرق وقال لي خذه وتغذى به ، قلت له أكلت وجبة الغداء سيدي ، قال لي خذه يا ولدي ، رفعت الصحن بيدي فقال لا لا دع الصحن لي وخذ الباقي ، قلت له لا يكفيك هذا سيدي ، قال لا فيه الكفاية ، يقول حميد أخذت ذلك السفر طاس وجلست لوحدي خوف أن يشاركني فيه أحد ، الرز نوع ( بصمتي ) ، المرق ( باميا ) ، ولحمة الضأن لا يزل طعمها تحت لساني لأنها لقمة شريفة . اللقاء الثاني مع الزعيم قاسم : يقول ( حميد المطيري ) كنت بواجب الحرس فوق بناية وزارة الدفاع العراقية القديمة في باب المعظم ، وكنت أحمل بندقية ( سيمينوف ) محشوة بعشر أطلاقات حية ، سمعت حركة في السلم الذي يفضي الى السطح وما هي ألا ثواني وأنا وجها لوجه مع الزعيم عبد الكريم قاسم ولم يكن برفقته أي شخص آخر ، وقفت بمكاني وأديت له سلام الأمراء ببندقيتي ( السيمينوف ) والزعيم قبالتي وقف بوضع الاستعداد رادا عليّ سلامي بيده اليمنى ويده اليسرى لصيقة بجسده وعصا التبختر تحت إبطه الأيسر وبحركة عسكرية وكأن أمامه ( كاميرات ) تصوير تلفزيوني وقطعة عسكرية كبيرة ، قال ( جنبك سلاح ، أسترح ) ، قال أسمك ؟ قلت ( نعم أني الرقم 31829 ج م مكلف حميد جابر المنسوب الى ف1 ل 19 سيدي ) ، وبدأ يسير أمامي وعيونه تتنقل مسرعة بيني وبين الجانب البعيد لضفة نهر دجلة حيث منطقة ( الجعيفر ) وبيده اليمنى عصا التبختر يضرب بها ساقه بحيث أسمع صوت سقوط العصا على جسده فأفز مرعوبا مع كل ضربة يضرب بها ساقه ، قال لي حميد من اي محافظة أنت ؟ ، قلت من الحلة سيدي ، قال منذ متى وأنت لم تتمتع بإجازتك الدورية ؟ ، قلت منذ خمسة أيام أتيت من أجازتي سيدي ، قال أذهب الى المقدم الركن ( قاسم الجنابي ) وليعطك عشرة دنانير هدية ويمنحك عشرة أيام إجازة ، قلت له شكرا لك سيدي ، وعاد يتحرك كما بدأ بخطوات سريعة ذهابا وإيابا ، لمحني واقفا لأني كنت أريده أن ينزل من السطح فأتبعه فصرخ بي قائلا ألم أقل لك أذهب وخذ جائزتك وأجازتك ، يقول حميد كانت صرخته لي وكأن عشرة أشخاص رفعوني من مكاني ووجدت نفسي بمنتصف السلم مرعوبا ، حين وصولي الطابق الأرضي وعند نهاية السلم وجدت المقدم الركن ( قاسم الجنابي ) فبادرني بالسؤال ما بك ؟ ، حكيت له ما دار مع الزعيم فرد عليّ قائلا (( من هو ( دو مانك ) في الحراسة )) ؟ ، وتعني من هو بديلك بنوبة الحراسة فقلت له ج م ( فلان ) ، فقال لي أذهب وسلم له البندقية وانتظرني أمام باب غرفتي ، وفعلت ما طلب مني ودخلت لغرفة مرافق الزعيم وسلمني نموذج الأجازة وعشرة دنانير وهو يقول لنفسه ( والله العظيم الزعيم خلص راتبه وبديت أنطي من راتبي ) . شاعر شعبي حلي يلتقي الزعيم عبد الكريم قاسم : يقول الجندي ( حميد جابر المطيري ) وقف بباب وزارة الدفاع شاب وسيم مع صديقه قبالة الباب الرئيسي لوزارة الدفاع مقابل محل لبن ( أربيل ) كما يقول حميد ، سألهما الحرس ما تريدان ؟ ، أجابا سوية نريد مواجهة الزعيم عبد الكريم قاسم ، قال لهما الحرس لديكما موعدا للمقابلة ؟ ، أجابا لا ، قال لهما أذهبا أذن من هذا المكان ، ولكنهما أصرا على البقاء ، حاول أمر الحرس أن يقنعهما بترك المكان ولكنهما أصرا على البقاء ، وبلحظات حوار أمر الحرس مع الشخصيين أتت السيارة التي تقل الزعيم قاسم ، هتف أحد الاثنين ( يعيش الزعيم عبد الكريم قاسم ) ، توقفت سيارة الزعيم ونزل من السيارة وسأل الهاتف من أنت ؟ ، وماذا تريد ؟ ، أجابه الهاتف أنا الشاعر الشعبي ( منير إبراهيم الحلي ) وهذا صديقي من الحلة أيضا وأحببنا أن نلتقي بك لأننا نحبك يا سيادة الزعيم ، قال لهما أهلا بكما تفضلا معي ، وسار معهما صوب مقر عمله بوزارة الدفاع وهو يقول لدي 15 عشر دقيقة أمنحها لكم لأني على موعد مع صحفي أجنبي ، وأستمع الزعيم بغرفته لقصيدة تتغنى بالعراق أنشدها الشاعر ( منير إبراهيم الحلي ) ، قال له الزعيم شكرا لهذه المشاعر الوطنية ماذا تريد أيضا ؟، قال نريد أن نأخذ صورة معك ، وصورا نفسيهما مع الزعيم الشهيد قاسم ، قال الشاعر ( منير ) أريد صورة منك موقعة من قبلك ، أمر بجلب صورة ووقعها له الزعيم ، ضحك الشاعر بوجه الزعيم وقال أريد منك هذا القلم أيضا ، قال الزعيم أنك تستحقه ، وأمر سائقه الخاص بإيصالهم لكراج العلاوي في الصالحية وأعطى لكل واحد منهم خمسة دنانير ، ويقول حميد بعد أسبوع أعطاني المصور صورتين تجمع الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم مع الشاعر الشعبي ( منير إبراهيم الحلي ) وصديقه ، سألت حميد أين أجد الشاعر ( منير ) ؟ ، قال توفى منذ عشر سنوات وكان متزوجا من امرأة مغربية أخذت أولادها الى المغرب بعد وفاة زوجها وتركوا العراق . موقف بعد العسكرية : يوم 11/7/ 1960 م تسرح الجندي ( حميد ) من الجيش بعد أن أكمل سنة وتسعة أشهر ، وتعلم صنعة تصليح الساعات اليدوية وفتح محلا للتصليح . يقول حميد عام 2001 م وقف على باب دكاني رجل يرتدي الملابس العربية ( عقال ، وكوفية ، وعباءة رجالية ) ومعه زوجته يتطلعان للمعروض من الساعات ، وكانت ساعة قديمة ماركة ( بتينا ) بوسطها صورة للزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم رحمه الله معروضة مع الساعات ، دخل الرجل لمحلي وسلم وقال ما هو سعر هذه الساعة التي تحمل صورة الزعيم ؟ ، قال له حميد أنها للعرض فقط وليس للبيع ، قال أرجوك أني أريد شرائها ، قلت له أنا معتز بها جدا لذلك لا أرغب ببيعها رغم ما سببته لي الكثير من التساؤلات من جهات كثيرة ، قال الرجل أرجوك أنا من مدينة ( الصويرة ) وكان الزعيم جارنا قديما ، يقول حميد أكراما لهذا الرجل لأبيعها له وعندي غيرها في البيت ،قال حميد للرجل أنها ساعة ثمينة وماركة قديمة وسعرها ثلاثون ألف دينار ، أطرق الرجل وبعد لحظات أخرج لي عشرة آلالاف دينار وقال هذا عربون الساعة وسأجلب لك المبلغ غدا صباحا بأذن الله ، قال حميد خذ الساعة معك ، فرح الرجل وأخذ الساعة الكنز - كما يعتقد - منتصرا بنشوة الفوز بها ، صباح اليوم التالي وجدت الرجل جالسا على باب دكاني ينتظر وصولي ، قلت له لماذا تبكر هكذا ؟ ، قال أتيتك لأمرين الأول أن لا أجعلك قلقا بانتظار المبلغ المتبقي ، وثانيا قلت لك أنا جار للزعيم قديما وهذه الجورة تلزمني بالوفاء بما عاهدتك عليه ، قال حميد للرجل أنك بين خيارين أولهما أن تبقى معي لنأكل طعام الغداء ضيفا عزيزا عليّ ، أو تأخذ المبلغ المتبقي هدية مني لك ، قال الرجل خياران أحدهما أصعب من الآخر أما البقاء فلا يمكنني ذلك لخشيتي أن تقلق عليّ عائلتي وأعذرني من قبول المبلغ المتبقي وهو حلالك ، أعطى حميد المتبقي من المبلغ لذلك الرجل أكراما للزعيم وهو في قبره المجهول . حميد المطيري الآن تاجر يستورد ويبع السلع المنزلية ، ويتمتع بصحة جيدة ، ويبحث عن كل واردة تقال عن قائده الراحل الزعيم الخالد الشهيد عبد الكريم قاسم رحمه الله .
|