الموصليون يخشون مجاعة جديدة تضرب المدينة

نينوى: أعرب مسؤول بمجلس نينوى، عن خشية أهالي الموصل من تكرار سيناريو المجاعة التي عاشتها المدينة زمن نادر شاه قبل ثلاثة قرون، نتيجة "ارتفاع صوت المعدة على صوت الضمير"، منتقداً عدم مساعدة الحكومة الاتحادية والأمم المتحدة مئات الآلاف من أهالي المدينة الذين نزحوا خارجها برغم ظروفهم الصعبة، في حين عد مسؤول آخر أن الانهيار الذي حدث في الموصل كان "عسكرياً وليس إداريا".

وقال خلف الحديدي، عضو مجلس محافظة نينوى عن كتلة أثيل النجيفي، في تصريح صحافي، إن "الأوضاع الأمنية في الموصل لم تتغير منذ سقوطها بيد المسلحين في العاشر من حزيران الماضي"، مشيراً إلى أن "القصف العشوائي الذي عادة ما يصيب المدنيين ويسفر عن قتلى وجرحى ما يزال مستمراً".

وأضاف الحديدي، أن "الحكومة المحلية في نينوى، التي تدير شؤون المحافظة من موقع بديل في بلدة تلكيف، طالبت بغداد بإيجاد آلية أخرى للقصف تتحاشى إصابة المدنيين، وهدم الدور السكنية"، مبيناً أن "القصف لم يتوقف والمسلحون ما يزالون يسيطرون على المدينة، ويجندون الشباب في صفوف داعش ويعتقلون ضباطاً سابقين في الجيش، وكما تتعرض المنازل إلى مداهمات ليلية لجمع السلاح خوفاً من ردود فعل أو ثورة ضدهم".

وذكر المسؤول المحلي، أن "الموصلين ما يزالون يتذكرون آثار حصار نادر شاه في القرن الثامن عشر، ويخشون من تكرار السيناريو ذاته عندما أضطر الأهالي حينها لأكل القطط"، لافتاً إلى أن "المواد الغذائية بدأت تختفي من الأسواق، وأن سعر كيلو اللحم بلغ 50 ألف دينار وقنينة الغاز باتت تباع بـ50 ألف أيضاً".

وأبدى الحديدي، خشيته من "ارتفاع صوت المعدة على صوت الضمير وأن تتزايد عمليات السطو والسرقة، مع اشتداد الحصار، وقطع الرواتب عن مدينة يسكنها قرابة مليوني نسمة"، مؤكداً أن "الكثير من المساعي التي بذلتها حكومة نينوى لدفع الأمم المتحدة إلى إغاثة أهالي الموصل فشلت في إحداث أي تغيير في الوضع الإنساني".

ونفى عضو مجلس محافظة نينوى، وجود "مساع دولية أو حكومية لإسعاف أهالي الموصل"، مبدياً استغرابه من "عدم تقديم يد العون لنحو 300 ألف نازح دخلوا إقليم كردستان بالإضافة إلى 150 ألف آخرين ما يزالون في سنجار يواجهون أوضاعا إنسانية سيئة".

وكان عدد من سكان الموصل وتلعفر والقرى الشيعية والتركمانية شمالي المدنية، نزحوا بشكل تدريجي بعد سيطرة (داعش) على المدنية، إلى إقليم كردستان، وقضاء سنجار المتاخم لقضاء تلعفر.

إلى ذلك قال رئيس لجنة الاعمار في مجلس محافظة نينوى، عبد الرحمن الوكاع، إن "المدينة دخلت في حالة شلل تام بكل مفاصلها"، مؤكداً أن "الكهرباء عطلت مضخات المياه".