اعلن مجلس ثوار العشائر في العراق، يوم امس الاثنين 7 يوليو 2014 عن تشكيل هيئة تنسيقية مؤقتة لادارة (الثورة) في العراق بزعامة الشيخ (رعد عبد الستار السليمان) ، وقال المتحدث باسم المجلس المذكورفي مؤتمر صحافي عقده في (فندق جهينة اللبناني ) وسط اربيل : اجتمعنا اليوم نحن ثوار عشائر (الموصل وصلاح الدين وديالى والانبار وبغداد) لإختيار الهيئة التنسيقية المؤقتة لادارة الثورة في العراق وتم اختيار (رعد عبد الستار السليمان ) احد امراء الدليم رئيسا للهيئة و(فائز الشتووش) متحدثا، وباقي رؤساء عشائر الثوار اعضاء في الهيئة التنسيقية المؤقتة , كما اضاف قائلا : لا علاقة للمجلس بتنظيم داعش ، لكن (الهدف) يجمعنا في ساحة المعركة للتخلص من النظام الحالي ودخول بغداد ) ....؟! لقد تعجبت واستغربت كثيرا عندما شاهدت أولئك رجال من ذوي الشوارب الكثة وأخرى خيطية خفيفة وغيرها مبرومة وملفوفة ومصبوغة بالحناء الاصلي الحضرمي الطازج , يرتدون الزي العربي العشائري الانيق (الثوب والشماغ والعقال ) واقفين في صالة فندق جهينة اللبناني ذو الـ( 5 )نجوم , وهم يعلنون عن تشكيل هيئة تنسيقية مؤقتة لادارة (الثورة) في العراق.... ؟! والأغرب من ذلك يقول المتحدث باسم المجلس المذكور بان ( الهدف ) يجمعهم مع داعش للتخلص من النظام العراقي الحالي ودخول بغداد .... ؟! كلنا نعرف بان الثوب والشماغ و العقال العربي يعكس الشخصية العشائرية والوطنية المتمسكة بالتاريخ العراق الحافل, ولا احد يستطيع ان يخفي دور العشائر العراقية في صمودها وكفاحها , من اجل تحرير العراق من الاستعمارالبريطاني ومحاربة جلادي النظام البعثي البائد وتنظيم القاعدة الارهابي .... نعم فكان للعشائر العراقية دورأ كبيرأ و مشرفأ في الدفاع عن الوطن والشعب ...عكس مانراه ونسمع اليوم من منابر الفنادق والمنتجعات من فئة الخمسة نجوم من تصريحات عدوانية غير مسؤولة من قبل بعض الجماعات العشائرية التي يجمعهم هدف واحد مع عصابات وجلادي داعش لتدمير العراق .......؟! نعم داعش التي تهدم المساجد والمزارات والكنائس وتنتهك الاعراض وتغتصب النساء و الفتيات العراقيات ,وترتكب جرائم ابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية يندى لها جبين الانسانية .....!! اخيرأ اقول : ان العشيرة مجتمع مصغّر للمجتمع العراقي، تنقسم بين أفخاذ سنية وأخرى شيعية، إلا أن الكلمة الفصل فيها لشيخها المؤتمن على قيمها وضوابطها الوطنية والاخلاقية ، لهذا لعبت العشيرة دورًا في تجنيب العراق صراعات طائفية مريرة على مرّ تاريخ العراق... والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : هل نسيتم يا رؤساء عشائر الثوار و اعضاء في الهيئة التنسيقية المؤقتة لأدارة (الثورة) في العراق ,هل نسيتم دور ابناء العشائر العراقية في ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني والتي شملت معظم المدن العراقية لمقاومة النفوذ البريطاني وسياسة تهنيد العراق تمهيدا لضمه للتاج البريطاني او ما يسمى دول الكمنويلث ؟ هل نسيتم ابطال ثورة العشرين الذين لم يكن لديهم سوى سلاح الايمان بعدالة قضية شعبهم فتمكنوا من اسكات اصوات مدافع الانكليز بهوساتهم الشعبية المشهورة ( الطوب احسن لو مكواري) .......؟! هل نسيتم موقف الشيخ حبيب الخيزران عندما رفض اغراء الحاكم البريطاني ووقف بوجهه ايام ثورة العشرين وقال له: ان العراق شرفي لا ابيع شرفي بحفنة نقود ؟! هل نسيتم ما قام به مخيبر الكرخي ومعه عدد من ابناء عشيرة الكرخية بالهجوم على سكة القطار الذاهبة الى خانقين وقطعها وذلك لمنع وصول امدادات عسكرية بريطانية من ايران؟ هل نسيتم ما قام به جاسم معيلومع عدد من ابناء عشيرة المهدية وعشائر بني تميم في شهربان عندما هاجموا على سراي الحكومة وقتلوا الحاكم ركلي وحراسه واسر زوجته ؟ هل نسيتم احداث خانقين ودورعشائر (الدلو والسورة مري والاركوازي) البطلة في قلع سكة القطار لمنع دخول الجيش البريطاني القادم من ايران ؟ هل نسيتم ما قام به (ابراهيم خان الدلوي) في كفري مع العشائر الكردية الاخرى بتايد الثورة والمساهمة فيها بصورة فعالة وهجومهم على سراي الحكومة ......ومواقف كثيرة مشرفة اخرى والتي تجسدت فيها وحدة ابناء العراق عربا وكردا وتركمانا واقليات اخرى وذلك للدفاع عن العراق وحريته وكرامته وتحريره من الاحتلال البريطاني ...... ؟! هل نسيتم المواقف البطولية للعشائر العراقية في دحر عناصر الارهاب من تنظيم القاعدة في الفلوجة والانبار , ودعم وحدة البلد ورفع روح المعنوية للجيش والشرطة بعد سقوط الصنم ....؟! قلناها وسوف نقولها ونكررها مرارأ بأن خنادق المقاومين هي التي تحسم الصراع وليس الفنادق والمنتجعات من فئة الخمسة نجوم و بدعم من دول لاتريد للعراق خيرا ......!! يجب علينا جميعأ ان نقف وقفة رجل واحد بوجه العنف و الإرهاب و القتل و التطرف والتعصب والاغتصاب الداعشي ـ البعثي البائد , فالإرهاب لا دين له ولا مذهب ولا قومية وهو جريمة وفق كل المعايير ..... ومن يقف مع الإرهاب والارهابيين القتلة مصيره في مزبلة التاريخ . نعم التاريخ سوف يلعن ولن يرحم لكل من يفكر ولو في داخل نفسه بمساندة داعش وصداميين القتلة ومن يقف ورائهم في تدمير البشر والحجر ......؟! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ *يقع فندق جهينة اللبناني ذو الـ 5 نجوم في وسط المنطقة التجارية والترفيهية لمدينة أربيل ـ يتميز الفندق بميزتَين أساسيّتَين، الأولى تتمثّل بحجم الغرف المخصّصة لـ(رجال الأعمال ) والذين يشكّلون 90 % من النزلاء، والثانية موقع الفندق القريب من المطار اربيل الدولي والواقع في وسط المجمّعات السكنية والقريبة من القرية اللبنانية في وسط مدينة اربيل .
|