انسان بلد الحضارات

قفا نبكي على اطلال حضارة دُثرت تحت اقدام الغزاة ، وآثار تناثرت اشلائها في متاهات العالم ، وخيرات سُلبت من افواه الجياع والعراة ، نبكي على ماء الرافدين المعكر بدم الشهداء الابرياء بعد ان كان عذبا يتغنى به الشعراء ، نبكي ثم نبكي على حال الانسان الذي اصبح شبه انسان في بلد كان في ما مضى يسمى بأرض السواد لثرواته فاصبح موطناً للسواد لكثرة احزانه ومآسيه ، اصبحنا نبكي بلا دموع فالدموع تحجرت في المُقل من هول المصائب والمحن ، كان لنا وطن وحماة وطن فاصبح الان اوطان داخل وطن وحماة لاشخاص بلا وطنية واناس تائهون بين هذا الوطن وذاك لايدركون اللعبة لانها مستترة تحت ستارٍ معتمٍ يلعبها اناس مستترون وحتى لو فهموا فماذا بايديهم ليفعلون فهم اصبحوا ادوات للعبه يُحركون ولايتحركون رؤوس خاويه تحملها اعواد من خشب مُسيرة وليست مُخيرة تُسيّرهم كروش مليئة بالسحت والخَبث ولو كانوا يدركون ماذا ينتظرهم من عقاب لسكوتهم على الفساد وتبعيتهم لفئة ضالة تدير لهم امورهم ولكنهم لايدركون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مامن قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون على أن يغيروا ثم لايغيروا إلا يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب) صدق رسول الله . تلك هي السلبية في ذات المجتمع تنخره حتى العظم الى ان يذوي ويفقد قواه ويحتضر ولابد من انتشاله قبل ان يدفن حيا تحت اكوام من جثث ابنائه ، لابد ان يقاوم ضعفه ويقف على اقدامٍ حديديه غير قابلة للصدأ، لابد ان يصحى ويستفيق من غيبوبته وينفض غبار السبات ويقول لا للظلم لا للفساد تباً للجبروت الكاتم على انفاسي فأنا ابن الرافدين وحفيد سومر واكد وبابل والحضر هذا نسبي ولا ارضى بغيره نسباً..