الجلبي: نقلت تحذيرات الكرد بشأن الموصل قبل تسعة أشهر

بغداد:  حذر رئيس المؤتمر العراقي احمد الجلبي، من ان العراق سائر نحو التمزيق ما لم تجر إصلاحات سياسية خارج السياقات التقليدية في توزيع المناصب وفي ظل سيطرة داعش على اكثر من 30% من الأراضي العراقية، مؤكدا  انه حذر من سقوط الموصل قبل نحو 9 اشهر بحسب معلومات وردته من إقليم كردستان. 

 وقال الجلبي، في مقابلة بثتها قناة الحرة، ان "الأزمة الحالية تهدد بقاء العراق وكيانه، والعراق سائر نحو التمزيق اذا لم يحصل شيء حقيقي خارج هذه السياقات في توزيع المناصب والمكاسب في الحكومة الجديدة"، مشيرا الى ان " الوضع لا يشبه أي وضع اخر منذ قيام الدولة العراقية لان هناك مساحات شاسعة من ارض العراق خارج سلطة الدولة"، معتبرا ان "حركة السياسيين العراقيين لا تتناسب أبدا مع سرعة الأحداث".

وبشأن الأحداث التي شهدتها مدينة الموصل، قال الجلبي "سمعت تحذيرات من قادة في الجيش العراقي ومن الرئيس مسعود برزاني الذي حذرني قبل 9 اشهر من سوء الحالة في الموصل وقال انه عرض على الحكومة العراقية التعاون بهدف القضاء على هذه البؤر، ولم يكن هناك رد إيجابي ولا عمليات حقيقية ضد هؤلاء الذين يريدون السيطرة على الموصل"، وذكر بانه "حصلت غزوة من داعش قبل هذه الأحداث على تلعفر ولم تحظ باهتمام إعلامي وكانت تحضيرية لما جرى في الموصل".

ولفت الجلبي الى ان "هناك دلائل كثيرة على ان القيادة العراقية انسحبت من الجانب الأيمن في المدينة الى الجانب الأيسر في الساعة التاسعة مساء فوجدت أمامها ان الفرقة الثانية التي كانت تريد ان تعتمد عليها في استعادة الجانب الأيمن، قد انسحبت وهربت، هذا الأمر لا يمكن تفسيره بانه مؤامرة او بأية مسائل أخرى لأننا نعلم ان هنالك عملية معدة للسيطرة على الموصل، وكانت مؤسسات الموصل تعمل، المؤسسات كانت عاملة، البنك المركزي يعمل وهناك 427 مليون دولار وقعت بيد داعش و80 الف جواز عراقي فارغ جديد والدوائر العقارية كانت تعمل".

وفيما اكد الجلبي ان "داعش اسقط الموصل وصلاح الدين ومناطق واسعة من الأنبار وديالى، وبعض مناطق محيط بغداد"، اعتبر ان ذلك "بحد ذاته يعتبر فوزا لهذه المنظمة الإرهابية على الدولة العراقية التي يقودها رئيس الوزراء". 

وفي الجانب السياسي اكد رئيس المؤتمر الوطني العراقي ان "الولاية الثلاثة أصبحت مرفوضة من قبل الأطراف السياسية الكردية والسنيّة ونصف الأطراف السياسية الشيعية الموجودة في التحالف الوطني وهذا الموضوع عقبة مهمة".

ورأى الجلبي ان "أي رئيس وزراء يأتي للعراق الآن عليه ان يدخل في مفاوضات وحوار مضنٍ مع إقليم كردستان ومع ممثلي المحافظات الغربية والشمالية، وهذا التفاوض يجب ان لا يكون على شاكلة التفاوض السابق وهو موضوع توزيع الحصص، بل يتعلق بقضايا حقيقية تتعلق بمستقبل البلاد"، مؤكدا ان "موقف الائتلاف الوطني هو ان التحالف هو الذي يسمي رئيس مجلس الوزراء ويجب ان يكون الكتلة النيابية الأكبر عددا، ولم يطرح اسم رئيس الوزراء لأنه يريد ان يبقي على وجود التحالف الوطني، وهذا الأمر لم يحسم لحد الآن لان هناك خلافا قويا بين مكونات التحالف الوطني حول الولاية الثالثة".

ولفت الجلبي الى وجود "توجه الى إخلاء شمال العراق من الشيعة وهو امر خطير وان الإقليم مستعد للقيام بمهمة إيواء اللاجئين، وللأسف هنالك اطراف حكومية تشجع اللاجئين على ايوائهم في كربلاء والنجف بحجة ان مناطقهم باتت خطرة"، وتحدث عن "وجود إهمال للاجئين العراقيين من قبل الحكومة بعد ان قام العاهل السعودي بتقديم 500 مليون دولار للمفوضية السامية"، متسائلا "ماذا فعلت الحكومة العراقية مقابل الأزمة الهائلة بوجود مليون و500 الف شخص خارج منازلهم"؟.

وحول سؤال عن مدى احتمال قيام حرب أهلية في العرق رأى الجلبي ان "الحرب الأهلية قائمة الآن في العراق ويجب ان لا نجانب هذه الحقيقة"، معتبرا ان "خطة الحكومة العراقية فعليا هي فتح المناطق السنيّة بمليشيات شيعية، وهذا الأمر لا يجوز ان يتحقق"، مضيفا "علينا إعادة الجيش العراقي كله لاستعادة هذه المناطق ان نتعاون كعراقيين جميعا سنّة وشيعة وكردا لإعادة لحمة العراق ومواجهة الخطر الإرهابي الذي يحيط بنا".

وبشأن دور البيشمركة في المناطق المتنازع عليها، يقول الجلبي ان "البيشمركة تتحرك الآن على حدود مع داعش تبلغ مئات الكيلومترات وليس هناك أمان لكردستان بوجود داعش ومن مصلحة كردستان ان تتعاون مع الحكومة المركزية لدرء خطر داعش".