1ـ هل رأيتم ولو شيئا من (أنا والمجنون) على قناة العراقية الثانية ، المسلسل العراقي الساذج مع الأسف ، والذي يعرض حاليا عند الافطار ، من بطولة (نجم الكوميديا الاول في العراق الفنان الكبير قاسم الملاك!!!!) كما تعبر عنه جريدة المواطن الالكترونية !! ومعه مجموعة من الفنانين العراقيين الذين تشعر بالقرف من الفن ومن المسلسلات وانت تشاهد تمثيلهم (أم تهريجهم). والمسلسل من إخراج الأستاذ جمال عبد جاسم. 2ـ ومثلما هي عادة الفنان قاسم الملاك في معظم ادواره والتي قد لايجيد غيرها منذ ثلاثين عاما فإنه ظهر كشخص طيب مسالم يلقي المواعظ احيانا ويقع بمطبات ومقالب ولابد أن يعشق امرأة خلال المسلسل ويتمشى معها في الطرقات والحدائق !!!!! 3ـ الغريب في الامر أن هذا المسلسل خالي من اية فكرة ، وأنه تافه وسطحي تماما .. ولا ادري كيف وما السبب ولماذا تهدر قناة العراقية أموال الشعب من أجل (تهريج) تقول أنه (فن رفيع) يستحق أن أقدمه كوجبة افطار للصائمين !! 4ـ ومثلما قلت في العام الماضي معلقا على التمثيل العراقي فإنني أقول الآن : أيها الناس .. ياعقلاء : يصير واحد يحضر عرس أحدهم وهو يبكي !! يصير واحد يحضر مجلس فاتحة وهو يقهقه !! من المؤكد ان الجميع سينتقدونه. اذن لماذا تصرّ قناة العراقية على أن تقدم مجموعة من السرسرية (هكذا عبروا عن نفسهم فعلا في المسلسل ويمكن مشاهدتهم) وهم يعرضون سخافاتهم ويشرحون عرقهم وحبوبهم وانحرافهم للمشاهدين الصائمين بعد صلاة العشائين !!!! نعم احبتي.. لو كان المسلسل معروضا في العيد او في مناسبات وطنية اخرى لقال بعضهم إننا لم نعرضه للمتدينين.. ولكن لايمكن بحال ان تعرض قناة العراقية مسلسلا كله خروقات شرعية وأخلاقية وفي الوقت نفسه تقول انها تقدمه كهدية للصائمين !! فكيف نقدم للعوائل المحترمة او التي نريد ان نربيها ونساهم في توعيتها مثل هذا الهراء والطرب والمفاسد. 5ـ أما يستحي الفن العراقي من الاعتماد في إثارة البسمة على شخصيات هزيلة على شكل مجنون او مخربط او واحد وصخ يقع في مواقف تافهة أو يخلق ازمات مفتعلة وغير مقنعة بحجة اثارة الابتسامة ، فلايثير غير مزيدا من الشفقة عليه وعلى التخلف الذي وصل إليه الفن في المسلسلات العراقية مقابل التقدم السوري والخليجي.. على مستوى القصة والأداء والتصوير والإخراج وكل شيء. 6ـ المسلسلات الرمضانية ليست رمضانية .. أي هي في وادٍ والمشاهد المؤمن الصائم في واد آخر. رجاءا انا لا اقصد اننا بحاجة الى مسلسل تدور كل حلقاته في مسجد. ولكن ما هو المانع من أن يكون شخص واحد متدين من ضمن خمسين شخصا غير ملتزم في المسلسل ؟؟ وما هو المانع من ان يشرح ممثل واحد آية أو رواية أو حكمة واحدة طيلة ثلاثين حلقة رمضانية (يقال إنها هدية للصائمين) مقابل عشرات المقاطع الغنائية واللقطات المحرمة والأفكار غير الإسلامية خلال المسلسل. 7ـ أخاطب كادر قناة العراقية الموقروأقول : لابد من احترام عقيدة وأخلاق وعقلية المواطن العراقي الصائم ، الذي تعيش القناة على أمواله وثرواته. ويكفي استهانة وعدم اعتراف بقيمه ومبادئه. ففي عام 2012م كانت هدية قناة (العراقية) للصائمين برنامج (مقلوبة) المليء بالنكات الجنسية والخمرية وقصص العرق والمرق واكو واحد سكران ..وإلخ.. مع اللقاء بالفنانات اللواتي يرتدين البنطلون الضيق أمام العوائل المؤمنة والصائمة.. بالاضافة للاغاني والهچع والدبكات والرقصات !!! وفي عام 2013م كان هدية قناة (العراقية) للصائمين مسلسل (التيتي) الذي يمكن جعله ترويحي خفيف من دون هذا الكم من مقاطع الطرب والرقص والأفكار المسمومة كتجوال البطل مع من يريد في الحدائق والمتنزهات. وفي رمضان الحالي 2014م طلعت علينا العراقية بـ (أنا والمجنون) الخالي من كل شيء إلا من الشهادة بأن الفن العراقي في خطر .. وأننا بحاجة إلى ثورة فنية لتداركه. (ملاحظة أخيرة : من الواضح أنه ينبغي لرجل الدين أن يتنفس واقعه ومحيطه وأن يتابع ما حوله ولو اجمالا ليعطي رأيه عندما يتطلب الأمر).
|