فلنعلّم مرجعية النجف اللغة العربية

اللعب بالكلمات التي تمارسه مرجعية النجف الدينية أصبح وبالا على العراق وشعبه ، وصار وقودا اضافيا للنيران التي تستعر في جسد هذا الشعب الصابر المحتسب .. فكلمات وجمل مثل حكومة وطنية تحظى بقبول وطني واسع .. وضرورة التغيير .. وحكومة شراكة وطنية واسعة .. وهناك خطوط حمراء ، ثم يعود ابن المرجع ويقول لا خطوط حمراء .. وتصريحات كثيرة محيرة لتلك المرجعية يستطيع كل طرف ان يفسرها لمصلحته ، كانت عامل مساعد كبير للذي يتمسك بالسلطة حد القرف ، لكي يعاند ويطاول ويستأسد وهويخوض بدماء اهله .


ألا تعلم مرجعية النجف ان لغتنا العربية فيها كلمات صريحة حازمة قاطعة ، ممكن استخدامها لكي تعطينا موقفا واحدا واضحا دون خلط في الأوراق ، أو فسح المجال للتأويل والتفسير .. كلمات كثيرة لا تعد ولا تحصى ، يمكنها ان تتعلمها في دقائق ومن ثم تطرز بها تصريحاتها ، من أمثال كلا كلا للمالكي .. أو نرفض قطعا الولاية الثالثة .. او التغيير يبدأ بالمالكي .. او لا نؤيد منح المالكي الثالثة .. او ندعوا لحكومة شراكة وطنية واسعة من غير المالكي .. أو المالكي دمر البلد واعاده الى عصر الظلمات واستوجب التغيير .. أو ان ظروف البلد الجديدة لا تتحمل وزارة ثالثة للمالكي .


أم ان مرجعيتنا ما زالت ترزخ تحت ضغوط عمامة خامنئي ولم تنل استقلالها الناجز لحد الآن لكي تتعمق ببحور لغتنا الجميلة وتعرف اسرارها .. قد يقول قائل ان المرجعية لا يمكن لها ان تتدخل في السياسة بهذه الصورة المباشرة ، وأن رأيها أو فتاويها هي استشارية ونصائحية .. لكن هذا القائل يعلم كما يعلم غيره ان المرجعية غارقة في السياسة من اخمص القدم الى كوكة الراس .. والدليل الخطب الأسبوعية لممثلي المرجع منذ بداية الأحتلال ولحد اليوم .. وربما بعض السياسيين اعطوها اكبر من حجمها الطبيعي لكي تصل الى ما وصلت اليه .


الأمر المحيّر هو ان مرجعيتنا لم تفتي للجهاد في اي يوم مضى ، رغم احتلال العراق ، واعتراف الأمريكان الرسمي الصريح بانهم قوات احتلال .. بل وحتى لم تفتي به عندما سقطت الأنبار .. كل الأنبار .. بيد القاعدة قبل معركة الفلوجة الأولى .. ولا نعرف ان كان هناك فرقا بين القاعدة وداعش .. انحياز مرجعية النجف وتعاملها المزدوج مع العراقيين رغم تغليفه وتزويقه بعبارات كاذبة في هذا الظرف المصيري لم يعد ينطلي على احد ، هذا التزييف والتسويف كان قد ساهم الى حد كبير باستمرار نزيف الدم العراقي .. وما زلنا لم نجد تفسيرا مقنعا لفتواها بالجهاد الكفائي والشفائي والميليشائي ، أنا وأخواني وأصدقائي .