صلح الامام الحسن وصلح التحالف الوطني ؟؟ |
تحدث الكثير من الباحثين الاسلاميين عن تداعيات تلك الفترة العصيبة التي مر بها المسلمين في العراق بعد استشهاد الامام علي ع " حيث سادت حالة من الارباك والفوضى والإحباط والحيرة حتى وصفها احدهم بأنهم كانوا كـــ غنم بلا راعي وكانوا في حيرة من امرهم هل يكملون صفين ام يلتحقون بمعاوية او يبايعون الامام الحسن للسير قدما في اكمال ما ابتدأه ابوه وفي ظل هذه الحيرة كثرت الفتن واستخدم معاوية الاموال لشراء ذمم كبار القوم كالأشعث بن قيس وغيره ,,اراد الامام الحسن ان ينهض بهذه الامة الجريحة المصدومة التي خرجت من ثلاث حروب هي الجمل وصفين والنهروان ويأخذ بيدها الى حيث عزها ومجدها في رفض معاوية والوقوف بصف واحد لمجابهة خطر هذا الرجل الذي ابتلع الشام تحت عباءة الاسلام ودفاعا عن الخليفة المظلوم عثمان بن عفان ! لكن الامام نظر نظرة الخبير الذي لا تلتبس عليه الحيل كيف لا وهو ابن علي بن ابي طاب الرجل الذي حير البلاغة كما حير الشجاعة اذ لم يكتفي ان يكون مصداقا لهما بل صارا هما بحق مصداقا له وتلك هي المفارقة ,,نظر الامام الحسن فلم يجد في نفوس القوم الا التردد والانصياع للمذلة والمهانة وفي ذات القوت هناك نفر من الشيعة مستعدين للقتال حتى اخر نفس وفي مقدمتهم حجر بن عدي الكندي لكن الامام رفض ان يقوم بتقديم هؤلاء على طبق من ذهب لكي ينال منهم معاوية في واقعة واحدة ويقضي عليهم جميعا لذلك قبل بالصلح الذي فُرض عليه لكي يحافظ على هؤلاء النفر الخلص من الانقراض لان معاوية يفتك بهم فتكا عظيما وهو ينادي اقتلوا شيعة ابي تراب , اليوم لدينا ما يقارب 180 عضو برلمان شيعي اغلبهم عرفوا قصة الحسن وموقفه مع معاوية وقبوله بالصلح خوفا على الموالين من القتل ولم يكن الامام يملك قوة يرد بها معاوية لان اغلب جيشه تشتت وخان والتحق بمعاوية اما التحالف الوطني الشيعي اليوم فلم يميز اي الخيارين اصح فتخبط بينهما رفضا وقبولا تارة! ولم يكن ليختار احد الخيارين ومنذ 11 سنة ونحن نذبح امام العالم اجمع دون ان يهتز التحالف المشؤوم لموتنا ودون ان يشعر بجراحنا فلا هو قبل بالصلح وإعطاء الحكومة لإخواننا (المهمشين!!)) ولا هو توحد وتماسك ووضع برنامجا واضحا لإيقاف نزيف الدماء وبقي التحالف متشبثا بالحكم و دماء الشيعة تنزف بلا توقف في ظل تحولات سلبية كبيرة في مجتمع التشيع حيث كثرة الارامل والأيتام والبطالة وقوافل من شهداء المفخخات والأحزمة الناسفة ضحايا لضعف التحالف الوطني المريض الذي لا علاقة له بالعراق والشيعة كل ما يهمهم هو احزابهم وعوائلهم وأموالهم وأرصدتهم وهم في ذات الوقت يخرجون عبر الفضائيات يصرخون ويلطمون على الوطن ونبذ الطائفية واستنكار لغة العنف في حين هم من صنع مناخا للعنف وهم من جعل الارهاب يكبر يوما بعد يوم بعد ان اطعموه من لحم الشيعة الأبرياء ,, التحالف الوطني بمكوناته الهشة التي قدموا تنازلات كبيرة في موطن كانوا فيه هم الاقوى ولم يقدموا تنازلات من اجل حفظ الدماء في موطن اخر كانوا فيه هم الاضعف ! كان صلح الامام الحسن ع" صلحا عاقلا وفي محله لمعالجة واقع الامة الاسلامية انذاك لان الامام رأى انه ان حارب فانه سوف يخسر البقية الباقية من الشيعة والمسلمين المخلصين لذلك قبل على مضض بالصلح وتجرعه كما تجرع السم اننا بحاجة اليوم الى رجل مثل الامام الحسن ع" قرأ الظروف المحيطة بالمجتمع قراءة واعية استنتج من خلالها ان لا خلاص الا بالصلح وان خيار الصلح هو الخيار السيء وليس الاسوء لان الامام كان محاط بهذين الخيارين ولا خيار ثالث امامه . |