الأيدي الطويلة للجنة المساءلة و العدالة طالت هذه المرة قمامة السيد المالكي السياسية ، ونبشت هناك عميقا ، عميقا ، وبهمة ومثابرة و..حتى القعر !.. فعلى من عثرت هذه اللجنة هناك يا ترى ؟! .. فقد عثرت على السيد رئيس مجلس القضاء العراقي مدحت المحمود لتجتثه من جذوره الرئاسية الكثيرة ، بل ومن كل رياشه وروتوشه المالكية ، لتتركه كعفصور عار إلا من جلده المحمر والمتهدل الذابل !!.. فقد وجدته اللجنة بأنه مشمول بقانون الاجتثاث !!.. يا سلام على هذا الحرص !!.. ولكن متى ؟! .. طبعا بعد خراب البصرة .. بعدما أصبح القضاء في عهده وتحت رئاسته للقضاء بفرعيه ، مهزلة ما بعد مهزلة ، بعد تسيسه وتفريغه من ميزان العدالة الحقة ، ليصبح القضاء العراقي فاقدا لمصداقيته ومثارا للشكوك بعدالته ونزاهته في العالم أجمع .. و هذا أكبر خسارة معنوية واعتبارية لُحقت بالعراق من خلال الشكوك بنزاهة قضائه .. ونعمة وفرصة كريمة لكافة السفاحين والمجرمين الحقيقيين من قتلة الشعب العراقي الذين تجري الآن المطالبة بإطلاق سراحهم من السجون و المعتقلات .. والسيد مدحت المحمود هو المسئول الأول و الأخير عن كل ذلك ، لكونه خضع لأهواء الساسة ورجال السلطة والحكم الذين يهمهم استغلال القضاء لأهدافهم وأطماعهم السياسية في كل زمان و مكان .. لكن أية حنكة ودهاء كان يتمتع بهما هذا الرجل ، بحيث استطاع أن يكون رجل صدام والمالكي على حد سواء ؟!.. و يُقال أنه في طريقه الآن إلى أمريكا ، لينضم إلى قافلة أولئك المشمولين سواء بالاجتثاث البعثي ، أو باجتثاث المال العام !! .. فهل سيؤلمه ضميره القضائي والمهني تحديدا في ما تبقى من موسم عمره الخريفي الأخير ؟!.. فلعنة التاريخ و الأجيال القادمة قاسية وفادحة ولا ترحم أحدا قط !.. أم سينام قرير العين ، بينما سمعة القضاء العراقي تضطرب الآن محطمة بين أنقاض خرائبها بفضل هذا الرجل وتواطئه الصامت والمداهن ؟! ..
|