علاقتي بالصديق معالي وزير التربية محمد تميم تمتد الى عشر سنوات تقريبا ، منذ ان كان نائبا في مجلس النواب مدافعا عن حقوق اهله عرب كركوك وامتدت الى ان تسنمه وزارة التربية ، ودعاني لمرافقته في عدة مناسبات منها افتتاح عدد من المدارس في القرى والاماكن النائية في عموم العراق في ابو غريب وفي واسط (الصويرة) وبابل وغيرها من المناطق ، وانا شخصيا لا اسيء الظن به البتة وبنيته الحسنة تجاه عمله المهني في الوزارة ، وبقي عمله وسجله هادئا طوال قيامه بمهامه كوزير للتربية ... لكن ؟ للاسف الشديد اثيرت مؤخرا مسألة ما عرفت بطلبة / الغش الجماعي / في ما يقارب الـ 58 مركزا امتحانيا والتي افرزت تداعياتها سقوط ثلاثة من الطلبة المحتجين صرعى في مدينة البياع كما ابلغني عدد من المحتجين وما رأيته في صفحات التواصل الاجتماعي من صور وافلام ، وحاولت الاتصال بمعالي الوزير شخصيا من خلال هاتفه الشخصي لاوصل له وجهة نظري قبل استفحال الامر ، الا اني فشلت لانه وكما يعرف كثيرا ما يغير هاتفه الشخصي فاضطررت ان اوصل وجهة نظري عبر الاعلام وعبر هذه المقالة . 1- اذا كان هناك غشا جماعيا متمثلا بدخول مسلحين / كما اشيع / الى المراكز الامتحانية ، كان الاولى بوزير التربية القبول باقل عدد من الخسائر بان يعلن توقف الامتحانات وتأجيلها الى اشعار اخر لحين السيطرة على الموضوع ومن ثم استئناف الامتحانات . 2- اذا كان فعلا هناك ممارسة معينة للغش بهذه الطريقة ، فما ذنب هؤلاء الطلبة انما من يحاسب هم القائمين على هذه المراكز والسؤال كيف دخلوا هؤلاء الاشخاص بكل حرية وكيف يتجولون في قاعات الامتحانات ويلقنون الطلبة امام انظار القائمين على المراكز ؟ 3- كما سمعنا ان هناك ممارسات مماثلة حدثت في مناطق اخرى مثل مدينة الصدر والاعظمية والعامرية ، لماذا لم يطال هذا الاجراء هذه المناطق ؟ 4- ان من ضمن المشمولين بهذا الاجراء احد المراكز الخاص بالطالبات المتميزات المتفوقات بالدراسة واللواتي لديهن طموح بدخول كليات متقدمة مثل الطب والهندسة ، امن الصحيح ان ننهي مستقبل هؤلاء بسبب دخول المسلحين ؟ كنت انتظر كما ينتظر الكثير من العراقيين من معالي السيد الوزير ان يساعد الطلبة ليس يتمرير هذا الامر وتحقيق مطالب الطلبة المحتجين ، انما اصدار قرار بالسماح للطلبة الراسبين بفرصة الامتحان دور ثالث ، لما عاناه الطلبة من انعاكسات الازمة الاخيرة في البلاد وكذلك سوء التيار الكهربائي والضغط النفسي . لذا اطالب معالي الصديق تميم كاخ وكعراقي ان يعيد النظر بهذا القرار ومنح فرصة للراسبين دورا ثالثا وان ينهي هذه الازمة التي ركنت الى جانب الازمات الاخرى التي ضربت البلاد ، اذ ان البلد لم يعد يستحمل هذه الازمات ، لاسيما بان ما يتداول وما يعتقده الطلبة ان دوافع طائفيا كانت وراء هذا القرار ، مع اني شخصيا استبعد ان تكون لتميم هذه الدوافع كما عرفته عن قرب .
|