بين فرحة 14 تموز وغصة 14 رمضان

يستذكر العراقيون بفرحة وفخر ذكرى ثورة 14 تموز ثورتهم العظيمة ثورة الانجازات والمكاسب الاسطورية التي قادها الزعيم الوطني الخالد عبد الكريم قاسم التي حررت العراق من الاستعمار والعبودية وحاربت الفقر والجهل والمرض ووضعت العراق على سكة المدنية والتقدم وقد صادفت هذه الذكرى العطرة هذا العام مع ذكرى مؤامرة 14 رمضان 1963 التي اغتالت كل تلك الانجازات والتي نستذكرها بغصة والم في رمضان من كل عام ذكرى الفاجعة الاليمة التي حلت ببلادنا يوم خرجت الجماهير في 14 رمضان لتتقي بأيديها العارية هجوم الجراد الاصفر على زنابق الورد وطلع النخيل الا ان عصابات البعث الفاشي وما يسمى بالحرس القومي اثخنت فيهم الجراح ففور الاعلان عن الانقلاب الاسود غصت شوارع بغداد بآلاف المواطنين العزل الا من بعض العصي حيث ضربوا طوقا بشريا على وزارة الدفاع ( مقر الزعيم عبد الكريم قاسم )وهم يطالبونه بالسلاح لحماية مكاسب وانجازات حكومته ويهتفون ( ياكريم انطينا سلاح بسم العامل والفلاح )الا ان قاسم رفض تسليحهم قائلا ( لااريدها حربا اهلية .. سنعالجها ) ونجحت الحشود الجماهيرية بوسائلها البسيطة في منع دبابات المتمردين في اقتحام وزارة الدفاع مما اضطر بعض آمري الدبابات الى تضليل الجماهير من خلال لصق صور الزعيم على جوانب دباباتهم وانطلت الخدعة وفتح المتظاهرون الطريق امام هذه الدبابات للمضي بأتجاه وزارة الدفاع لكنها ما ان وصلت بوابة الدفاع حتى استدارت نحو الجماهير تصب عليهم نيرانها مما ادى الى سقوط عددكبير من الضحايا وكانت تلك الحادثة باكورة جرائمهم التي يندى لها جبين الانسانية حيث تلتها جريمة اعدام الزعيم قاسم واخوانه دون اية محاكمة بعد دقائق من وصولهم مقر الانقلابيين في دار الاذاعة وايغالا في خستهم قاموا برمي جثة الزعيم في نهر ديالى بعد تقسيمها نصفين فخرج الزعيم الشهيد وبعد كل ماقدمه لشعبه ووطنه خرج من الدنيا صائما مظلوما ليس له منها سوى قميصه المضمخ بدم الشهادة ثم اصدرت السلطة الفاشية البيان رقم 13 سيىء الصيت الذي اباح للحزبيين وميليشيا الحرس القومي ابادة كل من يشكون بولائه للانقلاب وفقد العراق جراء ذلك خيرة ابناءه في دهاليزالبعث واقبية الحرس القومي وعانى الشعب من ابشع صور القهر والتعذيب التي تجرد فاعلوها من ابسط معايير وخز الضمير الانساني حيث اقاموا حكمهم الدموي على جماجم الشعب وانتهكوا الحرمات واهانوا الكرامات وجلبوا للبلاد الكوارث تلو الكوارث ودنسوا كل ماهو مقدس ورفعوا الوضيع ووضعوا الشريف وادخلوا العراق في نفق مظلم على مدى اكثر من اربعة عقود .

اليوم تعود ذات الجهات الحاقدة على العراق وشعبه لتصطف من جديد في حلف شيطاني يجمع فلول البعث المقبور وحثالة ساسة اليوم الذين اعتادوا ان يطعنوا خاصرة الوطن عند اشتداد المحن ومعهم جرذان داعش والقاعدة ومن لف لفهم لادامة طاحونة الموت وانتاج حشد جديد من اليتامى والارامل والامهات الثكالى

ان علينا ان نحذر كل الحذر من مخططات اعداء العراق الحاقدين وعلينا استنباط الدروس والعبر من جريمة 14 رمضان النكراء ( 8 شباط الاسود 1963) ونبذ الاحقاد وترصين وحدتنا الوطنية واسناد قواتنا المسلحة البطلة كي لانمنح جرذان الارهاب وحلفاءهم فرصة الخروج من الجحور والعبث من جديد بالثغور في ظل غفلة او فتور

المجد والخلود لذكرى 14 تموز المجيدة ولقائدها الزعيم االخالد عبد الكريم قاسم والمجد كل المجد للقافلة الاولى من شهداء العراق الابرار ضحايا جريمة البعث الفاشي في 14 رمضان 1963 والخزي والعار للقتلة الجلادين الذين ذهبوا لمزبلة التاريخ ولهم في الآخرة عذاب جهنم وبئس المصير .