المثقف ... بين فساد حكومة و طائفية تظاهرات

 

في العدل كنا ما استقمنا.... ترى هل في الاعيوج نستقيم

يقال ان هذا البيت اطلقه معلما في شكواه الى التربية نتيجة معاقبته بنقله من منطقة العدل الى الاعيوج وكلتاهما من مناطق الاهوار البائسة الا ان الاعيوج في عمق منطقة الاهوار وبؤسها مما يجعل العدل باريس بالنسبة لها....

من منطلق التغطية على عدم اثارة العداوات بين ابناء المجتمع العراقي تقبلت الساحة الثقافية اكذوبة عدالة صدام في ظلمه على ابناء المجتمع العراقي ومكوناته ، وهذه الاكذوبة لا تصمد امام البحث العلمي والاكاديمي المجرد من الاهواء والدوافع والغايات الا نشدان الحقيقة وتقديمها دون لحاظ اثرها السلبي او الايجابي ، ولما عانى لون ومكون من مكونات المجتمع العراقي من ابشع انواع الظلم والاضطهاد وعلى اساس طائفي ابان حقبة البعث نتج بالضرورة التصدي الى النظام السابق وعلى اساس الدفاع عن الطائفة او المذهب ، وقاد هذا التصدي طبقة سياسية دينية المتمثلة بالاحزاب الدينية ورجال الدين السياسين في الطائفة الشيعية ، بينما الاضطهاد الذي عانى منه الكرد على اساس قومي افرز طبقة سياسية قومية تدافع عن القومية الكردية لتتصدر المشهد السياسي الكردي....

بعد انتهاء صلاحية النظام السابق وفق المصالح الغربية تم اسقاطه من قبل امريكا وحلفاؤها ، وهنا هرول ابناء الشعب كل يغني على ليلاه لينتخب على اساس طائفي او قومي ، ونتيجة هذا تشكلت طبقة سياسية مشبعة بالفساد ودون خشية من الجمهور ما دام الاتكاء على التجاذب الطائفي والشد القومي حاضرا في عمليات الانتخاب والممارسة والاداء للدولة العراقية...

فلا يخفى على احد الحجم الكارثي للفساد وتدمير الدولة وان حاول البعض من تقليل حجم الفساد ومخاطره ، وهنا تحرك المثقف الحقيقي لينقل معاناة الناس ويهاجم الطائفية والقومية في ادارة الدولة ومفاصلها ، وفعلا ان صدى صوت المثقف الوطني لاقى تجاوبا لابأس به من المجتمع خصوصا والوان المعاناة تشتد يوما بعد يوم في ظل طبقة سياسية وظفت الدين والطائفية والقومية للتسلط على الشعب ومقدراته والوطن وثرواته...

وكان المؤمل ان تنتج العمليات الانتخابية نوعا من الانعطافة في العامل المؤثر على توجيه الصندوق نحو الانتخاب على الاساس الوطني والمهني ، الا ان الطبقة السياسية مدركة حجم التخلف المستشري بين ابناء الشعب فبادرت الى تأجيج اللعبة الاولى المتمثلة بالطائفية والقومية ، بادرت قبيل انتخابات مجالس المحافظات لنجد انفسنا كشعب امام صراع بين مكونات الطبقة السياسية الطائفية والقومية ، فصراع بين ساسة الشيعة وساسة السنة وصراع اخر بين ساسة الشيعة وساسة الكرد ، وبالنتيجة سيرتفع رصيد العامل الطائفي والقومي في توجيه انتخابات مجالس المحافظات ودون تذكر للفساد والتدمير والفشل الذي انتجه هذا العامل...

اصبح المثقف الوطني في حال لايحسد عليه واختفى صوته في ضجيج الاصوات الطائفية والقومية ، والمضحك المبكي اننا نشهد اعادة انتاج لطبقة طائفية اكثر تشددا والتصاقا بالتطرف الديني ، وليس ادل على ذلك من مظاهرات الانبار واضرابها من المحافظات التي في جوهرها نشدان لرفع الظلم والفساد عن العراق ودولته ، الا ان مادة التظاهر وهم البسطاء من الناس سيسقط او سقط في ايديهم ان تظاهراتهم ومطالبهم الحقة دخلت سوق النخاسة الطائفية ، وها نحن نشهد عمائم سرقت التظاهرات لتوظفها لمصالحها ومصالح اجندتها المريضة المحملة بعقد التاريخ وهمجيته ، ولو تمعنا بخطب ولقاءات بعض الزعاطيط من المعممين امثال اللافي وغيره والذين يروج لهم في قنوات طائفية لوجدنا خطابهم مآله تدمير العراق وتقسيمه ان لم نقل حرب اهلية شاملة ، والحقيقة ان هؤلاء الزعاطيط سيخدمون الطبقة السياسية الفاسدة اعظم خدمة لان الشعب سيساند الفاسدين رغم انفه خشية على العراق ووحدته....

وهكذا ستستمر اللعبة الى ان ينتصر شعب يرفض الفساد والطائفية او سيادة اجندة دولية واقليمية مدمرة ، وتجارب التاريخ المعاصر تصدمنا بحقيقة ان الفوز سيكون في جانب الاجندة المدمرة وتذهب اكذوبة اذا الشعب يوما اراد... ادراج الرياح .

ولهذا فان فساد طبقتنا السياسية الطائفية والقومية اليوم لم يستقم حالنا كشعب وكدولة وكوطن في ظله ، فهل ياترى فساد وتخلف التاريخ تحت رايات تظاهرات يقودها المتطرفون سيستقيم حالنا ؟؟؟

في العدل كنا ما استقمنا .... ترى هل في الاعيوج نستقيم